جولات تعريفية للسياح في رحاب جامع الشيخ زايد

أيام وينقضي شهر رمضان الكريم ليطل علينا عيد الفطر بأجوائه الروحانية التي تندمج فيها فرحة الصائم بإفطاره وبلمة العائلة الكبيرة وصلة الأرحام وزيارة الجيران والأصدقاء. ووسط هذه الانشغالات السعيدة، تبقى زيارة المساجد من الأولويات. والحرص عليها بدافع مواصلة العبادات والفرائض وزرع الطمأنينة في النفس. وفي هذه المناسبة العظيمة على المسلمين، ينظم مركز جامع الشيخ زايد الكبير جولات تعريفية مجانية بمعدل مرتين يومياً خلال عيد الفطر. تشمل الجولات زيارات متتالية لكل أركان الجامع من الباحة الخارجية إلى المصليات والممرات الفسيحة. وهي بذلك أشبه برحلة قصيرة يمكن أن يقوم بها أفراد الأسرة مجتمعين ويلتقطون الصور ضمن الإجراءات المرعية احتراما لحرمة المكان ومكانته الدينية والاجتماعية. يشرف على الجولات ويرافق الزوار مرشدون مواطنون قامت بتدريبهم كأدلاء متخصصين “هيئة أبوظبي للسياحة”. مهمة هؤلاء إعطاء لمحة مفصلة عن تاريخ الجامع منذ نشأته وخطوط هندسته المعمارية وأهميته على مستوى العالم العربي والإسلامي. كما يعمل المرشدون على شرح التفاصيل المتعلقة بشعائر شهر رمضان الفضيل وتقاليد عيد الفطر المبارك، للزوار الأجانب ولغير المسلمين. وللمهتمين بحجز أماكن لهم ضمن الوفود الزائرة، تقام الجولات التعريفية صباحاً وبعد الظهر بدءا من ثاني أيام العيد، وذلك تفاديا للمزيد من الزحام المتوقع أن يشهده الجامع في اليوم الأول من العيد. وكهدية مناسبة، يحصل الزوار خلال هذه الفترة على حزم تذكارية تتضمن بطاقات بريدية مقدمة من “هيئة أبوظبي للسياحة”. وخلال هذه الفترة وحتى ما بعد إجازة العيد، يمكن زيارة الجامع بشكل حر ومن دون مرافقة مرشدين، من الساعة 9:00 صباحاً حتى الساعة 11:30 ظهراً، عدا يوم الجمعة حيث يستقبل الجامع المصلين فقط. وهنا على الزوار الالتزام بارتداء الملابس المحتشمة المناسبة مراعاة لخصوصية الجامع الذي على الرغم من كونه معلما سياحيا بامتياز، غير أنه أولا وأخيرا مكان للصلاة والعبادة. يعد جامع الشيخ زايد الكبير رابع أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية، ويتسع مع المساحات الخارجية المحيطة به لأكثر من 40 ألف مصل. وهو يتصدر قائمة المعالم المفضلة لدى زوار الإمارة، ويتميز بتصميم فريد من نوعه يجمع بين خطوط العمارة الإسلامية التقليدية والحديثة. وقد شارك في تشييده فنانون وحرفيون ومعماريون من مختلف أنحاء العالم، ويعتبر صرحاً دينياً وإنجازاً معمارياً بحد ذاته. ومن المعالم البارزة للجامع، القبة الرئيسية وهي الأكبر في العالم، حيث يبلغ ارتفاعها 83 مترا. وكذلك مآذنه الأربعة المكسوة بالرخام الأبيض والموجودة عند أركان الصحن. فيما يتميز من الداخل بثرياته السبع التي تشتمل على نحو مليون قطعة كريستال، كما يضم أكبر سجادة مصنوعة يدوياً في العالم، ساهم في حياكتها 1200 نساج من مدينة مشهد الإيرانية. أما الباحات الخارجية للجامع المزينة بالرخام الأخضر والمطعمة بالأحجار شبه الكريمة، فلا يقل تصميمها سحرا وجمالا. وهناك عند الأروقة المترامية تنتشر البحيرات المائية التي تعكس واجهات الجامع في مشهد يكشف الإبداع المعماري المبني على روحانية المكان.