الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية... ما وراء زيارة «كيم» للصين

5 سبتمبر 2010 23:04
تشيكو هارلن طوكيو يتوقع مسؤولون وخبراء من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن يستغل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل على الأرجح اجتماعاً مقبلًا لنخب الحزب من أجل تقديم ابنه الذي سيخلفه على حكم البلاد، بادئاً بذلك ثاني عملية نقل للسلطة المتوارثة في النظام الشيوعي الستاليني. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يمُنح أصغر أبناء كيم، "كيم جونج أون"، منصبَ زعامة واحد عالي المستوى -على الأقل- في ما يبدو خطوة أولى نحو سلطة مطلقة تعادل السلطة المطلقة لوالده. بيد أن الخبراء يختلفون بشأن ما إنْ كان صعود "كيم الأصغر" سيتم الإعلان عنه للجمهور. ولكن في جميع الأحوال، فإن الخطوات التي ستتخذ خلال المقبل من الأيام يمكن أن تقدم أول لمحة حقيقية عن الاستراتيجية، التي يتبعها "كيم جونج إيل" من أجل الحفاظ على سلطة عائلته في وقت تواجه فيه بلاده اقتصاداً عليلاً، ونقصاً حاداً في المواد الغذائية، وضغوطاً دولية من أجل تفكيك البرنامج النووي العسكري، خاصة في ظل توقف المفاوضات "السداسية" المعنية بحل أزمة بيونج يانج النووية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والكوريتين والصين واليابان. والواقع أن كوريا الشمالية لم تعلن عن تواريخ اجتماعات وفود الحزب في العاصمة بيونج يانج، والذي تعد مناسبة نادرة لعمليات صنع القرار المهمة في كوريا الشمالية؛ غير أن "الصديقين الحميمين"، وهي منظمة إنسانية يوجد مقرها في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، ولديها علاقات مع كوريا الشمالية، قالت إن المؤتمر من المرتقب أن يبدأ أعماله خلال الأسبوع الجاري. هذا في حين توقع خبراء آخرون أن يفتتح المؤتمر اليوم الاثنين، على أن يتم تقديم "كيم جون أون" في اليوم الأخير. والجدير بالذكر هنا أن كوريا الشمالية تحتفل بعيد ميلاد تأسيسها يوم الخميس المقبل. ويقول مراقبون إن الزعيم "كيم الأكبر"، والد الرئيس الحالي، الذي أصيب بسكتة دماغية في 2008، يعجّل بعملية نقل السلطة بسبب مشاكل صحية، وهذا ما يثير تكهنات حول قرب اتخاذ خطوات من شأنها توضيح ملامح انتقال السلطة في البلاد. ويُعتقد أن كيم جونج أون في منتصف -أو أواخر- العشرينيات من عمره. وفي هذا الإطار، يقول "كيم هونج كيو"، الأستاذ بجامعة "سونجشين" النسوية في العاصمة الكورية الجنوبية: "إن هذا المؤتمر سيشكل فرصة لوضع أسس عهد ما بعد كيم جونج إيل". وقد سبق لكوريا الشمالية أن عقدت مؤتمرات مماثلة لوفود الحزب في 1958 و1966؛ وتتيح مثل هذه المؤتمرات المجال لنقل الحكم، ومراجعة الدستور، وتعديل توازن القوة بين الجيش و"حزب العاملين". ويتوقع العديد من المحللين في العاصمة الكورية الجنوبية وواشنطن أن يسعى "كيم جونج إيل"، إما إلى إعادة سلطة "حزب العاملين"، الذي فقد الكثير من نفوذه وتأثيره لصالح الجيش وتراجعت عضويته، أو تقليص سلطة الجيش. وفي أي من الحالتين، يريد "كيم" نظاماً حيث يمكن للنخب على الجانبين أن تراقب بعضها بعضآ، أي أنه ربما يسعى لصيغة توازن من نوع معين. والجدير بالذكر هنا أن "حزب العاملين" من المفترض أن يعقد مؤتمره كل خمس سنوات، ولكنه لم يجتمع منذ 1980، عندما استلم "كيم" السلطة من والده في الكواليس. وفي هذا الإطار، يقول "بارك هيونج جونج"، الباحث بالمعهد الكوري للوحدة القومية: "إن المؤتمر سيشكل فرصة للحزب لكي يستعيد قوته"، مضيفاً "وتعيين المسؤولين يمكن أن يعطينا فكرة حول الطريقة، التي ستدار بها الأمور في كوريا الشمالية". واللافت أن كوريا الشمالية عمدت خلال الأيام الأخيرة إلى تكثيف خطابها حول "الجيل الصاعد"، وإن كانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية لم تشر إلى كيم جونج أون بالاسم. فخلال الزيارة التي قام بها إلى الصين الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، شارك -المتبرع الرئيسي في كوريا الشمالية- كيم جونج إيل في احتفال مسائي بدار الضيافة بولاية "نانهو" في مدينة تشانجتشون، حسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. وقد أشارت الوكالة إلى ما لا يقل عن 24 مسؤولًا صينياً وكورياً شمالياً حضروا المناسبة، من بينهم "جانج سونج تايك"، صهر كيم جونج، الذي من المتوقع أن يكون بمثابة المشرف على نقل السلطة، والرئيس الصيني هو جينتاو. وحسب نص الخطاب الذي ألقاه "كيم" في تلك الليلة، والذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، قال "كيم" إنه نظراً للظروف الدولية "المعقدة"، فإنه "من مسؤوليتنا التاريخية المهمة أن نسلم للجيل الصاعد مشعل الصداقة التقليدية". كما أشار مقال لاحق حول زيارة الزعيم الكوري الشمالي إلى الصين، يتألف من 2860 كلمة، نشرته وكالة الأنباء الرسمية أيضاً، إلى العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية، وردت فيه عبارة "يحلّ فيه جيل محل آخر" ثلاث مرات. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©