الخميس 2 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الضغوة والعومة والجاشع» أسماك مفضلة محلياً

«الضغوة والعومة والجاشع» أسماك مفضلة محلياً
10 يونيو 2012
دبا الحصن (الاتحاد) - يستطيع أي صياد مختص بصيد العومة أو البرية، كما يطلق عليه سردين، مشاهدة تلك الأسماك الفضية وهي تلمع مع ضوء الشمس، فيخرج سريعاً لاصطيادها، وتحدث عملية الصيد إما في الصباح أو في المساء حسب توافر الأسماك، ويفرق الصيادون بين البرية والعومة عن طريق الحجم، ويطلق اسم البرية على تلك الأسماك متناهية الصغر، بينما تكون العومة كبيرة نوعاً ما وسمينة، ولكل من النوعين فوائد واستخدامات غذائية أو بيئية. للصيد طرق عدة ويقول الصياد المحترف في صيد الضغوة سالم محمد العلوي، والذي التقيناه بمدينة دبا الحصن: إن الصياد المعتاد والمحترف للضغوة يتناوب مع أصدقائه على مراقبة حركة أسماك البرية أو العومة، فهي تكون قريبة من سطح البحر ويمكن رؤيتها بالعين المجردة، كما تشير إلى وجودها الطيور البحرية التي تحوم فوقها لأجل اقتناصها، وهناك طرق عدة للصيد، ولكن الضغوة تحتاج لشباك، تتناسب مع أحجام الأسماك، وما أن نتأكد من وجودها حتى يدخل الرجال للبحر وهم يسحبون طرف «الليخ» ويشكلون دائرة حول مجموعات السمك، ثم يحيطون بها ويحاصرونها حتى يقومون بالخروج من البحر وهم يمسكون بطرف الشبكة، ويتم بعدها سحب الشباك من الساحل بحبال طويلة، وعند وصولها إلى الساحل يتم ربط فم الشبكة الطرفية ذات الفتحات الصغيرة منعاً لتسرب الأسماك. مشقة ونفقات ويكمل العلوي: تحتاج العملية لعدد كبير من الرجال المحترفين أو المدربين، ويصل عددهم إلى 20 رجلاً أحياناً، وإن كان مكان الأسماك بعيداً وكمياتها كبيرة، فإن عدد الصيادين يصل لقرابة 60 أو 70 رجلاً، ولكن اليوم أصبح الصيادون في بعض المناطق من الدولة يستخدمون وسيلة أكثر سهولة وهي جر الشبكة عن طريق المركبات الرباعية الدفع مثل «البيك آب»، ثم يتم بعدها حمل الأسماك على دفعات متتالية في شبكة صغيرة، وتكون مثل الجراب أو الكيس، وفي هذه الحالة إما أن يتم بيعها في المكان ذاته على الشاطئ أو تنقل ليتم تسويقها. ويضيف العلوي: أن المشقة الكبيرة التي كان يتكبدها الصياد قد خف وطأها اليوم، لأنهم أصبحوا يستخدمون الطرادات التي بها محركات للدخول للبحر، ورغم أن حجم المبيع كان قليلاً في الماضي، إلا أن الدخل كان للصياد، ولا يوجد بينه والتاجر أي وسيط، أما اليوم، فإن الصياد يتكبد المشقة والنفقات، في حين يكسب العمال الآسيويون مبالغ طائلة، لأنهم يتفقون مع بعضهم على سعر الشراء ضد الصياد المواطن، وربما يقوم الصياد بإخراج ما يقارب 90 أو مائة كيلوجرام وتستغرق العملية حوالي 5 أو 6 ساعات، إلا أن المردود لم يعد يجدي مقابل كل هذا الجهد والنفقات. أسماك مجففة وبما يتعلق بعملية التجارة يقول حسين علي بن يملوه: يتم شراء البرية أو العومة بالطن، والذي يبلغ سعره حوالي 2500 درهم، وربما يزيد قليلاً، حسب الموسم ويتم تخصيص جزء منه للأهالي الذين يتاجرون بالبرية ليتم تحويله إلى أسماك مجففة، حيث تلقى على الشاطئ بالأطنان وتقلب على الرمل الساخن لأيام عدة حتى تجف تماماً، ثم تباع لمن يرغب في سحنها، وهي إحدى الوجبات الشعبية التي يتم تناولها صيفاً أو شتاء، بينما يقوم البعض بشرائها مجففة وغير مطحونة أو مدقوقة ليصنع منها المرق. وبالنسبة لسمك العومة، فإنه يباع طازجاً، لأن حجمه يجعله صالحاً للشواء أو الطهي مطبوخاً أو مقلياً، ولكن البرية أغلى لأنها تحتاج إلى جهد ونفقات حتى تصبح جافة، ومن ثم تهيأ للتصدير وبيع جزء منها داخل الدولة في الأسواق المحلية، وفي حال التصدير، فإن الدول الأكثر استيراداً لأسماك الجاشع هي سريلانكا والفلبين، رغم وقوع تلك البلدين على البحر المليء بالخيرات، والسبب في ذلك أن شعبي سريلانكا والفلبين هي أكثر الشعوب حبا للجاشع المجفف، حيث يقومون بصنع المرق منه وهو يحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات. أسماك مفيدة بيئياً ويضيف بن يملوه: أما في الدولة، فإن الجاشع المجفف يمكن أن يحمل من التراب وهو جاف ويزال عنه التراب ويؤكل في تلك اللحظة، فقد يتم تسويته بالتجفيف والبعض ينظفه تماماً عن الرمل ثم يحفظه حتى يصبح مرقاً أو يدق حتى يتحول لسحناه، ويؤكل بأشكال متعددة، وهناك كميات من تلك الأسماك أو العومة يصنع منها سماد عضوي لأنواع من الأشجار المثمرة، في حين نجد ربات البيوت هن الأكثر خبرة في كيفية استغلال مياه غسل الجاشع أو مخلفات العومة في تسميد أشجار الليمون والطماطم في المنزل، ولذلك تعد هذه الأسماك مفيدة بيئياً، وفي الوقت ذاته تعد غذاء مفيداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©