الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكايات ميثاء العبري مع 8 ابتكارات

حكايات ميثاء العبري مع 8 ابتكارات
16 نوفمبر 2016 09:08
أحمد النجار (دبي) الابتكار ثقافة عامة يتحلى بها جيل إماراتي بكامله، يقوده حب الإبداع وحرارة الحماس، ويضيء دروبه وهج الشغف لتحقيق أحلامه وتطلعاته لاستشراق المستقبل، هذا ما أكدته ميثاء سالم سعيد العبري الطالبة الإماراتية التي عشقت عالم الأجهزة والبرمجيات منذ صغرها، واستطاعت خلال سنوات قليلة إنجاز 8 اختراعات مهمة ذات قيمة اجتماعية وإنسانية، وكل اختراع سجلته تكمن وراءه قصة مؤثرة وتجربة حياة وغاية نبيلة. وتجتهد ميثاء بإخلاص وتفانٍ، ساعية لأن تكون فاعلة ومؤثرة يفخر بها الجميع، وقالت: في رصيدي اختراعات أعتز بها، ومحطات نجاح انتزعت خلالها الإعجاب والثناء والتكريمات، فقد حصلت على لقب سفيرة برنامج «بالعلوم نفكر»، وحصلت على المركز الأول عن اختراع يستهدف فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، والمركز الأول في كوريا مع مسابقة «بالعلوم نفكر». وأضافت: لديّ مشاركات في مسابقات محلية وخليجية، وعرضت اختراعي في معارض مهمة في قطر، وتم تكريمي من قبل القيادة الرشيدة للإمارات، وروت العبري قصتها مع الابتكار، فقالت: قبل سنتين تعرضت لحادث أصبت على إثره بكسر في ساقي، وعجزت عن المشي لأكثر من شهرين، وعندما تماثلت للشفاء ورجعت إلى المدرسة، سمعت عن مسابقة «بالعلوم نفكر» فقررت أن الانضمام إليها، لاسيما أن لديّ قوة شغف لابتكار الحلول. لغة إنسانية تصنف ميثاء أفكار اختراعاتها بأنها تمثل لغة إنسانية تعبر من خلالها عن تعاطفها وتفاعلها مع قضايا وهموم أبناء مجتمعها، لاسيما من المعاقين والمكفوفين، وذكرت أن طالبة في إحدى المدارس، كانت تعاني ضعف النظر بدرجة كبيرة لدرجة أن لديها مرافقة خاصة، وقررت أن أساعدها، فجلست مع هذه الفتاة وسجلت مشاكلها، وسألت المرافقة عن طبيعتها ومزاجها وذوقها الخاص، وألهمتني بأفكار 3 ابتكارات، فمنها «عصاة ذكية»، تتكون من مستشعرات لتخطي السلالم والحفر وتجاوز الحواجز من كل الزوايا سواء أكانت مرتفعة أو منخفضة، كما يوجد بها مستشعر للتنبيه بوجود حريق أو دخان باعتبار أن الفتيات لا يتحملن رائحة الدخان، وتحتوي أيضاً على مستشعر يعمل في الليل لتنبيه الناس بوجود شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. شنطة ذكية ولم تنقطع أفكار ميثاء هنا، بل واصلت شغفها في ابتكار حلول إنسانية للمكفوفين، وكان أبرزها نظارة مربوطة مع حقيبة ذكية تعمل بالاهتزاز، تنذر المكفوف بوجود حاجز ليسهل تجاوزه، وعندما يلبس المكفوف النظارة تهتز الحقيبة عند وجود أي عائق أو حاجز أمامه، ومن ناحية أخرى توجد بداخل الشنطة علبة gsm وgps، يمكن للكفيف استخدامها بالضغط على الزر عندما يكون بحاجة لمساعدة أو يواجه خطراً ما. مهام صعبة وبالعودة إلى الحادثة التي تسببت في كسر ساقها، ما جعلها تستخدم كرسياً متحركاً، وتعيش معاناة المقعدين، استطاعت ميثاء بعد شهرين تطوير الكرسي ليؤدي مهام صعبة تحتاج إليها في جميع الأوقات، فقد أضفت عليه أزراراً للطوارئ، وعلبة أدوية مع قفل، ومستشعراً لتجنب الحوادث، وعصا لحمل الأشياء البعيدة، وهاتفاً للتواصل مع محيط المقعد وخدمته، وطاولة لتوفير كل شيء وجعله سهلاً في متناول اليد، ومدلكاً للظهر لاستعادة النشاط والحيوية، خاصة عند الجلوس لفترات طويلة. وتلقت ميثاء دعماً سخياً من كل الجهات، وهذا ليس أمراً غريباً بالنسبة إلى ميثاء في بلد يدعم أبناءه المبدعين والمبتكرين، لكنها تقف احتراماً وشكراً لأهلها الذين تعتبرهم الرافد السحري والداعم المعنوي وراء نجاحها، معتبرة أنهم أصحاب الفضل في وصولها لهذا المستوى الرفيع من الإبداع الإنساني، «فقد منحوني شجاعة الطموح لأكون أكثر تميزاً وفرادةً، وساعدوني من نقطة الصفر، وساندوني في كل شيء». ثقافة المعرفة وبسؤالها من أين تستقي أفكارها قالت: «الأفكار تأتيني من وحي مشكلات يومية أو تحديات معيشية أو سلوكيات حياتية قد تستوقفني في الطريق أو ربما تحدث أمامي، من دون أن تخفي سرّ لهفتها للاطلاع على جديد الكتب المتخصصة التي تطرق في شؤون رواد الابتكار وأصحاب الاختراعات، وتُعنى في تعميم ثقافة المعرفة كأسلوب حياة»، وكشفت العبري عن أن الأجهزة والبرمجيات هي ملهمها الأول من دون أن تستهين بخبرات الدكاترة والطلاب أيضاً، وحضور ورش وتدريبات في مجال الابتكار، ولا تفرط ميثاء بتاتاً، في حضور ورش عمل ومحاضرات تدريبية بهدف تطوير مهاراتها وتعلّم أشياء جديدة، فضلاً عن أن لديها فلسفة خاصة في عالم البرامج والإلكترونيات، الأمر الذي ساعدها في توقيع أعمال ابتكارية برؤية ابتكارية واستثنائية. نحو عالمية تعليقاً عن غاياتها التي ترنو إلى تحقيقها، قالت ميثاء: أسعى لأن أتخرج بنسبة عالية، وأدرس في جامعة «أم آي تي» في مدينة كامبريدج في ولاية ماساتشوستس الأميركية، وألتحق بكلية الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب، متمنية أن أصبح عالمة لأقدم كل ما لديّ من أفكار وابتكارات تحاكي حياة الناس وتواكب نبض التكنولوجيا.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©