الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كرواتيا تنضم إلى الاتحاد الأوروبي وسط صعوبات اقتصادية

10 يونيو 2013 21:47
زغرب (ا ف ب) - قبل حوالى ثلاثة أسابيع من انضمامها الى الاتحاد الأوروبي، تنهي كرواتيا الاستعدادات الأخيرة لعبور هذه “المرحلة التاريخية”، لكن الأجواء لا تدعو الى الاحتفال في نظر الكثير من الكرواتيين بسبب صعوبات اقتصادية خطيرة تواجهها حاليا هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة. وأدت الأزمة الاقتصادية وإجراءات التقشف التي أقرت الى حد كبير حكومة يسار الوسط الحاكمة منذ نهاية 2011. وليل 30 يونيو الى الأول من يوليو، ستضيء الألعاب النارية سماء زغرب ومدن كرواتية أخرى. ودعي قادة الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الى هذا الحفل الكبير بانتهاء عملية تكامل استمرت عشر سنوات. وقال الرئيس الكرواتي السابق ستيبي ميسيتس (2000-2010) الذي لعب دورا أساسيا في التقارب بين بلده والاتحاد الأوروبي، لوكالة فرانس برس إن “الأول من يوليو يشكل نهاية رحلة طويلة”. وأضاف “نحن بعيدون كل البعد عن القومية المحدودة الأفق التي طبعت السنوات الأولى لاستقلالنا وتبنينا معايير أوروبية”. وكان الانضمام الى الاتحاد الأوروبي هدف النخبة السياسية الكرواتية منذ إعلان الاستقلال عن يوغوسلافيا السابقة في 1991. لكن السياسة القومية لأول رئيس للبلاد فرانيو توديمان الذي توفي في 1999 أدت الى فرض عزلة دولية على هذا البلد الواقع في منطقة البلقان لسنوات. وكانت كرواتيا تقدمت في 2003 بطلب لترشيحها للانضمام الى الاتحاد الأوروبي. وبدأت المفاوضات لانضمامها بعد سنتين من ذلك. ومع المشاكل التي يواجهها الاتحاد الأوروبي الذي يتحدث عدد من بلدانه عن انسحابهم من هذا التكتل، فقد نجاح كرواتيا بريقه. وخلال مفاوضات الانضمام، قالت اينيس تساباليتس مراسلة صحيفة أسبوعية محلية “بمعزل عن نتيجة المناقشات الكبرى، سيتقاسم الكرواتيون مصير هذا الاتحاد وهذا يسرني”. وصوت 66? من الناخبين لمصلحة انضمام بلدهم الى الاتحاد في استفتاء نظم في 2012. لكن نسبة المشاركة في هذا الاقتراع لم تتجاوز 43?. وستصبح كرواتيا بذلك ثاني جمهورية في يوغوسلافيا السابقة تنضم الى الاتحاد بعد سلوفينيا (2004). وينظر الى انضمام كرواتيا في البلاد أيضا على انه قطيعة مع منطقة البلقان التي مزقتها في التسعينات سلسلة من النزاعات أسفرت عن سقوط اكثر من 130 ألف قتيل بينهم عشرون ألفا في كرواتيا. وقال المؤرخ تفيرتكو ياكوفينا “على الرغم من الأزمة الحالية، أوروبا الموحدة تبقى منطقة ازدهار وسلام ومجتمعا ترغب فيه كل الدول الصغيرة مثل كرواتيا”. لكن مفاوضات الانضمام الطويلة والأزمة الاقتصادية أدتا على مر السنين الى تراجع عدد الكرواتيين الذين يدعمون هذا التكامل. وقد أصبحت نسبتهم اقل من 50%. وتحت ضغط المفوضية الأوروبية بدأت زغرب عملية مكافحة للفساد. وفي هذا الإطار حكم على رئيس الوزراء السابق ايفو سانادير (2003-2009) بالسجن عشر سنوات بعد إدانته بالفساد. لكن عددا كبيرا من الكرواتيين يرون ان استئصال هذه الآفة ما زال بعيد المنال. ولم يسجل الاقتصاد الكرواتي الذي يعتمد على السياحة في مناطقه الواقعة على البحر الادرياتيكي، نموا منذ 2009. وقد تراجع إجمالي الناتج الداخلي العام الماضي 2,0? بينما تبلغ نسبة البطالة 21?. وسيحاول بعض الكرواتيين التوجه الى دول الاتحاد الأوروبي، من بينهم كريستينا سكيفورك (35 عاما) التي كانت تعمل سكرتيرة وتعاني من البطالة منذ سنة. وقالت “أشعر بالإحباط من وضعي. اذا كانت هناك فرصة، سأتوجه الى الخارج للعمل”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©