هويدا الحسن (العين)
تحت عنوان: «لماذا دراسة الماضي مهمة؟»، أقام متحف العين الوطني التابع لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي ثانية محاضرات سلسلة برنامج «قهوة الصباح» بمسرح بلدية العين. ألقى المحاضرة الدكتور مارك جونسون بيتش رئيس قسم التراث الساحلي وعلم الحفريات بالدائرة، حيث صحب الحاضرين معه في رحلة عبر الزمن للتعرف إلى التاريخ الجيولوجي لأرض الإمارات قبل 65 مليون عام، حين كانت مياه البحر تغطي أرض الإمارات، لكن عوامل جيولوجية ساعدت في دفع الأرض إلى الأعلى فظهرت فوق سطح البحر، وتكونت التضاريس الجغرافية للدولة، ولهذا السبب لم يتم العثور على حفريات للديناصورات، حيث إن طفو أرض الإمارات حدث بعد انقراض الديناصورات بزمن كبير بعكس اليمن وبعض أجزاء شبه الجزيرة التي عثرنا بها على حفريات تؤكد وجود ديناصورات عاشت بتلك المناطق.
وأوضح بيتش أن الفيلة والزرافات والتماسيح، من أوائل الحيوانات البرية التي عاشت في المنطقة، وقال: عاشت تلك الحيوانات قبل ما يقرب من 6 إلى 8 ملايين سنة، وعثرنا على حفريات وآثار تدل عليها في خمسة مواقع مختلفة بالقرب من بينونة والرويس وحبشان والظفرة، ووجدنا أكثر من مائتي أثر في الصخور والجبال والتلال الصغيرة على مساحة تمتد 20 كيلو متراً شرقاً وغرباً، وفي منطقة بدع المطوع عثروا على حفريات لفيلة، ونوعين من القردة، وفرس النهر، ونوع من الغزلان أكبر حجماً من الموجود حالياً، وهو ما يؤكد أن هذه المناطق لم تكن مناطق صحراوية كما هو الحال الآن، بل على الأغلب كانت مناطق غابات، وما يؤكد ذلك أيضاً وجود آثار لنهر جاف، وقد تم جمع كل تلك المعلومات بالتفصيل بكتاب «ألف أحفور وأحفور من إصدارات الدائرة».
شارك بيتش في أعمال التنقيب ومسح عدد من الجزر الأثرية في إمارة أبوظبي، ويعتبر من كبار علماء الآثار المقيمين بالدولة، وبسؤاله عن عمله بالإمارات قال مازحاً: «لم أتخيل أبداً عندما دعاني الشيخ زايد، رحمه الله، لاكتشاف الآثار بمنطقة بني ياس قبل ما يقرب من 24 عاماً أن أمكث بها كل تلك الفترة.. لكن الحقيقة أنني وقعت في عشق الإمارات وأغرمت بدراسة تاريخها، وبالطبع أنا سعيد وفخور؛ لأنني ساهمت في الكشف عن التاريخ العريق لهذا البلد الرائع».
عدد اليوم
