الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسواق الشعبية تستقطب زوار «دبي للتسوق» بمنتجاتها التراثية

الأسواق الشعبية تستقطب زوار «دبي للتسوق» بمنتجاتها التراثية
15 يناير 2013 19:52
لم تكن الأسواق الشعبية بمنأى عن احتفالية مهرجان دبي للتسوق، فقد أقبل عليها الزائرون من كل مكان لاستكشاف ما تحويه من كنوز لا يعرفها الكثيرون، جنبا إلى جنب أحدث مراكز التسوق التي تعج بها الإمارة. وأقبل الضيوف من الجنسيات الأوروبية على هذه الأسواق وبصفة خاصة سوق الذهب، وسوق التوابل في ديرة، كما أقبل العديدون على زيارة الأسواق الشعبية في منطقة نايف، والذي يقدم المنتجات التقليدية منذ قديم الأزل، ويعرفه جيداً أبناء الإمارات الذين يرتبطون به بذكريات ومواقف كثيرة. للتسوق في الأسواق الشعبية في دبي مذاق مختلف، يحمل خليطا من نكهات الماضي والحاضر، كما يحمل طعم التراث وعبق التاريخ، وتستقبل هذه الأسواق هواة العزف على أوتار الماضي بطريقة حديثة، وتماثل هذه الأسواق في ديكوراتها وهويتها أسواق الزمن الجميل في كل التفاصيل، حتى في طبيعة البضائع والمعروضات، والطرقات، ووسائل العرض، حتى طريقة التخزين، وربما في طريقة التسويق للبضائع. تنافس على الاستقطاب في سوق نايف التقليدي تتراص المحال الصغيرة، والتي لا يزيد مساحة الواحد منها عن بضعة عشرات من الأقدام، يتنافسون على استقطاب الزبائن من كل الجنسيات، يعرضون الأقمشة الملونة والملابس التي تناسب جميع أفراد الأسرة، كما يعرضون ألعاب الأطفال والحقائب النسائية المصنوعة من الخامات الرخيصة ولكن يصفها الباعة بأنها جيدة، وتنافس الماركات العالمية في جودتها، واحتلت الملابس النسائية الصدارة في اهتمام الزبائن في سوق نايف، حيث يكثر عرض العباءات التي تتراوح أسعارها بين خمسين وثلاثمائة درهم، حيث تختلف في الخامات المستخدمة في صناعتها، وطرق التطريز الذي يجمِّل تلك العباءات، ويتدخل مقاس العباءة كذلك في تحديد سعرها. وعرضت بعض متاجر السوق الشعبي في منطقة نايف المفروشات، وأكسسوارات المحمول، والعطور العربية، والشعر المستعار للرجال والنساء بكل الألوان والتصاميم، والقمصان بأنواعها للرجال والنساء، ومنتجات العطارة والمكسرات، والحلويات المجففة والتوابل، ومنتجات البسكويت والشوكولاته، ومستلزمات المنزل والمطابخ. وعلى الرغم من تنوع المعروضات ومصادر إنتاجها بين الشرق والغرب، فإن المصنوعات الصينية تحظى بشعبية كبيرة في أسواق دبي الشعبية، خاصة في مجال الأكسسوارات النسائية، الخاصة بالملابس أو الشعر أو الأيدي، تليها المنتجات الهندية، ونالت أغطية الرأس بأشكالها المتنوعة وألوانها الصريحة مساحات كبيرة من المحلات، وامتد عرضها إلى خارج المحلات، حيث علقها البعض على الجدران الخارجية ليقينه من أنها سوف تلفت الأنظار وتجلب الزبائن. جدل حول السعر تتميز أسواق دبي الشعبية بروح التسوق التقليدي، مقارنة بالتسوق الفاخر الحديث الذي يعرفه المترددون على مراكز التسوق الكبرى في دبي، بحيث تسود فكرة الجدل (المفاصلة) حول سعر المنتج أو مصدره أو درجة جودته، ويطول الجدل حيث يرغب كل من طرفي الصفقة في إتمامها بأعلى معدل للربح، ويستوي في ذلك البائع والمشتري، بينما تختفي هذه الروح من المتاجر الحديثة التي تعرض المنتجات التي تحمل العلامات التجارية العالمية، حيث يضع البائع سعر المنتج في قاعة العرض أو المتجر بما يغلق ولو بصورة جزئية باب الجدل حول السعر، بينما لا يوجد مجال في هذه المتاجر الكبرى للمناقشة حول مصدر المنتج أو جودته لأنه ينتمي إلى علامة تجارية معروفة. ولا يهتم المتجر الشعبي كثيراً بديكورات المحل، لأنه يضع بضاعته في كل مكان تقريباً لرغبته في استغلال المكان الاستغلال الأمثل، فيعلق بضاعته في كل مكان من الجدران إلى السقف، بينما يهتم المتجر الفاخر بتنسيق قاعة العرض، ويحرص على شخصية متميزة في الديكور والإضاءة والمساحات الموزعة بين المعروضات، ويوفر لزبائنه غرفة لتجربة الملابس للتأكد من صحة القياس. وفي أسواق منطقة نايف يتنوع الزبائن بنفس تنوع البضائع، فيحرص العرب والأجانب على زيارة هذه الأسواق للتعرف على معروضاتها، بينما يحرص الأجانب على التقاط الصور إلى جانب هذه المعروضات ومع الباعة، ويميل البعض منهم إلى اقتناء بعض البضائع كنوع من أنواع الهدايا التذكارية، كما يتساءل بعضهم عن طرق التصنيع أو عن الخامة المستخدمة فيه، ولا تتوقف تساؤلات المتسوقين في الأسواق الشعبية عند سؤال عن السعر أو الخامة، بل يرقى في بعض الأحيان إلى العمر الافتراضي للسلعة، والذي يبالغ بعض الباعة في توصيفه بالقول إن هذه السلعة أو تلك تعيش العمر كله. سوق الذهب على بعد خطوات من سوق نايف، يقع سوق الذهب، أحد أشهر وأقدم أسواق الذهب في منطقة الخليج العربي، حيث يجمع في متاجره أكبر تشكيلة من المشغولات الذهبية من كل التصاميم العالمية، ومن كافة أشكال الصياغة الذهبية بكل الألوان التي يصاغ منها الذهب، وأقبل عدد كبير من ضيوف مهرجان دبي للتسوق على زيارة السوق ومشاهدة مجموعات متنوعة من المصنوعات الذهبية ذات الشهرة العالمية. وتنوعت معروضات متاجر الذهب ما بين المنتجات التقليدية من الذهب الأصفر والتي تمت صناعتها في ورش تابعة لهذه المتاجر في دبي، واتخذت تصاميم رائعة وكثيرة، ويبرز من أهم هذه التصاميم المشغولات ذات الطابع الهندي، وأخرى تحمل الطابع الأوروبي، بينما تبرز خامة الذهب البحريني ومشغولاته كإحدى المنتجات التي يقبل عليها المتسوقون. وبدا واضحاً اهتمام أبناء الجنسية الأوروبية بسوق الذهب على وجه الخصوص، يطيلون النظر إلى المعروضات من خلال الواجهات الزجاجية، ويتفحصون بأعين خبيرة ما أنتجته الأيادي الخبيرة بصناعة الذهب، والأنامل التي تعرف أذواق المتسوقين وتتجه إليها مباشرة من خلال خبرات بعض التجار التي بلغت 40 عاماً في تجارة المشغولات الذهبية. وفي سوق الذهب تخصصت بعض المحال في تجارة المشغولات المصنوعة من الذهب الأصفر فقط، بينما عرضت متاجر أخرى النوعين الأصفر والأبيض، فيما عرض بعضها النماذج التي تتوافر لديها من النوعين، علاوة على الفصوص الملونة. خصوصية بائع العطارة يحتل بائع العطارة والتوابل والحلويات الجافة والمكسرات مكانة لا بأس بها بين محال الأسواق الشعبية في منطقة نايف، ففي بعض الأحيان يقبل المتسوقون على اقتناء هذه المنتجات لأغراض التداوي، كما تستخدم ربات البيوت منتجات التوابل والعطارة في الطبخ والتحلية، وإضافة مذاقات إلى مطابخهن، كما يقبل بعض العملاء على شراء كميات كبيرة من الفستق الحلبي واللوز وجوز الهند والبندق، نظراً للشهرة الكبيرة التي تُعرف بها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©