عواصم العالم - 'الاتحاد'، وكالات الأنباء: شهد العراق أمس تطورات سياسية ايجابية متسارعة أخرجت البلاد من الأزمة الحكومية التي استمرت أربعة أشهر وتسببت بتصعيد خطير في أعمال العنف، من خلال انتخابه شاغلي المناصب الدستورية العليا· فقد أعاد مجلس النواب العراقي انتخاب الرئيس المنتهية مدته جلال طلباني من التحالف الكردستاني لفترة رئاسية ثانية مدتها أربعة أعوام فيما انتخب طارق الهاشمي من جبهة التوافق العراقية ( سني) وعادل عبد المهدي من الائتلاف العراقي الموحد ( شيعي) لمنصبي نائب رئيس الجمهورية· وكان المجلس الذي استأنف جلسته المفتوحة بعد نحو خمسة اسابيع من رفعها بدأ أعماله بانتخاب السني محمود داود المشهداني رئيسا لمجلس النواب العراقي الجديد بأغلبية 159 صوتا من مجموع 256 نائبا شاركوا في التصويت· كما انتخب النواب خالد العطية وعارف طيفور نائبين للمشهداني حيث حصل العطية وهو من الائتلاف العراقي الموحد على 202 من الأصوات ليصبح النائب الأول لرئيس البرلمان فيما نال طيفور الذي ينتمي للتحالف الكردستاني 195 صوتا ليصبح النائب الثاني لرئيس المجلس· وفور إعادة انتخاب طالباني لمنصب رئيس البلاد، قام بصفته هذه، بتكليف السياسي الشيعي جواد المالكي برئاسة أول حكومة لولاية كاملة مدتها أربع سنوات بعد الحرب في العراق· وأبلغ طالباني اعضاء البرلمان أن هناك قرارا بالاجماع على تأييد رئاسة المالكي لمجلس الوزراء· وبدأ المالكي عهده بمطالبته بدمج الميليشيات المسؤولة عن كثير من أعمال العنف التي شهدها العراق، في القوات المسلحة العراقية· وستكون مهمة المالكي حساسة خاصة فيما يتعلق بوزارتي الداخلية والدفاع الاستراتيجيتين اللتين يهيمن عليهما الشيعة ويتهمها زعماء العرب السنة بإطلاق يد فرق للموت من ميليشيا شيعية وهو اتهام ينفيه زعماء الشيعة·
وفور الاعلان عن تكليف المالكي قيادة دفة السلطة التنفيذية بدأ الساسة العراقيون وضع اطار لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الأزمة السياسية التي أقلقت البلاد على مدى الأشهر الأربعة المنصرمة· واضاف المالكي قائلا في أول كلمة له بعد تكليفه: إن الاسلحة يجب ان تكون في أيدي الحكومة وإن هناك قانونا يدعو إلى دمج الميليشيات في القوات المسلحة· وفي كلمة مقتضبة أعلن فيها قبول انتخابه قال الطالباني: 'هذا هو العراق الجديد· العراق الجديد عراق للجميع'· وحدة العراق مقدسة للجميع ولهذا يجب علينا ان نعمل لتعزيز هذه الوحدة الوطنية· وتعهد طالباني بالعمل على 'بناء دولة قانون ومؤسسات والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستطيع ان تحقق الامن الذي يناضل الشعب العراقي من اجله'· واضاف ان 'العراق الجديد هو عراق الجميع، عراق العرب بسنتهم وشيعتهم والاكراد والمسيحيين والصابئة والايزيديين والشبك وجميع العراقيين'· وتابع طالباني 'لدينا اهداف في مقدمها تحقيق الامن ووحدة المجتمع العراقي واعادة البناء والخدمات'· واكد ان 'العراق الجديد يطمح الى اقامة امتن العلاقات مع محيطه العربي والاسلامي، ونؤكد انه لن يكون منطلقا للعدوان ضد احد'· واشار الى ان 'مصالح العراق يجب ان تكون فوق كل المصالح الحزبية والاثنية والطائفية والشخصية'· ووعد بالعمل على 'بناء قوات عراقية من جميع اطياف الشعب العراقي، مهمتها الذود عن المصالح الوطنية للعراق'· وقال رئيس مجلس النواب محمود داود المشهداني ان الهيئة الرئاسية التي تضم طالباني وعبد المهدي والهاشمي حصلت على 198 صوتا من مجموع 255 نائبا شاركوا في عملية التصويت مقابل 57 ورقة بيضاء· وتعهد في كلمة بعد فوزه 'العمل من اجل خدمة المصالح العليا للعراق وان تكون ابواب المجلس مشرعة امام كل ابناء هذا الوطن من دون استثناء'· واضاف 'سيتم خلال السنوات الاربع المقبلة ارساء اسس الدولة العراقية واستكمال حلقات السيادة الوطنية وبناء القوات والاجهزة الامنية واصلاح الخدمات ومعالجة المشاكل التي يعاني منها الشعب العراقي'·
واوضح المشهداني ان 'لا خلاف بيننا على بناء دولة المؤسات وتكريس مفهوم المواطنة ونبذ الطائفية والعرقية والفئوية'·
عدد اليوم
