الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استثمار وقت فراغ الصغار ثقافة أسرية مبكرة

10 يونيو 2012
أبوظبي (الاتحاد) ـ مع انتهاء العام الدراسي، وحلول فصل الإجازات الصيفية، تبرز مشكلة كيفية استثمار وقت فراغ الأبناء الصغار والصبية والمراهقين بصفة خاصة، وتزداد هذه المشكلة تفاقماً في ظل عدم وجود خطط أو برامج متاحة أمام هذه الشرائح طيلة أيام العطلة الصيفية، كذلك تزداد هذه المشكلة حدة بضعف أو غياب سلطة الأسرة ورقابتها على الأبناء لأسباب كثيرة، ومن ثم تتزايد شكاوى الآباء والأمهات - الموسمية - من الأبناء بسبب وقت الفراغ، وعدم استغلالهم للوقت بشكل إيجابي. إن هذه المشكلة ظاهرة سنوية، فهناك من ينجح في استثمار أيام العطلة الصيفية بشكل إيجابي، وهناك من يخفق في ذلك، ويمضون أوقاتهم كيفما كان متاحاً أمامهم بين النوم وقضاء ساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون أو مواقع “الإنترنت”، من دون هدف أو غاية، وما من شك أن هُناك في المقابل من ينجح في استثمار هذا الوقت بشكل إيجابي، بين السفر، والقراءة، وتنمية مهارات معينة، والالتحاق بدورات تدريبية لتنمية مواهب أو مهارات معينة. إنعام المنصوري، استشارية العلاقات الأسرية في العين، تقول: “للأسف نجد كثيرٌ من الصبية أو المراهقين ينتظرون أيام الإجازة، حتى يقتصرون في نشاطهم اليومي في النوم معظم ساعات اليوم، والسهر ليلاً في التسكع في الشوارع والمحال والمراكز التجارية، وبالطبع إن هؤلاء لا همّ لهم سوى إزعاج ومضايقة الآخرين بتصرفاتهم المعيبة وغير المسؤولة، ومضايقة النساء، فنراهم يقضون أوقاتهم في الطرقات وفي المحال التجارية والأسواق حتى منتصف الليل، ولا يعودون إلى منازلهم إلا مع ساعات الفجر الأولى بعد قضاء سهراتهم بما لا ينفع ولا يفيد في ظل غياب الرقابة الأسرية. فمن المسؤول؟”. تساؤلات تضيف المنصوري: “إن الظواهر السلبية التي تحدث من بعض الصبية والمراهقين بشكل عام، وخلال موسم الإجازات بشكل خاص، كثيرة جداً، لكن يبقى السؤال: من المسؤول؟ هل هم فئة الشباب أنفسهم؟ أم الأسرة؟ أين برامج التوعية، وأين البرامج المؤسسية التي تحتضن طاقة الشباب خلال العطلة الصيفية؟ وتجيب :”لا بد أن تتبنى الجهات المسؤولة عن قطاع الشباب والرياضة، والتعليم، وغيرها خططاً وبرامج سنوية تستوعب هذه الطاقات بشكل إيجابي، وعلى الأسرة أن تتحمل مسؤولياتها في تعليم وحث ومتابعة أبنائها في كيفية استثمار الوقت بشكل بناء”. للأسف أننا نجد عدم اكتراث كثير من الشباب بأهمية شغل الوقت والفراغ واستثماره بالتخطيط الجيد، فالفراغ لدى كثيرين وقت يجب القضاء عليه وقتله بأي طريقة، فنسمع من يقول نلعب الورق قتلاً للوقت، أو نذهب إلى المقهى لتضييع الوقت أو أشاهد التلفزيون، فالوقت لدينا عبء يجب التخلص منه بأي شيء حتى ولو كان تدميراً للذات، أما مصطلح استثمار الوقت فهو مفهوم لا يفكر فيه إلا القلة منا، وفي الوقت الذي نجد فيه البعض يخطط لوقت الفراغ ويستثمره في ممارسة هواية محببة تعود عليه بالنفع، ينمي من خلالها شخصيته كالرياضة أو الكتابة أو القراءة وغيرها، نجد آخرين يقضون وقت الفراغ ليقوموا بممارسات أقل ما يقال عنها بأنها خارجة عن الذوق العام، فمسؤولية شغل أوقات الفراغ عند الشباب والمراهقين، ولا سيما في فصل الصيف وموسم الإجازات، لا تقع على الشباب وحدهم، بقدر ما هي مسؤولية الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والمجتمع بمؤسساته المعنية المختلفة في المقام الأول، إن الأمر يتطلب تكاتف وتعاون الجميع لدراسة المشكلة ووضع الحلول العملية لها وتفعيلها بشكل إيجابي، إن الأمر يبدأ من الأسرة التي يقع على عاتقها إرساء القواعد الأخلاقية والسلوكية لدى الأبناء، وتربيتهم وتنشئتهم على الفهم الصحيح لقيمة الوقت وكيفية استثماره على الوجه الأمثل بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالفائدة، فضلاً عن إتاحة الإمكانات والفرص التي تساعد الأبناء على ذلك، بما يجنبهم الانحرافات أو الضرر أو الانخراط تحت تأثير رفقاء السوء، فوقت الفراغ إن لم يستغل بشكل إيجابي يصبح الوقت سيفاً مسلطاً على الصغار والمراهقين والشباب، ويصبحون عرضة للوقوع في الخطأ. فكثيرٌ من الظواهر السلوكية السلبية السائدة بين فئة المراهقين من الشباب ترجع إلى وجود وقت فراغ غير مستثمر في حياتهم، لذلك نجد أن الأخطاء والانحرافات والتجاوزات تتزايد في فصل الصيف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©