الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لغتي العربية نعمة .. وعقبة !

لغتي العربية نعمة .. وعقبة !
10 يونيو 2015 23:15
كالين مالك * لم يكن من السهل أبداً العمل كصحفية في الشرق الأوسط من دون إتقان اللغة العربية- على الأقل هذا ما استخلصته من تجربتي الخاصة- وليست الإمارات بالاستثناء. فبرغم الانتشار الواسع للغة الإنجليزية، وتحدث شريحة واسعة من الناس بها، إلا أن مقيمين كثيرين، لا يتقنونها بالضرورة، بل البعض لا يحبذ التخاطب بها حتى لو كانوا يتحدثونها، وبالأخص المواطنين. لكن وضعي الخاص كمقيمة عربية في الإمارات تلقت جل دراستها في الغرب يطرح إشكالات، لا سيما أن إجادتي للغة العربية لا تتعدى الجانب الشفهي، وتحديداً اللهجة اللبنانية، فالعربية تظل لغتي الثالثة بعد الفرنسية، لغتي الأم، والإنجليزية، وهنا لا تقتصر الصعوبة على عدم إتقاني العربية، بل أيضاً لاكتفائي بلهجة تظل مختلفة تماماً عن نظيرتها المحلية، ومع أني لست صحفية مبتدئة، وسبق لي العمل في لبنان، إلا أن جمع الأخبار وتحري المعلومات في الإمارات يبقى أكثر صعوبة، حيث ساعدتني لغتي الفرنسية في لبنان التي تعد مستعمرة فرنسية سابقة، فيما لم يكن الأمر كذلك في مناطق أخرى. ففي الإمارات ورغم أن عدداً كبيراً من المقيمين يتحدثون بشتى اللغات، يبقى من المهم بالنسبة لنا كصحفيين التواصل مع الجهات الحكومية والهيئات الرسمية التي نستقي منها الأخبار، ونؤكد من خلالها المعلومات، إضفاء للمصداقية على قصصنا الإخبارية قبل نشرها، ومن خلال تجربتي كان دائماً مفيداً إلقاء كلمة عربية هنا، أو هناك، لا سيما مع الجهات الرسمية لإثراء عملي الصحفي والحصول على المعلومات، لكن ما استنتجته أن الناس تفضل الحديث بالعربية مع الصحفي، بل قد تكشف له من المعلومات أكثر من الصحفي الذي لا يتواصل بالعربية، وقد يتفاقم الوضع أكثر عندما يرفض الشخص المعني الحديث بأي لغة أخرى عدا العربية عندما يعرف أني عربية بدعوى أن أستطيع التخاطب حتى لو كان في حدود بسيطة، متناسين أن قدراتي اللغوية في العربية تظل متواضعة ولا تكفي لإجراء حوار يشمل مثلا بعض العبارات والمصطلحات الفنية، وهو ما يحرمني من الدقة المطلوبة لدى كل صحفي. ثم إن هناك مشكلة أخرى تتمثل في بعض الصور النمطية التي تروج حول النساء اللبنانيات تبرز أحياناً خلال إجراء حوارات مهنية، ما يدفعني في هذه الحالة إلى الانتقال إلى نصفي الآخر الفلسطيني، حينها أحظى بتعاطف ومساعدة أكبر لإنجاز الموضوع وكتابة المقال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©