الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المرش» آنية عطر تراثية بأشكال عصرية

«المرش» آنية عطر تراثية بأشكال عصرية
12 يونيو 2011 19:42
اعتبر “المرش” قديما أحد أهم الأدوات الجمالية التي تستخدم في مرحلة التحضير للزواج، وذلك لتميزها بالرائحة الزكية وسهولة الاستخدام، فكانت النساء يحرصن على وجودها ضمن جهاز العروس لكي تحفظ العطر في أحشائها، وتخرجه عند الحاجة إليه بكل سهولة وأناقة، وإذا ما أضيف الاعتقاد التقليدي بأن “ماء الورد” يطرد الرجس والشرّ والشؤم من المكان الذي يعبق فيه، فهنا تكتمل أسباب تفوق المرأة على الرجل في استخدام “المرش”، بخاصة وأن الرجل كان يعتمد في تعطره على البخور. ويبلغ عمر آنية “المرش”، ممشوقة القوام آلاف الأعوام، حيث عرفها العرب منذ القدم بأسماء متعددة منها “المرشّ” و”المرشّة” و”المرشاشة”، والغريب في أمر هذه العبوة، أنها ليس كما يُعتقد إحدى أدوات زينة المرأة، فما كشفته بعض الرسوم والعبارات الهيروغليفية تشير إلى أن استخدامها في عصر الفراعنة كان يقتصر على الرجال دون النساء، وذلك لأن طريقة استخدامها تحتاج طيّ ساعد اليد ونفضها بقوّة لا تليق بالنساء. كما تشير المعلومات التاريخية المتوفرة عن هذه الآنية إلى أن العبيد هم من كانوا يستخدمونها وذلك لتعطير سادتهم، بحسب التصنيفات الطبقية آنذاك، بينما كانت علبة عطور النساء عبارة عن سيخ صغير يُدس في قلب قارورة زجاجية ثم يُمسح به العنق. إلى ذلك، تكشف بعض كتب التاريخ عن وجود آنية “المرش” وانتشار استخدامها في عصر صدر الإسلام، وما تلاه من عصور، فكانت النساء في معظم المناطق العربية يستخدمنها للتعطّر كما يفعل الرجال، كما تُعطّر بها البيوت كبديل للبخور أحياناً، وقد وردت في عدة مشاهد درامية لمسلسلات تاريخية استخدام آنية المرشّ، كما تتفق كتب وإصدارات التراث التي تُعنى بالحياة الاجتماعية والبيئات المحلية لكل البلاد العربية، بخاصة التراث الشعبي للإمارات، على أن هذه الآنية عبوة تعطير للجنسين، غير أن المرأة تفوقت على الرجل في استخدامها. واليوم، أصبحت آنية “المرش” تستخدم كوسيلة ترحيب وتكريم للضيوف، لا سيما في البيوت الإماراتية التي استحبت هذه العادة، إذ صار لا بد من وجودها في المنزل إلى جانب مبخرة الدخون وقوارير دهن العود والمسك والعنبر والعطور المحلية المستحدثة، التي تقدّم للضيوف قبل انتهاء زيارتهم، ومما ساهم في تزكية وانتشار هذه العادة اعتبار “المرش” من ضمن الأدوات التقليدية التراثية التي وصلت عن الأجداد، والتي يستخدمها الرجال والنساء والصغار والكبار على حد سواء، بحسب ما يشير محمد السرحان، وهو بائع في أحد المحال التجارية التي تعنى ببيع المشغولات والمنتجات التراثية، فضلا عن استخدامها لتعطير الملابس وغرف المنزل ومفروشاته وأغطية الأسّرة ومفارش الطاولات، ومن هنا فقد شجعت المعارض التراثية على تصنيع هذه الآنية الجميلة محلياً في ورشات مخصصة لضمان استمرارها كتفصيل تراثي حميم، و قطعة ديكور جميل يمكن ضمها إلى طاولة التجميل في غرفة نوم المرأة أو تزين طاولة المجلس أو ركن في غرفة الضيوف. ويضيف السرحان، أن آنية “المرش” ما زالت صامدة في الأسواق والمحلات التراثية إلى جانب الأدوات العصرية، بل إن الصانعين أصبحوا يتفننون في صناعتها فمنها ما هو تراثي الطراز والشكل، وتم صنعه من النحاس أو الفضة أو المعادن الأخرى، ومنها ما هو مصنوع من الكريستال أو الخشب بأشكال وتصاميم غاية في الفن والإبداع، أما الألوان فهي مختلفة وذلك لتتناسب مع أثاث المنزل وغرف النوم مهما اختلفت ألوانه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©