السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطفل في حاجة إلى أب «صديق وحازم»

الطفل في حاجة إلى أب «صديق وحازم»
17 نوفمبر 2016 09:11
القاهرة (الاتحاد) يتفق خبراء تربية على أن خير توصيف لطبيعة العلاقة المثالية التي يجب أن تربط الأب وأبناءه، هي علاقة الود والصداقة المفعمة بالحب والحزم معا. فليس هناك من تأثير مباشر على بلورة اتجاهات الطفل ونمو شخصيته في مسارها السليم، أقوى من تأثير شخصية الأب، وطريقة تفاعله وتعاطيه مع أبنائه، مؤكدين أنه رغم تعدد مصادر التنشئة الاجتماعية، وتراجع دور الأسرة نسبياً، يبقى تأثير الأب في مقدمة المكونات التي تشكل عجينة الطفل في مراحل نموه الأولى. وتؤكد الدكتورة إشراق المنوفي، استشارية الطب النفسي والعلوم السلوكية، أهمية التفاعل اليومي بين الوالدين والأبناء مهما كانت مشاغلهما في الحياة. فلا شيء يعوض الطفل عن قرب أبيه منه، الذي يمثل بمعناه النفسي والمعنوي أهم احتياجات الطفل النفسية. بل وأهم المؤثرات في تكوين وبلورة اتجاهاته كشاب ورجل في المستقبل. فمن الأفضل مثلاً أن يمضي الأب مع أبنائه وقتاً يومياً، مهما كان قصيراً، مملوءاً بالمتعة والبهجة، ولا بأس بأن يقول لهم بعدها إنه مضطر للمغادرة، فهذا سيكون أفضل من الذي يقضي وقته معهم فقط على مائدة الطعام، ولا يجيد سوى لغة الأوامر والعقاب. ففي بعض الأحيان يتطلع الأب بلهفة شديدة أن يرى ابنه يتصدر مرتبة التفوق والكمال مثلاً، لكن هذه اللهفة كثيراً ما تقف عقبة في وجه انسجامهما واستمتاعهما بالوقت الذي يمضيانه معاً. الأب النموذج وتشير إلى أن الطفل لا ينضج روحياً ونفسياً، وتكتمل رجولته لمجرد أنه ولد ذكراً، فالشيء الذي يجعله يشعر أنه رجل، ويتصرف كرجل، هو أن يكون قادراً على أن يتشبه بالرجال. وأهم نموج يتمثل أمامه هو الأب، والفتيان الكبار الذين يكن لهم شعوراً ودياً وإيجابياً، فهو لا يستطيع أن يتشبه بإنسان ما إذا لم يشعر أن هذا الإنسان يحبه ويثق به، وأنه راضٍ عنه. فإذا كان أبوه حاد المزاج والطبع، ولا يعرف غير لغة النقد والزجر والتوبيخ والانتقاص، فلا عجب في أن يهيمن على الطفل شعور بالانزعاج والعجز. ليس عندما يكون قريباً من أبيه وحسب بل كذلك حينما يكون قريباً من الرجال والأقران الآخرين أيضاً. وفي هذه الحالة، تقول المنوفي: «إن الطفل يتقرب لأمه في اتجاه بديل ليكتسب منها طباعها وملامح سلوكها وميولها. وقد يؤدي ذلك إلى انحراف كامل في توجهاته». وتؤكد أن الأب الذي يريد أن يساعد ابنه الصغير لكى يشب رجلاً، ينبغي ألا يتعامل بقسوة أو يسخر منه حين يبكي أو عندما يراه يلعب أحياناً بألعاب شقيقته، وألا يكرهه على ممارسة ألعاب أو هوايات معينة. بل عليه أن يقترب من ولده أكثر، ويبدي رضاه عما يفعله الطفل، ويحاول أن يجذبه إليه بالتشجيع والمودة والتسامح، وأن يجعله يشعر بأن والده فخور به. كما يجب على الأب أن يطلب من الطفل أن يشاركه بعض الأعمال والمسؤوليات البسيطة، وأن يصطحبه معه من بين وقت لآخر». حاجة الفتاة وتشدد أن الفتاة أيضاً لا تقل أهمية عن الولد، فهي في حاجة ماسة إلى أب ودود وحازم أيضاً. فحاجة الفتاة إلى هذا الأب الذي يلعب دوراً مهماً في حياتها، وفي تشكيل شخصيتها وتوجهاتها، وإن كان ذلك على نحو مختلف. فهي وإن كانت قريبة من أمها، ولا تتشبه تماماً بوالدها إلا أنها تكتسب الثقة في نفسها كفتاة من خلال شعورها بأنها تتمتع برضا أبيها عنها. فهو يستطيع أن يمتدح أناقتها واهتمامها بنفسها، وحسن اختيارها لثيابها، أو لتصفيف شعرها أو لقالب الكعك الذي أعدته، وعندما تتقدم بها السن أكثر يصبح في وسعه إبداء الاهتمام بآرائها واطلاعها على بعض آرائه. كما أنها تتعلم كيف تستمتع بصفات أبيها وتعجب بجوانب الرجولة والمسؤولية فيه. ما يساعدها لتزداد تأهباً بعد النضوج لمواجهة حياتها في عالم نصفه من الذكور. من حيث الطريقة التي تقيم بها علاقاتها مع الرجال من حولها في الدارسة والعمل، وطريقة الحياة الزوجية التي ستنتهجها، حيث تتأثر بصورة والدها في ذاتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©