أوبرا الكويت .. الحلم أصبح حقيقة

تامر عبد الحميد (أبوظبي) دار أوبرا الكويت.. «الحلم المنتظر» الذي أصبح حقيقة.. هذا الصرح الثقافي الذي شُيّد مؤخراً إيماناً من دولة الكويت بدور الثقافة في دعم الحضارات والدفع بعجلة التنمية، حيث ظل الكثيرون من أدباء وفنانين وشعراء ومسؤولين يرون هذه اللحظة التاريخية، لتطل بها الكويت من نافذتها الثقافية المحلية على فنون العالم، بعد افتتاحها دار الأوبرا ضمن «مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي»، الذي تم تشييده بكلفة 775 مليون دولار، وصممت أقسامه على شكل جواهر من الخارج، فيما سيطرت فنون الهندسة الإسلامية على ديكوراته من الداخل. شهد حفل افتتاح «دار أوبرا الكويت» حضور صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، كما شهد الحفلَ حشدٌ غفيرٌ من المسؤولين والوزراء والإعلاميين والفنانين والضيوف، وأحياه نخبة من نجوم الموسيقى والغناء والتمثيل الكويتيين والعالميين، وذلك تزامناً مع احتفال دولة الكويت باختيارها العاصمة الثقافية الإسلامية، حيث تم تشييد هذا الصرح الثقافي إيماناً من الدولة بدور الثقافة في دعم الحضارات والدفع بعجلة التنمية الكويتية إلى الأمام. ثالث أوبرا دار الأوبرا الوطنية في الكويتية، التي تعد ثالث دار أوبرا في الخليج العربي، بعد أوبرا مسقط وأوبرا دبي، استغرق تصميمها وإنجازها سنة وعشرة أشهر، وشُيّدت على مساحة 214 ألف متر مربع، وتتألف الدار من ثلاثة مسارح يتسع أكبرها لألفي شخص وأوسطها لسبعمئة والأصغر لمئتين، وتضم مركزاً للموسيقى ومسرحين ومكتبة للمؤلفات الموسيقية للكبار والصغار. لوحات موسيقية يوم الافتتاح الذي أُقيم في القاعة الرئيسة، وهي المسرح الوطني، قُدمت فيه لوحات موسيقية متعددة، حيث عزفت أوركسترا عالمية موسيقى كلاسيكية مع لوحات فن الباليه، إلى جانب تقديم فقرة خاصة عن فن الأوبرا، كما تنوعت فقرات الحفل مع أغانٍ لفنانين كويتيين هم نبيل شعيل ونوال الكويتية وعبدالله الرويشد، إلى جانب اشتراك مجموعة من فناني التمثيل، في تقديم لوحات فنية نالت إعجاب الحضور، حيث شارك بعض من أبطال المسلسل الكويتي الشهير «درب الزلق» في احتفالية الافتتاح، وقدم كل من الفنانين عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج عرضاً مسرحياً هادفاً، كما قدمت كل من الفنانتين سعاد عبدالله وحياة الفهد سيناريو خاصاً على خشبة المسرح على نهج مسلسلهما الشهير «على الدنيا السلام». فخر واعتزاز وعبر الفنانون عن سعادتهم البالغة للاشتراك في احتفالات الافتتاح الرسمي لدار الأوبرا، معتبرين أن افتتاح دارٍ للأوبرا الكويتية في حد ذاته حلم لطالما راود الفنانين والموسيقيين، إذ سيكون نواة لاجتذاب الأعمال المسرحية والموسيقية العربية والدولية، ومركزاً ثقافياً مشعاً مشرقاً يضاف لريادة دولة الكويت في المحافل الثقافية والفنية، حيث قالت حياة الفهد: إن المركز يهدف إلى جذب الرواد من مختلف الفنون في كل أنحاء العالم، ليكون مصدراً لا ينضب لمصادر الفخر والاعتزاز للكويت دولةً وشعباً، فهذا الصرح الأوبرالي الذي لاقى ترحيباً واسعاً على الساحة الثقافية والأدبية والمسرحية، خطوة طال انتظارها في الكويت، وهي تأتي انسجاماً مع التوجه بإعادة إنعاش الفنون في المنطقة. حركة سياحية واعتبر الفنان عبدالحسين عبدالرضا أن الصرح الأوبرالي سيسهم في رفع الوعي والذوق العام، حيث الحركة الفنية رائدة منذ القرن الماضي، مؤكداً ضرورة تنظيم برنامج سنوي يكون حافلاً بالعروض من الكويت وخارجها، ما قد ينمي الحركة السياحية ويستقطب السياح، خصوصاً الخليجيين والعرب.