الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المنسف» و «المدقوقة» و «المكمورة» الأطباق المفضلة لدى الأردنيين على مائدة الإفطار

«المنسف» و «المدقوقة» و «المكمورة» الأطباق المفضلة لدى الأردنيين على مائدة الإفطار
5 سبتمبر 2010 23:19
قبل وداع شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية بالخير والبركة، أتيح لـ “الاتحاد” أن تكون بضيافة عائلة من المملكة الأردنية، ومن محافظة البلقاء، وتحديداً من مدينة السلط العريقة بعبق التاريخ، حيث تقع على الطريق القديم الذي يصل بين عمان ومدينة القدس. وعلى سفرة رمضان في منزل هشام الخطيب، وزوجته آمال الخطيب وأولادهما هديل، وجومانة، وراية، وميرة. تقول آمال “شهر رمضان في الأردن أجمل ما يمكن أن يلفت انتباهك هو كثرة الزينات المضيئة المطلة من شبابيك الأردنيين، ترحابا واستقبالا للشهر الفضيل، فقد أصبحت النجمة والهلال رمزا جميلا مضيئا يطل من معظم بيوتنا، وقد تشم رائحة القطايف والحلويات وأنت تسير بسيارتك لكثرة ما يوجد مخابز تحضر لتزويد الناس بالحلويات الرمضانية، كما تزدحم الأسواق بالمشترين الذين يبدأون نهارهم بالنشاط وينهونه بالعبادات والتوجه إلى بيوت الله لصلاة التراويح، رجالا ونساء، يذهبون للصلاة وقراءة القرآن والتعبد”. وعن تقاليد رمضان في محافظة السلط، تقول “مدينة السلط قديمة عريقة يهتمون فيها بالحياة العائلية، حتى العائلات التي تضم أكثر من جيل من الجد إلى الأولاد والأحفاد، يستقبلون شهر رمضان بالتحضيرات كما كل المدن، تزداد الزيارات والتكافل والمحبة بين الناس، تجدين عزائم مشتركة للتجمع والتراحم بهدف أن الناس تفكر في بعضها”. وعن الاختلاف بين رمضان في الماضي ورمضان اليوم، تشرح آمال “أتذكر بطفولتي كنت أصحو من النوم على صوت المسحراتي كان يمر بالشوارع الصغيرة بمدينتي كنت أفرح لصوته، لكن بمرور الزمن لم يعد هناك مسحراتي، كما كان بيت العائلة يشمل كل الأعمام وحتى الأخوال لأنهم يكونون أولاد عمومة، كان أعداد العائلات أكبر وكان وجودهم مع بعض ضرورياً، اليوم كل يتجه لمشاغله وحياته وتفرقوا في مدن وسكنوا في بيوت مختلفة. كان زمان أول، وبالذات بالسلط، كان يوجد بيوت اسمها بيوت العائلة، يسكن فيها الأعمام تقسم شققاً صغيرة، لكن الساحة مشتركة هذا كله اختفى، وحتى في شهر رمضان أصبح الناس يبتعدون عن بعضهم، لكن لا تزال هناك طريقة العزائم للتواصل والتراحم في المجتمع الأردني فهو مجتمع متكافل تقف فيه العائلة الكبيرة إلى جانب بعضها في كل المواقف، الأخ يعزم أخوته وأخواته، الأب يجمع أولاده، لا يزال هناك أشياء من عبق الماضي الجميل”. أطباق رمضانية عن أهم الأطباق الأردنية والتي تقدم في رمضان، تقول آمال “أطباق الأردن ابنة بيئتها، لكن يبقى المنسف الطبق الرئيسي في رمضان أيضاً، الأردن اشتهر بكروم العنب والزيتون في المناطق الجبلية، والحمضيات في الأغوار، وفي الشمال تشتهر المناطق بمختلف أنواع الخضراوات واللوزيات والرمان، وفي الجنوب تشتهر بالقمح الذي تصنع منه الكثير من الأكلات. وكما أن معظم قبائل الأردن تربي الأغنام، فمن هنا جاء لبن الجميد الذي يخزن ويطبخ منه المنسف سيد المائدة الأردنية على الإطلاق، إضافة إلى التنوع الذي جاء من مأكولات بلاد الشام المشتركة، مثل ورق العنب والمحاشي والسلطات والكبة، والمطبخ الأردني يزخر بأنواع الأكلات المنسوبة إلى مناطق معينة من شماله إلى وسطه وصولاً إلى جنوبه، ففي الشمال نجد “المطبق”، وهي طبقات من الخبز محشية باللحم والبصل، وطبخة “المكمورة”، أما في الوسط والجنوب نجد هناك أكلة “المقلوبة”، وورق العنب، والشوربات المحلية مثل شوربة الفريكة، والرشوف المصنوع من لبن الجميد، وهو يسمى في الجنوب “مدقوقة” ويحتوي على مواد غذائية كافية، كوجبة فيه العدس والقمح المجروش، البعض يضيف إليه حب الحمص”. وبالنسبة لأطباق الحلوى، تبين “بالنسبة للحلويات القطايف المحشوة بالجبن أو الجوز كانت ما زالت أشهر ما يمكن أن يصنع، بالإضافة إلى الحلويات العربية الأخرى، لكن قديماً كان الأردنيون يعملون نوعاً من المهلبية (الهيطلية) المسماة البحت ويزين بالسمن البلدي، لكنه أصبح قليلاً في هذه الأيام واستبدل بالمهلبية العادية. وفي رمضان مشروب القمر الدين، عصير الليمون، لبن المخيض المشهور (بالشنينة) مشارب مرغوبة يومياً. تبقى عند الأردنيين شربة القهوة بحب وتعود لم يسبق له مثيل، القهوة السادة يجب أن تحضر يومياً، إضافة إلى الشاي الأحمر”. بر وتقوى وعن شهر رمضان وما فيه من تعاون بين القوي والضعيف وتوزيع كل ما عليه تؤكد آمال “لا يزال للشهر روحانيته ونرى الناس تقبل على التبرع والتصدق فيه بكثرة طمعاً برضا الله عز وجل”. وعن يوم العيد تضيف السيدة آمال: “ليلة العيد مميزة جداً في الأردن فالتحضير لها يبدأ في الأسبوع الأخير من رمضان، فيبدأ الناس شراء الملابس الجديدة لعائلاتهم، وعمل الكعك الذي يضفي روح التعاون فإنك تجد النساء يعملن في مجموعات بكل بيت لإنهائه، وفي فجر العيد بعد الصلاة يتجه بعض الرجال لزيارة القبور وقراءة الفاتحة عن أرواح موتاهم، ثم يعودون لتبدأ مراسيم استقبال الضيوف المهنئين بالعيد، كما يتبادلون الزيارات، ويفرح الأطفال بالملابس والألعاب الجديدة والخروج للاستمتاع في الحدائق وزيارة الأهل. ويكون الفرح معايدات وفرحاً بين الجميع، وخاصة الأطفال، تقول السيدة آمال الخطيب: عادة العيدية بعدها موجود عند الجميع، هناك عادات إعطاء العيدية لتأكيد التواصل والعطاء، فالأب والأم يعيدان على بناتهما حتى لو متزوجات وكبار في العمر، لأن البنات يخجلن أن يعطين آباءهن وأمهاتهن عيدية، لذلك يحضرن هدايا بدل العيدية، لأن من الصعب على البنت المتعودة أن يصرف أبوها عليها أن تقدم له المال، لكنها تقدم هدية تختارها بمناسبة العيد، وأنا أذكر أن أخواني، كانوا يمرون على أخواتي كل عيد ليضعوا في أيديهن مبالغ من المال لأن هذه عيدية ورمز من عاداتنا القديمة”. وعن العيد وأيامه وكيف يقضيها الأردنيون، تقول آمال “بعد صلاة العيد وزيارة الأهل والأصدقاء، يكون كل واحد له برنامج مع عائلته يذهب لها. عندنا مواقع صيفية ومواقع شتوية، المواقع الصيفية المفضلة في قلعة الربض قلعة صلاح الدين الأيوبي في مدينة عجلون في الشمال، وقبلها في مدينة جرش الرومانية الموجودة بين الوسط والشمال، هي مدينة جميلة جداً فيها خضراوات. وهناك الزيارات الدينية حيث يوجد عدد من الأضرحة للصحابة لمن يحب أن يزور في العطلة، وفي الشتاء لمن يريد تغيير الأجواء يذهب إلى منطقة الأغوار، وهي جميلة جداً، غنية بالحمضيات والمزروعات، والخضراوات، وهناك سيول الماء بين شجر الكينا الطويل، لمن يحب أن يستمتع بجمال الطبيعة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©