الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرف الماضي.. تروي مهارة الأجداد

حرف الماضي.. تروي مهارة الأجداد
28 سبتمبر 2017 09:40
أشرف جمعة (أبوظبي) الحرف الإماراتية التراثية بطابعها الأصيل تشكل عنصراً مهماً في التعريف بالماضي التليد، وتكشف كيف كانت الحياة في رحاب البساطة، حيث كان كل بيت في رحلة الآباء والأجداد يحقق الاكتفاء الذاتي من خلال تطويع البيئة ومن ثم الاستفادة من كل ما فيها وهو ما نتج عنه في النهاية حرف لها رونقها وطابعها المميز أصبحت في هذا العصر من الموروثات الشعبية التي يحافظ عليها الكثير من الحرفيين في الدولة، إذ يرعى نادي تراث الإمارات عدداً منهم في إطار الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على التراث الوطني ومن ثم توصيل رسالته إلى أبناء الجيل الجديد. آلة السدو تحافظ عفراء المنصوري منذ سنوات طويلة على ما اكتسبته في صغرها من مهارات على آلة السدو التقليدية، إذ تشعر في ذاتها أنها تقدم شيئاً مهماً للجيل الجديد، لافتة إلى أن السدو عبارة عن منسج يغزل القطن أو الصوف وهو من أهم الحرف اليدوية الشعبية الإماراتية، وتستعمل فيه خيوط الصوف الملونة فتسدي طولاً وعرضاً بوساطة «المدرة» لحياكة قطع جاهزة عديدة كالبساط أو الأغطية، وهي تحاول إيضاح كل ما يتعلق بالسدو لمن يجلس بالقرب منها وهي تغزل. طحن الحبوب سنوات طويلة وموزة سالم العبيدلي تعمل على الرحى بشكل حي أمام زوار المهرجانات التي يشارك فيها نادي تراث الإمارات، مشيرة إلى أن الرحى تستخدم لطحن الحبوب، وأن المرأة الإماراتية استخدمتها قديماً كونها آلة بدائية من الحجر الثقيل وتستعمل لطحن الحبوب، فالرحي عبارة عن حجرين مستديرين يعلو أحدهما الآخر ويكون السفلي منهما ثابتاً، وتوضح موزة أن الرحى تعد من موروثات الماضي وأن الجيل الجديد يتابعها ويحاول التعرف إلى أسرارها. أشغال يدوية وتورد منى جاسم الملا مدربة أشغال يدوية، أن الأشغال اليدوية تعتمد على المهارة، حيث إن النساء في الماضي استطعن الاستفادة من أجزاء النخيل فابتكرن السلال والحقائب والمهفات «المراوح» والحصير «البساط» وغيره باستعمال الخوص المعروف بسعف النخيل، إذ كن يغسلنه ويشرخنه ويصبغنه بألوان مختلفة ثم يحولنه إلى جدائل متشابكة تقص زوائدها لتصبح «سفة»، أي على شكل نسيج ينتج منه أجمل المشغولات اليدوية. خيوط التلي وتبين سهيلة علي أن «الكاجوجة» تجذب الكثير من الزوار في المهرجانات التراثية، خصوصاً أن التلي الذي يعد من أشغال الزينة المعروفة قديماً في البيئة الإماراتية يستخدم لتزيين ملابس النساء عند أكمام الثوب ورقبته، بالنسبة لخيوط التلي فإنه تستعمل نحو ست بكرات من خيوط الحرير الصافي والخوص الذي يضفي الأناقة على الملابس النسائية كافة، وتشير إلى أنها ورثت هذه الحرفة عن أمها وأتقنتها وأنها تعمل على الكاجوجة بشكل مباشر أمام الزوار. مراكب قديمة ويشير بدر محمد علي مدرب تراثي إلى أن صناعة مراكب الصيد القديمة يتقنها الكثير من الحرفيين في الإمارات، لكون البحر عاملاً مهماً في حياة البحارة في الماضي، حيث استخدموا هذه المراكب في أسفارهم وتجارتهم وبحثهم الدائم عن مصادر الرزق، عبر مهنة صيد السمك والبحث عن اللؤلؤ. جهود راسخة يبين رئيس قسم السباقات البحرية أحمد مانع المهيري، أن نادي تراث الإمارات يبرز الحرف التراثية من خلال المهرجانات التي يقيمها أو التي يشارك فيها، لافتاً إلى أنها حرف توارثتها الأجيال من الماضي، وأصبحت من التراث العريق للدولة، وهو ما يجعلها حاضرة في كل المناسبات بفضل الجهود الراسخة من أجل أن يتعرف إليها الجيل الجديد ويواصل صونها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©