السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مساجد بيروت صروح حضارية تعزز وحدة المسلمين

مساجد بيروت صروح حضارية تعزز وحدة المسلمين
5 سبتمبر 2010 23:20
من عادة المسلمين في لبنان، إضاءة المساجد مساء كل يوم خميس إلى فجر يوم الجمعة. وكذلك في ليلة الاثنين من كل أسبوع، وفي جميع ليالي شهر رمضان المبارك. كما يفعلون مثل ذلك في ليلة النصف من شعبان، وليلة غرة شهر رجب، وطوال أيام عيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك. حاضنة المناسبات تبقى جوامع لبنان هي الملاذ لكل تائب، بل هي الحاضن لجميع المناسبات الدينية، ففيما مضى وحتى عهد قريب، كان المسجد ولا يزال يقوم بدور بارز في الحياة الاجتماعية للمسلمين، فلا تكاد تمر مناسبة اجتماعية أو موسم ديني أو ذكرى معروفة، الاّ ونجد أهل الإيمان يتخذون من الجامع محوراً لهم، يقصدونه ويتجمعون فيه، وينطلقون منه. فإذا أرادوا استقبال أو وداع عزيز لديهم، توافدوا إلى المسجد وانتظروه فيه وودعوه فيه أيضاً، فهو المكان المختار للتعبير عن أفراحهم وأتراحهم، وهو المعبر عن تطلعات المسلمين الاجتماعية والتربوية والثقافية. وليست كل المساجد في بيروت على نسق واحد في مظهرها، لا سيما من ناحية شكلها وهندسة بنائها، بل إنها تبدو مختلفة في المظهر، وذلك يعود تبعاً للعهود والدول التي تعاقبت على المدينة، وباستثناء الجامع العمري الكبير، ومسجد حنتوس (الاوزاعي)، فإننا نجد أن معظم المساجد تنتمي إلى العهد العثماني، لذلك يلاحظ المسلم مسحة واضحة من أسلوب البناء الذي يجمع بين الطراز المملوكي، وهي في الغالب متأثرة بالطابع التقليدي البسيط. صروح حضارية لعبت المساجد في لبنان دوراً إنسانياً ومعيشياً في حياة المسلمين، وحملت أثراً حضارياً وصروحاً لتعلق المؤمنين بوطنهم، وأهمية المسجد كان من خلال القرار الذي اتخذه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد هجرته النبوية إلى المدينة المنورة، حيث كان بناء المسجد هو الحجر الأساس وركيزة بناء الدولة الإسلامية، إذ من المسجد كانت تتخذ كل القرارات التي يراد تبليغها للناس، وبالتالي قرارات الشرع الإسلامي الحنيف، والقرارات عبارة عن مواعظ وإرشادات، وأيضاً قرارات الحرب والفصل بين المتخاصمين، عدا إصدار كل ما يتعلق بالمواقف الدينية والاجتماعية والعسكرية وحتى السياسية، بمعنى آخر أن المسجد كان يمثل النظام الاجتماعي الوحيد للمسلمين. إلى ذلك، يقول الشيخ بلال الملاّ الخطيب في مسجد بيروت، إن أهمية الشهر الفضيل تكمن في أن المسلمين يتفقدون بعضهم بعضاً في الإفطارات التي تقام طيلة ثلاثين يوماً، وفي خطب الجمعة، وصلاة الجماعة في المساجد لها فضل كبير، لأنها تفوق صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، ومن يصلي في المسجد هو في بيت من بيوت الله، وحق على المضيف أن يكرم ضيفه، وكذلك مجرد الدخول إلى المسجد يأخذ المسلم أجره من الله عزّ وجلّ على الاعتكاف طالما هو داخل المسجد. طرز البناء بناء المساجد يتم على أساس الطراز والنمط الجميل، حيث تدل المساجد على عمق تجذر المسلمين في العاصمة بيروت. ومن أبرز المساجد التي أعيد ترميمها في بيروت مسجد المجيدية الذي يعود تاريخه إلى عهد العثمانيين، وقد أعيدت هندسته العمرانية على الطراز الإسلامي، وجهز بأحدث الأثاث والأجهزة الصوتية الكهربائية والتدفئة، وأعمال الزخرفة الحديثة ذات الطابع الشرقي. إلى جانب مسجد المجيدية، يبرز مسجد الأمير عساف، والأمير منذر، والأمير منصور، والمسجد العمري الكبير وقد أعيد ترميمه كدعامة حضارة للإسلام، وهذه المساجد تدل على عمق تجذر الإسلام، وعلى أن بيروت تجمع العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيي. يقول الشيخ أمين الكردي إن الكثير من المسلمين يجتهدون في العبادات في شهر رمضان المبارك، فيقبلون على ارتياد المساجد لأداء الصلوات، لاسيما صلاة التراويح، إلاّ انهم ينكفئون مع انتهاء شهر رمضان وهذا الأمر ليس مقبولاً لأن الله موجود في رمضان وفي غير رمضان، وفضل الله على الناس كبير في رمضان وغير رمضان. ويختم الشيخ الكردي بالقول، إن شهر رمضان يهذب النفس ويروض الشهوة، وأهمية دور المساجد تكمن في توجيه العلاقات وفق الشريعة الإسلامية، بما يعمم مفاهيمها الثقافية لما فيه الخير والمحبة والبركة. المساجد في بيروت تروي بعظمتها وصروحها الإسلامية تاريخ المسلمين وحضارتهم، فهذه المدينة بقيت قرابة قرن من الزمان من دون مساجد، حيث كان أهلها يؤدون صلاتهم في البيوت، عدا عن أن معظم المساجد القديمة قد اندثرت، لا سيما في زمن الانتداب الفرنسي.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©