السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مروان آل علي.. طائر محلق بين ذرات الضوء

مروان آل علي.. طائر محلق بين ذرات الضوء
19 يناير 2014 22:45
لم يكن المصور المواطن مروان آل علي يعلم أن تلك اللحظات التي خلدتها كاميرا هاتفه المحمول، ستشكل بوابة ولوجه دنيا الفن، ونافذة انفتاحه على الموهبة، ونقطة انطلاقه نحو عالم مليء بالضوء، معلنة الشرارة الأولى لكشف النقاب عن موهبة غنية سار بها ومن خلالها نحو الرسم بالضوء. ومؤخراً توجت موهبة آل علي من خلال حصوله على جائزة اتحاد المصورين العرب. قراءة التفاصيل آل علي، الذي راقبت عيناه تلك اللقطات بتمعن، وقرأت تفاصيلها بإتقان، أصر على تطوير هواية التصوير لديه، وبذلك خطى أولى خطواته في عالم الضوء والظل، وكانت أولى هذه الخطوات امتلاك كاميرا تؤهله لكشف النقاب عن هذه الموهبة، التي قادته الصدفة إليها ومع تلك الكاميرا كانت البداية الحقيقية. ويرى آل علي أن التصوير حالة فنية يعيشها المصور، تتداخل فيها الموهبة والخيال والإبداع لتشكيل تلك الصورة، من خلال القدرة على مصداقية الكاميرا، بطريقة تنفي عنها جمودها لينظر إليها وكأنها ذلك الشخص الذي يبوح له بأسراره فيقوى على ترجمة أفكاره، بجمال لا يخلو من العفوية وبصدق لا تخطئه شفافية؛ ويقول «عندما تنشأ هذه العلاقة بينك وبين الكاميرا، اعلم أنك ولجت إلى دنيا التصوير الضوئي». ويشدد آل علي من خلال تجربته في عالم التصوير على الموهبة أولاً وثانياً وثالثاً. تليها كافة التقنيات الأخرى، لكن أن يختزن المصور موهبة فطرية سيتيح له أن يبدع لأنها ستدفعه لأن ينطلق بها لأبعد الحدود، وستشجعه على سبر أغوار المجال فمن يمتلك الموهبة سيسرح بخياله للبعيد، ويرفض أي نوع من أنواع التقليد، وسيغدو طائراً محلقاً بين ذرات الضوء باحثاً عن اللقطة التي لم يصلها غيره بعد، مقتنصاً الصورة التي يعجز عنها كثيرون، مستدركا «هذا لا يعني إغفال باقي التقنيات والعناصر الأخرى كالدراسة الأكاديمية والقراءة والاطلاع وسؤال ذوي الخبرة، كون هذه العوامل كفيلة بصقل الموهبة وتتويجها بالإبداع». تقمص الحالة عن علاقته بمجموعته الفنية، يقول آل علي «كل صورة عشت بها حالة عند التقاطها من حيث المكان والزمان والصحبة. لذا فلكل منها قصة وكل قصة حفرت في القلب ذكرى، هذا فضلاً عن أنه مع كل لقطة كانت هناك محاولة فاشلة تعقبها تجربة ناجحة ومع كل نجاح وفشل نتعلم من العثرات، ونعيش فرحة الانتصارات، وهذه كلها تجعلني أرتبط بعلاقة قوية مع الصورة والكاميرا والضوء، لأن صوري هي محاولات وهذه التجارب هي وسيلتي لتطوير نفسي في هذا المجال». وعن مشاركته في مسابقة اتحاد المصورين العرب، يقول «كانت بمثابة محطة رائعة انضمت إلى أرشيفي الشخصي، كون هذا الملتقى السنوي حدثا بارزا في دنيا الرسم بالضوء، يفد إليه الفنانون من مختلف أنحاء عالمنا العربي الكبير للتحاور والنقاش وتبادل الخبرات والآراء، ويتوج هذا الملتقى، الذي تتصافح فيه أيدي المخضرمين بأيدي بالموهوبين على أرض الشارقة، والذي يعقد سنوياً ليتوج الإبداع ويرتقي بالموهبة». ويضيف أن الروائع الفنية المعمارية التي تتلألأ في فضاء الشارقة من خلال مهرجان أضواء الشارقة، تغري كل فنان لتخليد تلك الأيقونات والاحتفاظ بتحف فنية ازدادت جمالاً، وهي ترتدي حلة من الضوء؛ فشاركت بصورة لمسجد النور في الشارقة وهو مغلف بأضواء انسجم بها جمال الفن المعماري مع تلك الترانيم الضوئية وهي ترقد على سطحه». ويوضح «حققت الصورة المركز الأول في جائزة الشارقة للصورة العربية في دورتها الثالثة لعام 2013، في المحور الرئيس «كنوز ومعالم الشارقة الإسلامية»، وقد حملني هذا الفوز مسؤولية الصورة المتميزة، واللقطة الراقية، والمضي قدماً في عالم التصوير الضوئي». مزاج الصورة عن حالته النفسية وأثرها على نوعية الصورة التي يلتقطها، يقول المصور المواطن مروان آل علي «لكل صورة مزاج ولكل لقطة توقيت هذا يجعل اللقطات متباينة في جمالياتها؛ فإن استطاع المصور أن يصل للزاوية الصحيحة ستأتي الصورة ثرية بالجمال مهما كانت حالته النفسية، والمصور الناجح هو من يمتلك نظرة النسر في تحديد الزاوية، ومن تمتلك يداه ميزاناً لتصريف انبعاث الضوء، ومن يختزن ذلك الخيال الخصب الذي يبذر في أرضه الإبداع ومن يحتفظ في قلبه بحب سرمدي للفن والموهبة».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©