الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تربويون يحذرون من المبالغة في القلق والخوف خلال الامتحانات

تربويون يحذرون من المبالغة في القلق والخوف خلال الامتحانات
10 يونيو 2013 21:19
استهل أمس الأول 37731 طالباً وطالبة من صفوف الثاني عشر على مستوى الدولة امتحانات الفصل الدراسي الثالث والأخير من العام الدراسي الحالي، وكل منهم يحمل آماله وأحلامه في النجاح والتفوق وتحقيق أمانٍ وأهداف عديدة تحدد معالم مستقبله. وإذا كانت المؤسسات التعليمية قد أكملت استعداداتها حتى يؤدي الطالب امتحاناته في مناخ نفسي صحي، وأجواء امتحانية إيجابية، فإن الطلاب ـ بلا شك ـ قد استنفروا جهودهم وتركيزهم، ويسبقهم في ذلك أسرهم، سعياً نحو تحقيق أهداف وآمال كبيرة ومشروعة. الامتحانات بشكل عام، ماهي إلا وسيلة لقياس المستوى التحصيلي الدراسي للطالب بعد عام دراسي كامل حافل بالجهد والمثابرة والتعب والسهر، وما يترافق وهذا الجهد من توتر وقلق ومخاوف ليس للطالب فحسب، وإنما لجميع أفراد الأسرة التي تتحول إلى خلية نحل نشطة، تعلن فيها «حالة الطوارئ» وتهيئة الأبناء لاجتياز «معمعة» الامتحانات، وتوفير المناخ الأسري الصحي المناسب قدر الإمكان. فماذا يمكن أن يقدم للأسرة والطالب نفسه من نصائح قد تعينه وتساعده على التعامل بإيجابية مع ضغوط الامتحانات الطبيعية، ودون أن يتأثر سلباً بهذه الضغوط؟ خورشيد حرفوش (أبوظبي) ـ إن تحقيق الغايات والأهداف المرجوة التي يحلم بها الأبناء من نجاح وتفوق، تقترن بتضافر واتساق وتناغم أضلاع العملية التعليمية. ومن الطبيعي أن تتفاوت قدرات الطلاب أنفسهم على صعيد الاستيعاب والتحصيل الدراسي، وكيفية المراجعة النهائية، وكيفية أداء الامتحانات، ومعهما تختلف الحالة النفسية، واللياقة الذهنية، وقدرة وكيفية الطالب على استرجاع ما تدارسه من جانب، وكيفية تعامله مع المؤثرات والانفعالات النفسية المرتبطة بالامتحانات مثل إرادة النجاح، وتحديد الأهداف، والثقة بالنفس، والقلق والخوف والتوتر، من جانب، وكيفية التعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية والمؤثرات الخارجية من جانب آخر. وتعد عملية التهيئة النفسية للطالب عنصراً حيوياً مؤثراً للغاية طيلة أداء الطالب للامتحانات، لضبط وتعزيز محصلته التعليمية، وسلامة استرجاعه للمعلومات، وللمقررات الدراسية خلال الامتحانات، هذا إلى جانب استعداد الطالب نفسه، ومستوى طموحاته، وسقف التوقعات التي يضعها لنفسه، وهل يعتبر نفسه في حالة منافسة إيجابية وصحية مع ذاته، أم لا؟ . المناخ الصحي مريم سعيد حارب، «موظفة» وأم لأحد الطلاب، تقول:« من الطبيعي أن تشهد أيام الامتحانات قلقاً مشروعاً، وهذا القلق تختلف حدته بين طالب وآخر، والقلق يسبب كثير من المشاكل في مثل هذا الظرف، ويختلف الطلاب في طرق التعامل مع هذا القلق، وكل ما هو مطلوب منا كآباء وأمهات أن نساعد الأبناء على التعامل مع القلق، وأن يتعاملوا مع الامتحانات بجدية خالية من التوتر، وأن نساعدهم على التركيز، وتوفير الوقت المتاح للمراجعة، وأخد قسط وافر من الراحة والنوم، وعدم الإرهاق بالسهر، وأن يكون جل همنا كيف نهيئ لهم الجو الصحي المناسب، وكيف نجنبهم أي مشاكل طارئة، وأن نوجد لهم مناخاً صحياً هاديئا طيلة أيام الامتحانات». كما يؤكد يوسف الشيمي، «ولي أمر أحد الطلاب»، أهمية إبعاد الطالب عن أي مشاكل أو انشغالات أسرية تتسبب في تشتيت تركيزه خلال الامتحانات، وأن يتاح للطالب بعد امتحان كل يوم الفرصة للمراجعة الهادئة، وعدم إشغاله بمراجعة إجاباته في امتحان مضى، حتى لا يشتت تركيزه، ويجب أن تساعده الأسرة في عدم الانشغال بأمور حياتية أو مطالب أسرية لا دخل للابن بها، كما لا يجب أن تتسبب الأسرة في إقحامه في أمور أو أخبار سارة أو مؤلمة طارئة قد تتسبب في ضياع تركيزه، وألا تبالغ الأسرة أيضاً في كل ذلك، وإنما تسير أمورها بشكل طبيعي خال من المثيرات أو الضغوط السلبية». التهيئة النفسية عدنان عباس، مدير مدارس النهضة الوطنية للبنين، يرى أن التهيئة النفسية تلعب دوراً كبيراً في أداء الطالب، وسلامة عملية الاسترجاع لما قام بتحصيله من دروس ومعلومات. وتتوقف حالة الطالب النفسية، على مدى استعداده للامتحانات، وسقف طموحاته، وطبيعة الطالب نفسه ومدى تحمله وتعامله مع الضغوط ، وكيفية تجنب الخوف والتعامل مع القلق. ويقول عباس:« إن حالة القلق التي تنتاب الطلاب قبيل وخلال أيام الامتحانات، أمر طبيعي، وشعور إيجابي إن لم تزد عن الحد، ولا تتحول إلى قلق سلبي معطل. وما من شك أن الطالب يتأثر بدرجة الشحن، والتوتر الذي يسود في الأسرة من حوله، ويذهب البعض وكأنه يخوض معركة حربية، وتعلن حالة الطوارىء بين أرجاء البيت. فكثير من الأسر تعتبر الامتحانات «شبحا» أو»كابوساً» مزعجاً ومرهقاً يطل برأسه كل عام، وعليهم مواجهة مسؤولياتهم الرئيسية في تهيئة المناخ المناسب للأبناء، فضلاً عما يعانونه من قلق وتوتر وخوف يخفقون في إخفائه ومن ثم يصدرونه بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الأبناء، ومن ثم تلقي مثل هذه المشاعر السلبية بظلالها وتأثيراتها على الأبناء الطلاب». وينصح عباس الطلاب بضرورة الهدوء، وعدم تشتيت التركيز بأمور ثانوية، والابتعاد عن أي مثيرات من شأنها تشتيت الانتباه، والتعامل مع الامتحانات يوماً بيوم، وعدم الانشغال أو التفكير في المواد التي أدى فيها الطالب امتحاناته، ولا يشغل باله بما قد أجاب، وكيف أجاب، حتى لا يؤثر ذلك سلباً على المادة والمواد التالية، وأن يفرغ نفسه من التفكير فيما أجاب، وفيما كتب، فإن لم يكن بالمستوى الذي يريد، قد يؤثر حزنه هذا على دافعيته في المواد التالية، ومن السهل أن يقع في فخ الإحباط، لكن عليه أن يركز فقط فيما هو آتٍ، وينسى ما فات، ويحاول بقدر الإمكان الابتعاد عن كل ما يسبب له قلقاً أو خوفاً أو ارتباكاً مضافاً طيلة أيام الامتحانات حتى ينتهي منها». تجنب المثيرات غانم بن محمد المزروعي، رئيس مجلس إدارة المدرسة الدولية بالعين، يشير إلى أهمية إلمام الأسرة بضرورة توفير الأجواء الأسرية الصحية أمام الطالب خلال الامتحانات، وأن يتفهم الوالدين أهمية البعد النفسي والاستقرار وانعكاساتهما على تركيز الطالب، وألا يبالغا في التحدث عن سقف توقعاتهما من الأبناء خاصة أيام الامتحانات، لأن ذلك يسبب الضرر والتشتت والقلق والخوف من الامتحانات. كما يجب أن يبتعدا عن مناقشة أو إثارة أي مشاكل، أو يشرعان في القيام بأي نشاط اجتماعي أو احتفالي طيلة أيام الامتحانات حتى لا ينصرف الطالب ويبتعد عن تركيزه، بل يجب أن تؤجل مثل هذه الأنشطة أو الزيارات، أو الاحتفالات الاجتماعية إلى ما بعد الامتحانات، والعمل على تجنب أي أحداث من شأنها أن تزيد الضغوط على الأبناء، أو تسبب لهم التوتر أوالخوف أو القلق. كذلك يؤكد هيثم الزحيلي، الاختصاصي التربوي، أهمية التزام الطالب بالطريقة الصحيحة والإيجابية في المراجعة العامة ليلة الامتحان، وأن يحصر تفكيره في الجوانب التي يلم بها، ويحاول الاستعانة بزميل أو معلم للمادة في حالة الحاجة الملحة، ولا يشغل باله أو تركيزه بأشياء تؤثر سلباً على تركيزه، وأن يحاول حل بعض النماذج الامتحانية، والاختبارات التجريبية، دون أن يهمل احتياجاته الشخصية من نوم وراحة ونظام غذائي سليم، وتجنب كل ما يسبب له أي وعكات صحية مفاجئة، وعدم تغيير عاداته الغذائية. والكف عن السهر الزائد حتى لا يصاب بالإرهاق والتوتر، وأيضاً عدم الاستعانة بأي عقاقير للسهر، لأنها تسبب أضراراً عديدة، وتؤثر على سلامة تركيزه واستيعابه واسترجاعه لما قرأ أو درس، فكل ما على الطالب أن يحافظ على عاداته اليومية دون التخلي عن النظام، والهدوء والتركيز بلا قلق أو خوف. لا.. لتصدير القلق الاختصاصية التربوية الدكتورة مديحة عزمي، ترى أن كثيراً من الأسر تبالغ في القلق، ويصدرونه بشكل مباشر أوغير مباشر إلى الأبناء، ومن ثم تلقي مثل هذه المشاعر السلبية بظلالها وتأثيراتها على الأبناء الطلاب. ومن الطبيعي أننا نشهد تضارب وتفاوت في المشاكل التي تواجه الآباء والأمهات في مثل هذا الظرف، وفي طرق التعامل مع هذه المشاكل، فمع حلول الامتحانات نراعي أن الأبناء في حاجة إلى تنظيم الوقت، وتهيئة البيت للمراجعة. وبطبيعة الحال إن الأمر يختلف عن الظروف الاعتيادية، فما من شك أن جو الأسرة يتبدل تماماً قبيل الامتحانات، وحيث يغلب القلق والتوتر على الجميع، فالأسرة مسؤولة مسؤولية كاملة عن أبنائها، وتهيئة المناخ الصحي المناسب خلال الامتحانات، وتعديل برنامجها بما لا يشتت انتباه الأبناء وتحصيلهم ومراجعتهم النهائية، ومساعدتهم على تنظيم أوقاتهم، ومتابعتهم بشكل مباشر دون الاعتماد على الخادمات، مع توفير جو هادئ ومريح خال من الإزعاج أو ما يثير انتباههم وتركيزهم». وتضيف: «لعل أبرز المشاكل في نظري تتمثل في خوف الطلاب، وخوف وقلق أسرهم من الإخفاق أو الفشل، كذلك كثير من الأسر تحتاج تغيير على المستوى الثقافي والمعرفي. ولا يكون هاجسهم الوحيد أن يلتحق ابنهم بإحدى كليات القمة - كما يسمونها - فهناك مواهب وكفاءات لا تنجح في الالتحاق بها ليكون أطباء أو مهندسين، إنما المجتمع في حاجة إلى مهن أخرى، والشخص الناجح هو من يختار التخصص الذي ينجح فيه لخدمة المجتمع الذي يعيش فيه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©