الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسامة الضاحي.. ميكانيكي لا يحب التعامل مع النساء

أسامة الضاحي.. ميكانيكي لا يحب التعامل مع النساء
16 يناير 2011 20:50
على الرغم من أهمية مهنة الميكانيكي في الحياة وعدم قدرتنا على الاستغناء عنه في كل وقت وحين، إلا أنه لا يلقى ذاك القبول الاجتماعي الذي يلقاه غيره من أصحاب المهن عالية المستوى مثل الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم ممن يصنفون في أعلى الهرم، بينما يصنف الميكانيكيون في قاعدته. حاجتنا للميكانيكي والدور الكبير الذي يؤديه أكبر دافع لننظر إليه نظرات احترام وتقدير ونمتنع عن تصويب سهام التعالي أو الشفقة نحوه. يملك الشاب الثلاثيني أسامة الضاحي كراج تصليح سيارات بالمدينة الصناعية في العين يستقبل فيه السيارات المختلفة المتعطلة ليقوم ومساعدوه بإصلاحها. يتحدث أسامة بداية عن عمله ميكانيكياً والسبب الذي دفعه لاختيار هذه المهنة بالذات والتطورات التي طرأت عليها: “دخلت المهنة قبل 20 عاماً، منذ كنت طالباً في الصف الخامس، أذهب وأبناء عمي للتدرب في إحدى الورشات كل صيف، وشيئاً فشيئاً صرت أحلم بأن أصبح ميكانيكياً واخترت الفرع الصناعي في الثانوية العامة وتعلمت أساسيات هذه المهنة التي تعتمد على الممارسة والخبرة بشكل كبير وعملت لسنوات عدة في أحد كراجات سوريا ومن ثم اتجهت إلى الإمارات (مدينة العين)، حيث أعمل إلى جانب إصلاح السيارات مشرفاً ومدرباً للعمال الموجودين معي، وذلك منذ 9 سنوات”. يضيف الضاحي: “على الرغم أن تعلم هذه المهنة ليس بالأمر الصعب، لكنه يتطلب الكثير من الممارسة والصبر والإتقان والدقة، وأي خطأ فيها مرفوض، إلى جانب الصدق والأمانة والإخلاص والالتزام بالمواعيد وحسن التعامل مع الزبائن ومحاورتهم وإقناعهم حول مكان العطل وما يحتاجه من قطع غيار أو تصليح”. مقومات المهنة يتابع الضاحي: تحتاج المهنة إلى الرغبة في ممارستها، فإذا لم يحبها من يعمل فيها فلن يستطيع استيعاب أبجدياتها وتفاصيلها الكثيرة خصوصاً في ظل التكنولوجيا الحديثة التي دخلت حتى إلى مهنتنا، وهذا ما دفعني للالتحاق بدورات اكتشاف أعطال السيارة بالكمبيوتر، وهذا لم يكن موجوداً في الماضي، حيث كانت السيارات بسيطة وليست بتعقيدات أيامنا هذه، ففي كل يوم تصنع سيارة جديدة ذات موديل لم يسبق لنا التعامل معه وعلى الرغم من خبرتي الطويلة، لكنني أشعر بأنني أحتاج إلى المزيد من التعلم والخبرة بسبب تنوع السيارات وكثرة تعقيداتها وتنوع الأدوات المستخدمة في تصليحها”. مخاطر وصعوبات ساعات الدوام الطويلة التي لا راحة فيها سوى يوم الجمعة، بحكم أنه اليوم الوحيد الذي يعطل فيه الميكانيكيون، من أهم الصعوبات التي يواجهونها في عملهم -بحسب الضاحي- الذي يشير إلى أن مهنته تنطوي على الكثير من المخاطر لكونه يضطر في كثير من الأحيان إلى الاستلقاء تحت السيارة لتصليحها مما قد يعرضه لخطر وقوع جسم غريب عليه من السيارة أو حدوث تماس كهربائي يعرضه لصعقة كهربائية أو اندفاع الماء الساخن من “الرديتر” الذي قد يحرق وجهه أو جزءاً من جسده، إلى جانب معاناته من حرارة الجو أو حرارة السيارة المرتفعة في ظل موجات الحر التي تخيم على الدولة في فصل الصيف، يقول الضاحي: تعرضت مرة إلى وقوع قطعة حديد من السيارة على أنفي وأسالت دمائي وفي موقف آخر كسر إصبعي وتم تجبيره. خبرة طويلة يذكر الضاحي أن خبرته الطويلة في تصليح السيارات جعلته مثل الطبيب يعرف ما بها ويشخص حالتها عن بعد وبمجرد أن يسمع صوتها يدرك علتها وقد قيد نفسه بتصليح السيارات الألمانية فقط؛ لأنه باعتقاده أن على الميكانيكي أن يتخصص بنوع سيارات واحد يتقن التعامل معه من الألف إلى الياء، لافتاً إلى أن هناك من يدعون أنهم قادرون على إصلاح أي سيارة، فتجدهم سطحيون في التعامل مع السيارة وغايتهم كسب المال بأي طريقة. ألاعيب الميكانيكيين يحذر الضاحي الناس من ألاعيب الميكانيكيين، فيقول: بعض الميكانيكيين يدّعون ضرورة تغيير قطعة معيبة في السيارة بحجة تلفها، لكنها في الحقيقة سهلة الإصلاح، وذلك ليكسبوا مبلغاً أكبر من قطع الغيار أو نقاط من الشركة التي يشترون منها قطع غيار بكثرة، حيث تقدم لهم عروض وحسومات وأنا أفضل وأنصح كل زبون بأن يشتري قطع الغيار بنفسه، وإذا طلب مني الزبون أن أشتريها له أحضر له فاتورة بذلك، علماً أن أغلب مشكلاتنا مع الزبائن سوء ظنهم بقطع الغيار نتيجة قيام بعض الميكانيكيين بتركيب قطعة غيار تجارية على أساس أنها أصلية، حيث إن الأصلية مرتفعة الثمن عن التجارية، وذلك ليكسب أجراً أعلى”. نظرة دونيّة وعن نظرة المجتمع للميكانيكي، يوضح الضاحي: “شتان ما بين النظرة إلينا وبين النظرة إلى الأطباء أو المحامين، فمثلاً عند تقدم الميكانيكي للزواج من جامعية، فإن الأهل يرفضون؛ لأنه ميكانيكي، وهذا ما حصل مع صديقي على الرغم أنه صاحب كراج وميسور مادياً، لكن أهل الفتاة رفضوا تزويجها إياه لأنه لا يحمل شهادة”. أنواع الزبائن من واقع تعامل الضاحي مع الزبائن، يجدهم من أصناف مختلفة، حيث يقول: “تعاملت مع شخصيات من مختلف الطبقات، واستطعت ولله الحمد، كسب ثقة الزبائن ورضاهم، وإن كنت أحياناً أدخل مع بعضهم بجدل ونقاش حول العطل الموجود وكيفية إصلاحه وحول الأجر الذي أطلبه؛ لأننا وبصفتنا عاملين في هذه المهنة نواجه مشكلة التبخيس من حقنا، وأتمنى أن تحدد أجورنا تماماً كما تحدد أسعار السلع، أما النساء فلا أحب التعامل معهن لأنهن يناقشن بأمور تتعلق بميكانيكا السيارة ولا يفقهن فيها شيئاً”.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©