الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلام في التربية

10 يونيو 2012
لا أتصور أنه يمكن لطبيب أو مهندس أو فني أعطال سيارات، أو عامل بناء، أو خباز في محل لصناعة الحلوى، أو معلم في مدرسة، أن يزاول مهنته من دون الاعتماد على كفايته المهنية “التخصصية “للعمل الذي يقوم به. وتكتسب الكفاية المهنية التربوية أهمية خاصة، لكل العاملين في المجال التربوي والتعليمي، باعتبارها حصيلة هائلة من المعارف والمفاهيم والمهارات المهنية والاتجاهات التي توجه سلوك التدريس لدى المعلم، وتساعده في أداء عمله داخل الفصل وخارجه بمستوى معين من التمكن، ويمكن قياسها بمعايير خاصة مُتفق عليها. وللكفايات المهنية للمعلم دور مهم في علاج مستوى تحصيل المتعلم الضعيف، حيث تُقسّم النتائج التي يتحصل عليها التلاميذ عموماً في مواد دراستهم إلى مرتفعة ومتوسطة ومتدنية أو ضعيفة. وقد يلفت نظر المعلم هنا أن بعض التلاميذ على الرغم من ذكائهم، أو استعدادهم العادي، قد حصلوا على درجات “أو علامات” أقل مما هو مُتوقع منهم، الأمر الذي يسترعي انتباهه للتعرف إلى مسببات هذا الضعف وتعديله. نقصد هنا بضعاف التحصيل، التلاميذ الذين يتدنى إنجازهم عما يستطيعونه في الواقع، مهما بلغ هذا الإنجاز مرتفعاً بعض الشيء أو متوسطاً أو ضعيفاً. فمن أهم مظاهر مشكلة ضعف التحصيل تدني إنجاز بعض التلاميذ عما يمكن تحصيله في الأحوال العادية وفق استعداداتهم وظروفهم النفسية والاجتماعية المختلفة، وعدم حافزية التعلم، واختلاف الأساليب الإدراكية، وعدم تمكن المعلم من الكفايات التعليمية اللازمة. قد لا يكون الوقت مناسباً لطرح الحلول الإجرائية لعلاج ضعف تحصيل الطلاب مع نهاية العام الدراسي، لكن من الأهمية البدء من الآن في تشخيص وجمع البيانات حول حاجات المتعلم ومشكلاته وتحليل أسبابها، ووصف العلاج التربوي المناسب وتنفيذه وتقييم مدى كفاية النتائج التحصيلية للمتعلم، والتعرف إلى نوعية المشكلات الأسرية أو الشخصية، ثم الاستجابة للمشكلة سواء أكانت اجتماعية أم اقتصادية أم وجدانية بصيغ إنسانية عملية. والاهتمام بدافعية المتعلم التي تحتاج إلى عدة إجراءات في اتجاهات متوازية من أهمها تعريفه بالأهداف السلوكية للموضوعات الدراسية التي يتم تناولها، ومستويات التمكن المطلوب منه الوصول إليها عقب الدراسة. وربط محتوى المناهج الدراسية ببيئة المتعلم بحيث تصبح المعلومات والمهارات المستهدفة وظيفية في حياة المتعلم. واستخدام أساليب تدريسية تسهم في زيادة دافعية المتعلم نفسه. لابد أن تكون هناك قناعة باستخدام أساليب تقويمية تربوية تستند إلى فلسفة تصويب وتطوير أداء المتعلم لا تعتمد على التخويف والتهديد، والبعد عن أساليب الغش في الامتحانات التي تسهم في نقص دافعية المتعلم نحو الاجتهاد والتعلم. قد يكون أحد أسباب ضعف التحصيل صفة تتعلق بالمعلم أو بكفاياته المهنية، كأن يكون اهتمامه بالمتعلم محدوداً، أو يستجيب له بألفاظ أو ردود سلبية ينفر منها الأخير وتقل معها رغبته في التعلم، أو قد يكون المعلم غير مؤهل تماماً لمهنة التعليم، أو أن خبراته لم تعد ملائمة للمناهج الدراسية الحالية ما أضفى على أسلوبه التعليمي في كل الأحوال الروتين، وإثارة ملل المتعلمين وبالتالي ضعف تحصيل بعضهم. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©