السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء هذا الوقت

23 ابريل 2006
كثيراً ما تحدث هذه الحالة، وللأسف الشديد، فالشيطان لا يفتأ ولا يمل من إضلال المسلمين وإغوائهم، وهو يستخدم في هذا شتى الوسائل والطرق، من شهوات وملذات تموت منها القلوب، وتضيع فيها الأوقات·
في خضم تلك المعركة، بين قذائف الشيطان وحفظ الله لعباده وحثهم على الصمود والطاعة، وعدم العصيان، يطل علينا سلاح جديد بوجه فريد، فهو جد فتاك، يحصد الأرواح إلى طريق جهنم، والمشكلة أن هذا السلاح لا يمنع وصوله أي شيء··، فحتى أجهزة الرادار لا تكتشفه، حيث إنه يخرج ليضرب فجأة·· مخلفاً وراءه دماراً للقلب أو ضياعاً للوقت أو كليهما معاً·
سلاحنا الفتاك (معاكسات النساء) لا أدري من أين، ومن هي هذه الفتاة، وكيف عرفت رقمي، لكنها اتصلت وقالت لي في رقة وأنوثة تفجر العروق كيف حالك؟
فتلعثمت، وأخبرتها أنني جيد·· وسألتها ماذا تريد؟
قالت: أحب التعارف، فأنا أعرف عنك الكثير!!
فأقفلت السماعة بسرعة اتصلت مرة أخرى فصرخت في وجهها، ماذا تريدين؟
قالت: بحزن ومكر ونحيب وتغنج: ليست هذه طريقة مؤدبة يستخدمها الرجال الأفاضل·
فقلت لها خافي الله، وأغلقت سماعة الهاتف·
تغير لوني، بكيت وبكيت، لم أستطع قطع تفكيري، اعيش في دوامة، لا أرى إلا الظلام حولي، ولايزال صوتها، يرن في أذني، قلبي يخفق بشدة لم أعد أحتمل·
هذه كانت كلمات صديقي العزيز في سنته الأخيرة في الجامعة، فلقد أتاني بوجه شاحب،يشعرك بأنه يخفي خلفه هموما لا حدود لها، سألته فأخبرني ما كان، فاستعذنا بالله من الشيطان، وجلست أنصحه، لنصل معاً إلى بر الأمان، والحمد لله، فلقد تيسرت الأمور، وعاد الوجه موشحاً بالسرور·
انظر إلى حزب الشيطان، فهذا الرفيق أحسبه من الشباب الملتزم، المتميز في دراسته، المحب لإخوانه، ولكنهم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، فسعوا في افساده بشتى الطرق، ولكن الله غالب على أمره تخيلوا لو انساق وراءها، أين سيصبح تفوقه؟ وأين سيذهب خشوعه؟ بل إلى أي صلاة فجر سيستيقظ ويذهب؟!
سبحان الله، هذه احدى القصص، وغيرها كثير فحذار إخوتي من الانسياق، ولا يقول أحد: أنا لن أتأثر بهذا، فالانجرار في المكالمة قد لا يكون له نهاية، فكم سمعنا من إخوة أرادوا النصح، فلم تنته العلاقة إلا بالزنا، وكم بكت اخوات تائبات أمام الدعاة، وهم يشكون وقوعهم في الزنا جراء نصحهم لشباب المعاكسات·
وختاماً: أقول إذا استمر الطرف المعاكس بالاتصال، فما علينا إلا التصرف بحكمة مع الموضوع فمن الحلول المطروحة أن يتحدث ولي الأمر مع المعاكس إن كان المتصل رجلا، ولا تخشي من هذا، فالوقوف هنا خير من التمادي أكثر إذا كنت قد تكلمت أصلاً في البداية، فالله تعالى ناصر التائبين المنيبين، أما إن كان المتصل أنثى فعلى الشباب أن يطلب من أحد الأفاضل ممن يشهد له بقوة الدين أن يتكلم معها ويزجرها عما تفعل·
محمد سميح
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©