الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصومال: التدخل الأجنبي... مشكلة أم حل؟

5 سبتمبر 2010 23:04
سكوت بالدوف جوهانسبيرج تعتبر بعض الحكومات الغربية أن تزايد سطوة وخطورة تنظيم "الشباب" في الصومال يشكل في الواقع مصدر تهديد كبيراً بالنسبة لمستقبل الاستقرار في الصومال بصفة خاصة وكذلك بالنسبة لمنطقة القرن الأفريقي بصفة عامة؛ غير أن العواصم الغربية تعلمت سلفاً ما يكفي من دروس التدخل العسكري الأميركي المشؤوم في الصومال خلال الفترة من 1991 إلى 1993، الذي بلغت المرارة والمحنة فيه الذروة في تلك المشاهد التي صورها فيلم "بلاك هوك داون". ولذلك فثمة انطباع متفش على نطاق واسع في العواصم الغربية مؤداه أن تدخل القوات الغربية ليس هو أفضل الحلول لاحتواء جموح الحالة الصومالية، ولا لردع تنظيم "الشباب" ووقفه عند حده. ولكن بينما يبسط المقاتلون المدعومون من قبل تنظيم "القاعدة" سيطرتهم على جزء كبير من العاصمة الصومالية مقديشو التي ينتشر فيها الخراب والدمار بعد عقدين متواصلين من العنف الطليق والحرب الأهلية والصراعات الدامية العبثية، ثمة الآن بكل تأكيد أسباب كثيرة للشعور بالقلق في الغرب والبلدان الديمقراطية وكذلك أيضاً في بلدان المنطقة القريبة من الصومال. وكان من ضمن دواعي القلق المتنامي تبني تنظيم "الشباب"، في 24 من أغسطس الماضي، المسؤولية عن هجوم انتحاري في جزء من مقديشو كان يُعتقد أنه خاضع لسيطرة الحكومة الصومالية، وهو حدث أدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً، من بينهم ستة أعضاء في البرلمان. وإلى أن تتمكن الحكومة الصومالية المؤقتة المترنحة التي تم تشكيلها قبل ثلاث سنوات من الوقوف في وجه التحدي وتحمل الأعباء الجسام الملقاة على عاتقها، فإن الأمل الوحيد المتاح لدعم الاستقرار يكمن في بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، المعروفة اختصارا باسم "أميسوم"، التي يبلغ قوامها 6000 رجل وتشارك فيها بالخصوص قوات من أوغندا وبوروندي وتموَّل بشكل رئيسي من قبل دول قلقة من خطر تحول منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي إلى ملاذ آخر للإرهاب. وفي هذا الإطار، يقول "إي. جي. هوجندورن"، رئيس بعثة "مجموعة الأزمات الدولية" إلى القرن الأفريقي في العاصمة الكينية نيروبي: "لا توجد بلدان كثيرة ترغب في الانضمام إلى البعثة (التابعة للاتحاد الأفريقي)"، مضيفاً "لأن الجميع يشعر بالقلق، ولا أحد يرغب في أن يصبح هو البلد الذي يجازف بأرواح جنوده". ويستطرد هوجندورن قائلا: "اليوم بدأنا نسمع عن تعزيزات لقوات «أميسوم»، والحال أنه حتى القوات الإثيوبية التي بلغ عددها 40 ألف جندي، لم تكن قادرة على تهدئة المكان". والجدير بالذكر هنا أن إثيوبيا احتلت الصومال من 2007 إلى 2008 عندما كان تنظيم "الشباب" أقل قوة مما هو عليه اليوم. بيد أن هذا لا يعني أن الصومال باتت خالية من التدخل الأجنبي. فمنذ العقدين اللذين أعقبا سقوط آخر حكومة صومالية، تلقت البلاد مساعدات إغاثة خارجية ضخمة من المواد الغذائية؛ واليوم، يعيش نصف السكان بفضل المساعدات الغذائية الآتية من الخارج. غير أن القوات الأجنبية تجنح إلى تقوية موقف الساسة المتطرفين، القوميين أو الدينيين؛ وخاصة أن تركة الغزو الأميركي والغزو الإثيوبي كانت شبكة من زعماء الحرب الذين من الصعب إزاحتهم، أو انتزاع ما تحصلوا عليه من امتيازات ومكاسب شخصية. وفي 24 من أغسطس الماضي، قال الشيخ علي محمد راج، المتحدث باسم "الشباب"، إن التنظيم سيبدأ حرباً ضد "الغزاة" -في إشارة إلى القوات الأوغندية والبورندية المشاركة في وحدات حفظ السلام الأفريقية، أي قوات "أميسوم". غير أن أوغندا، التي تكبدت مؤخراً سلسلة من الهجمات الانتحارية تم تدبيرها من قبل تنظيم "الشباب" في العاصمة كامبالا، تعهدت بإرسال جنود إضافيين إلى بعثة الاتحاد الأفريقي؛ كما أن ثمة إشاعات أخرى تفيد بأن جنوب أفريقيا قد تساهم هي أيضاً في قوة السلام الأفريقية. ومن المعروف أن قوات "أميسوم" تقول إن الحل ينبغي أن يأتي من الحكومة الصومالية، فيما يتعلق بتعزيز عديد جنود حفظ السلام. يذكر هنا أن الحكومة الصومالية الانتقالية بدأت منذ فترة في اكتتاب عدد من الجنود الجدد استعداداً لشن هجوم على تنظيم "الشباب"، وعديدون منهم تلقوا التدريب في أوغندا. وعلاوة على ذلك، فقد حققت ميليشيات إسلامية أخرى معتدلة تقدماً ملموساً على حساب تنظيم "الشباب" في وسط الصومال. ويقول المتحدث باسم قوات "أميسوم" الرائد باريجيي باهوكو: "يجب علينا أن نزيل التصور الموجود لدى بعض الناس والذي يرى أن «أميسوم» تبحث عن مزيد من الجنود من أجل محاربة تنظيم «الشباب» في المقام الأول"، مضيفاً "إن مهمتنا هي الحفاظ على السلام وخلق بيئة للنقاش الوطني والتسوية السياسية. لا يمكننا أن نواجه «الشباب» بشكل مباشر، ولكن لدينا الحق في الدفاع عن النفس إذا ما تعرضنا للهجوم، ليس أكثر". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©