يوسف العربي (دبي)
انتعشت الأسهم المحلية أمس وعوضت 18,13 مليار درهم من خسائرها السوقية، خلال جلسة تداولات الأمس بدعم من مشتريات قوية اشتدت وتيرتها في الساعة الأخيرة، نفذها مستثمرون أجانب ومؤسساتيون، قادت المؤشر العام لسوق الإمارات المالي إلى الإغلاق مرتفعاً بنسبة 2,59% على 4792.38 نقطة.
واستوعبت الأسواق عمليات البيع بداية الجلسة وعادت معظم الأسهم النشطة إلى تسجيل ارتفاعات قوية، قبل أن تشهد موجات بيع اضطرارية دفعت الأسعار إلى التذبذب في نطاق واسع.
ودعمت الأسهم القيادية ارتداد السوق الصعودي، خاصة أسهم البنوك والعقار في سوق أبوظبي، وسهم إعمار العقارية، وبنك دبي الإسلامي، وبنك الإمارات دبي الوطني في سوق دبي المالي الذي حافظت على مستوياته فوق 4000 نقطة خلال الجلسة.
واستطاع سهم شركة أرابتك أن يرتد إلى المنطقة الخضراء بنهاية الجلسة رغم عمليات البيع التي وصفها محللون بأنها اضطرارية لحسابات مكشوفة، وذلك بعد أن أصدرت الشركة بياناً أكدت فيه أنها تتمتع بوضع مالي وإداري قوي، وماضية في إنجاز مشاريعها الإنشائية وتطوير أعمالها بالشكل الذي يحقق أعلى عائد للمساهمين والمستثمرين، ويلائم مكانتها وسمعتها كشركة وطنية رائدة تنفذ أبرز المشاريع في دولة الإمارات والمنطقة.
وقالت إنها ستواصل ممارسة أنشطتها بالحرفية المعتادة كشركة مساهمة عامة مدرجة في سوق دبي المالي ذات تاريخ عريق يمتد لأربعين عاماً، مؤكداً عدم صحة الشائعات حول نية الشركة شطب إدراجها.
وعزا محللون ماليون تعافي أسواق المال المحلية بعد موجة من الانخفاضات إلى وصول الأسهم إلى مستويات سعرية مغرية على الشراء وهو الأمر ساهم في اتجاه المستثمرين على القيام بعمليات شراء مكثفة.
وقال إياد البريقي مدير التداول في شركة الأنصاري للخدمات المالية إن موجة التراجع الحادة لم تكن مبررة، مشيراً إلى أن الأسواق المالية انعكاس للوضع الاقتصادي.
وقال إن الاقتصاد الإماراتي اقتصاد قوي ومتين، ويحقق معدلات نمو قوية والتوقعات تشير إلى أنه سيواصل تحقيق معدلات نمو مرتفعة خلال السنوات المقبلة، وهو ما ينعكس إيجاباً على الشركات المدرجة والتي يتوقع أن تحقق أرباحاً قوية خلال الفترة المقبلة.
وتوقع أن تعود الأسهم المحلية لتعويض ما خسرته خلال الأسبوعين الماضيين، مع بدء الشركات في الإعلان عن نتائجها المالية للربع الثاني، متوقعاً أن تحقق هذه الشركات أرباحاً قوية خلال هذه الفترة.
وارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 2,59% محصلة ارتفاع سوق أبوظبي بنسبة 1,89? وسوق دبي المالي بنسبة 6.09?.
وجاءت الارتفاعات أمس على وقع حزمة من الأخبار الإيجابية حول سداد شركات حكومية لالتزاماتها المالية في إشارة على انتعاش الوضع الاقتصادي الوطني.
وأعلنت «نخيل» أمس أنها تعتزم السداد المبكر لجميع الديون البنكية البالغة نحو 7,95 مليار درهم نهاية شهر أغسطس المقبل قبل الموعد المحدد بأربع سنوات، بحسب علي راشد لوتاه، رئيس مجلس إدارة الشركة.
وقال محمد علي ياسين، العضو المنتدب لبنك أبوظبي للأوراق المالية: إن الأسواق المالية بدأت في تجاوز موجة التصحيح التي تعرضت لها نتيجة المبالغة في أسعار العديد من الأسهم.
ولفت إلى تراجع حدة عمليات تسييل المحافظ التي تعرضت لها الأسواق على مدار الجلسات السابقة، لافتاً إلى أن وصول الأسهم إلى مستويات سعرية مغرية للشراء ساهم في دخول استثمارات جديدة للأسواق.
وأكد ياسين على النظرة الإيجابية المستقبلية لأسواق الإمارات ظل متانة الأسس الاقتصادية واستقرارها.
وتوقع عودة الارتفاعات إلى أسواق المال المحلية بشكل تدريجي من خلال تسجيل ارتفاعات معتدلة بعيداً عن القفزات الطارئة التي تتسبب في مبالغات ملحوظة في أسعار بعض الأسهم.
وشدد على أهمية اعتماد السوق مستقبلاً على الأداء المالي للشركات ووضع الاقتصاد العام للدولة.
وطالب بضرورة تدخل الجهات الرقابية المشرفة على القطاع المالي لتنظيم عمليات تمويل الشراء بالهامش، لافتاً إلى أن القيام بهذه الخطوة يعد خطوة مهمة وضمانة أساسية لاستقرار السوق.
وقال إن العديد من البنوك العاملة في الدولة منحت المستثمرين قروضاً كبيرةً لشراء الأسهم بالهامش، حيث بلغت قيمة القروض الممنوحة لبعض المستثمرين نحو خمسة أضعاف الاستثمار الأولى الذي دفعه المستثمر.
وتم تداول 1.13 مليار سهم بقيمة إجمالية بلغت 2.65 مليار درهم نفذت من 21908 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 65 من أصل 120 شركة مدرجة في الأسواق المالية، وحققت أسعار أسهم 49 شركة ارتفاعاً في حين انخفضت أسعار أسهم 12 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم بقية الشركات.
وجاء سهم «شركة أرابتك القابضة» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً حيث تم تداول 650 مليون درهم موزعة على 211.45 مليون سهم من خلال 4494 صفقة، تلاه سهم شركة إعمار العقارية في المركز الثاني من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، حيث تم تداول ما قيمته 415.87 مليون درهم موزعة على 46.78 مليون سهم من خلال 2159 صفقة.
وحقق سهم «تكافل الإمارات» أكبر نسبة ارتفاع سعري حيث أقفل سعر السهم على مستوى 0.80 درهم مرتفعاً بنسبة 12.54% من خلال تداول 1.91 مليون سهم بقيمة 1.41 مليون درهم، تلاه سهم «دار التكافل» ليغلق على مستوى0.74 درهم مرتفعا بنسبة 12.29% من خلال تداول 1.17 مليون سهم بقيمة 0.79 مليون درهم.
وسجل سهم «الإسمنت الوطنية » أكبر انخفاض سعري في جلسة التداول حيث أقفل سعر السهم على مستوى 4.14 درهم مسجلا خسارة بنسبة-9.80% من خلال تداول 2000سهم بقيمة 8280 درهماً، تلاه سهم البنك العربي المتحد الذي انخفض بنسبة -9.52% ليغلق على مستوى 5.70 درهم من خلال تداول 291 سهماً بقيمة 2056.2درهم.
ومنذ بداية العام بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 11.10% وبلغ إجمالي قيمة التداول 338.83 مليار درهم، وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 55 من أصل 120 وعدد الشركات المتراجعة 53 شركة.
ويتصدر مؤشر قطاع «العقار» المرتبة الأولى مقارنة بالمؤشرات الأخرى ومحققاً نسبة ارتفاع عن نهاية العام الماضي بلغت 30.8712% ليستقر على مستوى 6919.60 نقطة مقارنة مع 5287.33 نقطة، تلاه مؤشر قطاع «الاستثمار والخدمات المالية» ومحققا نسبة ارتفاع عن نهاية العام الماضي بلغت 26.6% ليستقر على مستوى 6727.65 نقطة مقارنة مع 5311.47 نقطة تلاه مؤشر قطاع «البنوك» ومحققاً نسبة ارتفاع عن نهاية العام الماضي بلغت 14.5% ليستقر على مستوى 3335.26 نقطة مقارنة مع 2912.22 نقطة تلاه مؤشر قطاع «الخدمات » ومحققاً نسبة ارتفاع عن نهاية العام الماضي بلغت 12.1% ليستقر على مستوى 1677.78 نقطة مقارنة مع 1496.06 نقطة.
وارتفع مؤشر قطاع «السلع الاستهلاكية» بنسبة 9.68% ليستقر على مستوى 1626.28 نقطة مقارنة مع 1482.74 نقطة، تلاه مؤشر قطاع «الصناعة» ومحققاً نسبة ارتفاع عن نهاية العام الماضي بلغت 4.37% ليستقر على مستوى 1158.44 نقطة مقارنة مع 1109.93 نقطة. وانخفض مؤشر قطاع «التأمين» بنسبة -3.3% ليستقر على مستوى 1543.97 نقطة مقارنة مع 1597.00، فيما انخفض مؤشر قطاع «الاتصالات » بنسبة 7.8% ليستقر على مستوى 2222.69 نقطة مقارنة مع 2412.04 نقطة، فيما تراجع مؤشر قطاع «النقل» بنسبة -14.% ليستقر على مستوى 3135.33 نقطة مقارنة مع 3653.37 نقطة. وتراجع مؤشر قطاع «الطاقة» بنسبة -24.% ليستقر على مستوى 128.584 نقطة مقارنة مع 170.355 نقطة.
لا تغيير في مواعيد تداولات الأسواق المالية خلال رمضان
أعلنت هيئة الأوراق المالية والسلع أن مواعيد جلسات التداول في أسواق الأوراق المالية بالدولة خلال شهر رمضان المبارك ستظل كما هي دون تغيير، بحيث تبدأ من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الثانية من بعد الظهر.
وتقدمت هيئة الأوراق المالية والسلع، بمناسبة قرب حلول الشهر الفضيل، بأسمى آيات التهنئة إلى جميع المستثمرين والمتعاملين في الأسواق المحلية بالدولة، داعية المولى عز وجل أن يعيد هذا الشهر الكريم على الأمة الإسلامية بالخير والبركات.(أبوظبي-الاتحاد)
عدد اليوم
