الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«كأس العمال».. وثائقي يرصد العبودية في «دوحة السراب»

«كأس العمال».. وثائقي يرصد العبودية في «دوحة السراب»
28 سبتمبر 2017 15:03
دبي (الاتحاد) هي العبودية بعينها، إنه الأمل الذي تحول إلى كابوس في عيون الفقراء، هذا ما يقدمه الفيلم الوثائقي «كأس العمال» للمخرج الأميركي آدم سوبيل، والذي يرصد الظروف المعيشية القاسية لآلاف العمال في منشآت مونديال قطر 2022، وسيعرض الفيلم في مهرجان زيوريخ السينمائي الدولي الذي يفتتح اليوم في سويسرا، ويستمر حتى 8 أكتوبر المقبل، وأعلنت إدارة المهرجان أن وثائقي «كأس العمال» سوف يتم عرضه الأحد المقبل، وسط اهتمام إعلامي وجماهيري كبير، خاصة أن الفكرة التي قام عليها الفيلم تنتمي إلى ما يسمى بدراما الواقع التي تفوق الخيال. كما يتطلع جمهور المهرجان الذي تتوقع الصحافة السويسرية، أن يبلغ 100 ألف زائر إلى التعرف إلى «دراما الواقع» التي ترصد حياة آلاف العمال الذين عادوا إلى زمن العبودية في أرض السراب، أو بالأحرى في «دوحة السراب»، التي تحول فيها حلم الحياة إلى كابوس يطارد الفقراء الذين أتوا من الهند وبنجلاديش وباكستان والفلبين وكينيا وغانا وغيرها من الدول التي تعاني ظروفاً اقتصادية سيئة، تدفع البعض من أبنائها للرحيل بحثاً عن نافذة أمل. «كأس العمال» وثائقي يقوم على فكرة وصفتها الصحف العالمية بـ«العبقرية»، حيث يرصد المخرج الأميركي تفاصيل حياة 4 عمال أتوا من 4 دول مختلفة، بحثاً عن تحسين ظروفهم المعيشية القاسية، والمثير في الأمر أن المخرج تعمد المزج بين مشاركة هؤلاء العمال في دورة كروية أطلقتها اللجنة القطرية المنظمة لمونديال 2022 بالشراكة مع شركات المقاولات التي يعمل هؤلاء تحت مظلتها، وبين تفاصيل يومهم في مواقع العمل والنوم، حيث يعاني هؤلاء في بيئة عمل قاسية، ويعيشون في أماكن معزولة، وبعيدة عن الدوحة أو غيرها من المناطق المأهولة بالسكان، مما يجعل مقر إقامتهم أقرب ما يكون إلى السجن، كما أنه عبارة عن معسكرات لا تتوافر بها أبسط مقومات الحياة الآدمية، وذلك وفقاً لما رصدته منظمات حقوقية عالمية، ولم يأتِ به المخرج من الخيال. العمال الذين رصدهم الفيلم يشاركون في دورة كروية، تهدف اللجنة المنظمة لمونديال قطر 2022 من وراء تنظيمها للرد على التقارير التي تدين قطر بارتكاب جرائم في حق هؤلاء العمال، ومع وميض الفلاشات التي تصور مسؤولاً قطرياً كبيراً يبتسم ويصافح العمال الذين يشاركون في الدورة الكروية يسير الفيلم في اتجاه آخر، حيث الجانب المظلم في مكان العمل، ومقار الإقامة والسكن. كينيث هو أحد أبطال فيلم «كأس العمال»، وهو شاب يبلغ من العمر 21 عاماً جاء من غانا أرض المواهب الكروية في القارة السمراء، أتى إلى الدوحة بالتنسيق مع أحد وكلاء اللاعبين لكي يحقق حلمه باحتراف كرة القدم وتحقيق الثروة التي تحلم بها عائلته، والمفارقة أن كينيث دفع مبلغاً مالياً لهذا الوكيل لتحقيق حلمه. الشاب القادم من غرب أفريقيا حينما جاء إلى قطر لم يجد أن هناك عرضاً كروياً في انتظاره، ولأنه لا يملك المال لكي يعود إلى بلاده سعى للعثور على فرصة عمل، فكان مصيره الانضمام إلى الآلاف ممن يعملون في تشييد الملاعب والبنية التحتية لمونديال 2022، فعل ذلك جبراً لا طواعية، وفي ظل معاناته من الظروف المعيشية القاسية في معسكرات العمال، وتدني الدخل المالي هرع كينيث للمشاركة في دورة «كأس العمال» لكي يحقق حلمه الكروي، ويقول للجميع، إنه ليس عامل بناء بل لاعب كرة قدم مات حلمه في «دوحة السراب». البطل الثاني في وثائقي «كأس العمال»، هو أوميش البالغ 36 عاماً، والذي جاء من الهند كغيره من الملايين الذين يحلمون ببناء منزل في بلادهم، ومن أجل ذلك يضحي بالحياة مع زوجته وأطفاله لفترة زمنية طويلة، والمفارقة المبكية أنه يطلق على ابنه اسم روني تيمناً بنجم الكرة الإنجليزية الشهير، أي أنه يعشق كرة القدم، ولكنه لم يتخيل يوماً أن تكون لعبته التي يعشقها هي سر تعاسته، فقد أتى للمشاركة في تشييد ملاعب المونديال، إلا أن الظروف القاسية جعلته يكرهها ولا يطيق رؤية مبارياتها، وعلى الرغم من كل ذلك لم يتردد في المشاركة في دورة «كأس العمال». أما بادام النيبالي، فهو يعيش بين خيارين أحلاهما أشد مرارة مما كان يتخيل، فقد فعل كل شيء من أجل استقدام زوجته إلى قطر، إلا أن قوانين العمالة القاسية في قطر حالت دون ذلك، مما دفعه للتفكير في الانفصال عن زوجته والبقاء في قطر أملاً في أن يعود يوماً إلى بلاده وقد جنى بعض الأموال. وجه آخر يشارك في دراما «كأس العمال»، وهو بول الذي أتى من نيروبي عاصمة كينيا، وهو يعمل 7 أيام في الأسبوع، وقد ظهر في الفيلم الوثائقي محاطاً بالعمال الذين يواجهون الظروف نفسها، ولم يكن لدى بول من حلم سوى أن يرى خطيبته، فهو يحلم بالحب في هذه الأرض البعيدة، مما دفعه للتواصل مع خطيبته عبر الإنترنت، ولم يكن للأمر من تأثير سوى المزيد من الشعور بالوحدة، والمعاناة من شعور الغربة الذي أصبح أشد قسوة جراء ظروف العمل، وتدني مستوى المعيشة في السكن، وافتقاد العاطفة الفطرية التي لا يحيا دونها البشر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©