الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جرد سنوي» في يوم البيئة العالمي

10 يونيو 2012
في كل عام، وبالتحديد في الخامس من يونيو يستعيد العالم ذكرى يوم البيئة العالمي، حيث تقوم مختلف الدوائر والهيئات والمنظمات في جميع دول العالم، بفتح نافذة تطلع من خلالها على ما حدث للبيئة على كوكب الأرض، وتعمل كل جهة ما يشبه «جرداً سنوياً» لما قامت به من أنشطة واستراتيجيات في سبيل مساعدة الكوكب على البقاء حيا، وهناك جهات حكومية وصناعية وذات اقتصاد عالمي رائع وناجح، لا تلتفت لهذه الوقفة السنوية، ولا يهمها إلا المزيد من الكسب والجرد لمعرفة كم مليار أضيف لأرصدتها، وربما تكون تلك الجهات هي الأولى في مجال تلويث العالم أو تقع على حافة البصمة البيئية. في كل عام تخرج لنا منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الفاو للأغذية والزراعة وغيرهما من المنظمات بتقارير حول حال الأرض وبيئاتها وتدهور مصادرها، والجرائم التي يرتكبها البشر في حق البيئة، خاصة أن هناك تزايداً في نسبة الانبعاث الحراري ما يؤدي إلى المزيد من الاحتباس، وهو بدوره يؤدي إلى رفع نسبة ثاني أكسيد الكربون، وقد أقرت لجنة البيئة والتنمية في العالم قبل 25 عاما، أن الإنسان لديه القدرة على جعل التنمية مستدامة، ولكن لم يعمل بآلياتها، بل تمادى في تدمير الطبيعة من أجل الربح. المبدأ العام للبيئة يقوم على أن في الإمكان العمل مع الطبيعة ولكن لا يمكن تملكها أو إدارتها حسب رغباتنا، ومنطقتنا العربية ستعاني من ملوثات بيئية عديدة وعوامل طبيعية غير مألوفة، ومنها ارتفاع درجة الحرارة الملاحظ والذي هو في زيادة، والملوحة الزائدة في البحر نتيجة تركز الملح بعد عملية التبخر نتيجة ارتفاع الحرارة، ما سيكون له تأثير عكسي على قدرة تحلية المياه، إضافة إلى التدهور البيئي والبيولوجي للنشاط الإنساني والعمراني، إلى جانب الخوف من زيادة التصحر وقلة أو انعدام الأمطار، وتلوث الهواء واضطراب الأحوال الجوية، وبذلك تتزايد حاجة دولتنا إلى المزيد من الممارسات المتعلقة بالاستدامة، خاصة في مجال الموارد المائية وإدارة أمن الطاقة والغذاء، والحد من النمو السكاني المصطنع، وأيضا الحاجة إلى التكيف والتعامل مع المتغيرات، وإدارة الاقتصاد الوطني من منظور إقليمي. إننا بحاجة إلى توجيه مواردنا الطبيعية إلى الداخل من أجل خلق فرصة للأجيال القادمة، فقد تعرضت البيئات في العقود الثلاثة الأخيرة لظروف قاسية نتيجة الحروب والتلوث النفطي، ونتيجة التنمية المستمرة وبشكل خاص في المنطقة الساحلية، والتي تعد بمثابة العمود الفقري في تمويل البيئة البحرية بالأسماك، ما أدى بالدول الثماني المطلة على الخليج العربي، خلال فترة قصيرة إلى استنزاف مصادرها سواء المائية أو في مجال الثروة السمكية. أيضاً نحن من تسبب في تلوث الهواء نتيجة أعمال الردم، كما تم تلويث حوالي 20% من غابات أشجار القرم، وتضرر ما يقارب من 50% من الشعب المرجانية، وتم إسعاف ما تبقى بزرع المزيد من المرجان أو نقل البعض الآخر إلى أماكن مناسبة بيئيا لنموه، كما تأثرت البيئة الزراعية نظرا لشح المياه بسبب عوامل التغير المناخي، وقلة سقوط الأمطار وتبخر الماء، وزيادة نسبة الملوحة في التربة، ولو أردنا أن نتحدث بالتفصيل عن كل ما تأثر بسبب الإنسان، فإن عملية الجرد سوف تحتاج لوقفة طويلة، ولمزيد من الوعي البيئي والمزيد من حملات التثقيف بالبيئة وما يحدث فيها. المحررة | malhabshi@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©