دينا محمود (الاتحاد)
بعد يومين فحسب من نشر صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريراً إخبارياً مفصلاً تناول فيلماً وثائقياً جديداً يفضح المعاملة المهينة التي يلقاها العمال الأجانب الذين يشاركون في تجهيز البنية التحتية لإقامة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في قطر، أبرزت وسائل إعلام غربية حقائق صادمة حول المعاناة التي يكابدها هؤلاء والتي قد تودي بحياتهم في نهاية المطاف، من أجل استضافة حدث كروي لا يزال الجدل مستعراً حول ملابسات إسناده لقطر.
فقد سلطت صحيفة «الجارديان» الضوء على تقريرٍ جديدٍ أعدته منظمة معنية بحقوق الإنسان بشأن الوضع المزري للعمالة الوافدة في قطر، بمن فيهم العمال المشاركون في بناء المرافق التي ستستضيف المونديال، موضحة أن آلافاً من الأجانب العاملين في مواقع التشييد والبناء بهذا البلد «عرضة لدرجات حرارة ورطوبة قد تهدد حياتهم»، خلال عملهم في فصل الصيف الذي يتسم بحرارته الشديدة للغاية.
واستعرضت «الجارديان» البيانات المأساوية التي تكشف مزيداً من التفاصيل حول ما يحيق بالعمالة المهاجرة المقيمة في قطر، إذ أشارت إلى أن عام 2012 وحده شهد - وبحسب أرقام الحكومة القطرية نفسها - وفاة 520 عاملاً من الهند وبنجلاديش ونيبال. وتبرز الصحيفة حقيقة أن 385 متوفياً - أي قرابة ثلثي هذا العدد - توفوا «لأسباب لم تكشف عنها السلطات (القطرية) أو تحقق فيها».
ولتجسيد حجم المشكلة، حرصت «الجارديان» على الإشارة إلى أن أكثر من مليوني عامل أجنبي موجودون في قطر للاضطلاع بالجانب الأعظم من الأعمال اليدوية، بينما لا يتجاوز عدد السكان الأصليين لهذا البلد نحو 300 ألف.
وغير بعيد عن هذا الموضوع، سلطت صحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية الضوء على الأساليب القمعية التي يتبعها النظام الحاكم في قطر لمنع تسرب فضائحه التي تزكم الأنوف حول انتهاكاته لحقوق العمالة الوافدة. فقد أبرزت الصحيفة الواقعة التي كُشف عنها النقاب خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية والمتعلقة بفصل عامل نيبالي جرؤ على أن يروي تفاصيل المعاناة التي يكابدها هو وزملاؤه في قطر، حينما التقوا وفداً أممياً زار «الإمارة المعزولة» لتفقد أوضاع العمال الأجانب هناك. وأشارت الصحيفة إلى أن فصل هذا العامل جاء بعد يوم واحد من حديثه إلى أعضاء الوفد، الذي كانت مهمته تتمثل في تقييم أوضاع العمالة الأجنبية في قطر. واعتبرت «دَيلي مَيل» أن هذه الواقعة شكلت أمراً «خطيراً» إلى حد دفع منظمة العمل الدولية إلى وضعها على جدول أعمال الاجتماع الذي سيعقده مجلس إدارتها في نوفمبر المقبل، لبحث نتائج التحقيق الذي أُجري بشأن «العمل القسري» في «الإمارة الطائشة» ذات السجل الأسود في هذا المضمار. ونقل تقرير الصحيفة عن كورين فارجا مديرة إدارة المعايير الدولية في المنظمة المعنية بحقوق العمال قولها إن «المنظمة تتابع عن كثب هذه الحالة، وتواصل القيام بذلك من أجل ضمان احترام حقوق هذا العامل النيبالي (الذي تم فصله) بشكل كامل وحمايتها» كذلك. ويترقب الكثيرون اجتماع منظمة العمل الدولية المقرر بعد شهرين، آملين في أن يتمخض عنه قرارٌ بتشكيل لجنة تحقيق تبحث فشل قطر في المعالجة الفعالة لمشكلة العمل بالسخرة، وهي لجنةٌ سيؤدي تشكيلها إلى إحراجٍ كبير لـ«الإمارة المعزولة» على الساحة الدولية.
عدد اليوم
