الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يارا صبري: جرأة الأعمال الفنية لا تزال سطحية وناقصة

يارا صبري: جرأة الأعمال الفنية لا تزال سطحية وناقصة
5 سبتمبر 2010 23:25
تخوض الفنانة يارا صبري مغامرة حب مع شاب يصغرها بعشر سنوات، لكن هذه المغامرة الشائكة تضعها أمام سؤال كبير، هل تحب هذا الشاب كرجل وشريك أو كابن لها؟ وإذا كان المشاهدون قد عاشوا فصولاً من هذه المغامرة مع حلقات (تخت شرقي) للمخرجة رشا شربتجي، فإن المغامرة الثانية خاضتها في التأليف الدرامي، أما المغامرة الثالثة التي تحلم بها يارا مستقبلاً فهي أن تمضي شيخوختها ـ عندما تحين ـ في رحلة حول العالم مع زوجها المخرج ماهر صليبي. وما بين المغامرتين، الفنية القائمة والشخصية الآجلة، فإن يارا تعيش حياة متزنة وهادئة ومدروسة، فماذا في جعبتها الفنية، وكيف تفكر، وتنظر إلى مستقبل الدراما السورية؟ هنادي وتخت شرقي في تخت شرقي تظهر متناقضات الحياة، والمشاعر المتصادمة كالحب والكره والغيرة والإيثار، والانغلاق والتحرر. وفي هذا المسلسل الذي كتبته يم مشهدي وأخرجته رشا شربتجي تدخل الكاميرا إلى تفاصيل الحياة اليومية التي قد تبدو تافهة، لكنها وبمجملها تشكل سيرة عيشنا عبر شخصيات تتداخل لتروي قصصاً عن الصداقة والحب والعمل واختلاف نظراتنا إلى الأخلاق في ظل العالم الاستهلاكي وشروطه ومتغيراته. وبحسب الفنان سليم صبري فإن المسلسل عبارة عن جوقة للحياة بأخطائها وهفواتها، بحيث لا تفرّق بين الكبير والصغير، وتلعب يارا صبري شخصية (هنادي) التي وفدت إلى المدينة من إحدى القرى للدراسة في الجامعة، لكنها أخفقت، وهي تعيش مع صديقتها في بيت مستأجر، وتعمل في استوديو للتصوير الفوتوغرافي، ونظراً لأن هنادي تشعر بأن قطار الزواج قد فاتها أو كاد، فهي تهتم بجمالها ومكياجها، وتقع في غرام شاب أصغر منها بعشر سنوات (طارق الصباغ) لتبدأ المفارقات بينهما بالظهور، مما يطرح عليها سؤالاً: هل هي تحبه كشريك حياة وزوج، أم كابن لها؟ وبهذه الشخصية تجسد يارا واقع الكثير من فتيات الريف اللواتي يحضرن إلى المدينة بحثاً عن لقمة العيش، أو سعياً للدراسة الجامعية، ويصدف أن يكون الفشل من حظ بعضهن، ومن هؤلاء هنادي الفتاة العانس التي لم تحقق شيئاً في حياتها، والمحرومة عاطفياً والباحثة عن شريك حياة يملأ عليها دنياها. وقد أحبت يارا شخصية هنادي لما تنطوي عليه من بساطة ابنة القرية المرحة، لاسيما أن هذه الشخصية جديدة عليها، لذا فقد استمتعت بأدائها، والتعبير عنها بصدق. تجربة جديدة في (قيود الروح) في مسلسل (قيود الروح) تدخل يارا صبري تجربة جديدة ككاتبة وممثلة معاً، فهي بعد تجربتها الأولى في الإشراف الدرامي على مسلسل (قلوب صغيرة) لريما فليحان، اختارت أن تشارك في التأليف مع ريما في (قيود الروح) ليكون تجربتها الأولى كمؤلفة، وهو ما يحمّلها مسؤولية العمل ككل، من حيث البناء الدرامي لجميع الشخصيات والقصة والحبكة وباقي التفاصيل. ويتناول المسلسل حياة ثلاث أسر، تتعارف على بعضها في المشفى عندما تكون كل أسرة بانتظار مولود جديد، ويرصد العمل علاقات هذه الأسر منذ عام 1983 وحتى عام 2009، مهتماً بتفاصيل حياتهم وعلاقاتهم عبر أولادهم وأحفادهم. وفي إحدى هذه الأسر الثلاث تكون يارا زوجة للشخصية التي يلعبها الفنان بسام كوسا، وترزق بطفل معوّق ذهنياً، حيث يعتبر الزوج أن وجود هذا الطفل يشكل تهديداً لاستمرار حياته الزوجية، وسرعان ما يغادر منزل الزوجية، متخلياً عن مسؤوليته تجاه ابنه وزوجته، ويختار السكن في أحد أحياء العشوائيات حول مدينة دمشق، لكن الزوجة تكتشف فيما بعد أنه يعيش مع زوجته الثانية التي اقترن بها سراً قبل عامين، وأنه استغل ولادة الطفل المعوق ليهرب ويعيش إلى جانبها. ويشكل محور هذه الأسرة أكثر محاور العمل الثلاثة إثارة ووجعاً. ممثلة لكني أكتب تصف يارا تجربتها في التأليف بأنها ممتعة، لكنها صعبة جداً في الوقت نفسه، فهي بحاجة إلى جلد وصبر وإلى وقت وجهد كبيرين، وتضيف: إن الكتابة أيضاً تتعلق بالمزاج، لذا ربما تكرر التجربة. وتنفي يارا أن تكون الكتابة بديلاً للتمثيل، وتؤكد أن التمثيل هو مهنتها الأساسية، وهي تحبه جداً، والكتابة ليست إلا جزءاً من مشروعها الفني، عندما ترغب بطرح موضوع معين من وجهة نظرها، وهي بطبيعة الحال لا تستطيع الابتعاد عن التمثيل. لكن، هل هناك أسباب معينة دفعت يارا إلى الكتابة؟ عدا عن رغبتها بأن تترجم ما تفكر فيه إلى سطور، فإن الإيضاح الذي تقدمه يكشف جانباً من العلاقة بين الكاتب والمخرج والممثل التي لا تزال ملتبسة، وتزداد غموضاً، لاسيما بعد ترك الجميع طاولة (البروفات) التي كانوا يجتمعون إليها، وكانت تؤدي إلى تفاهمات وصيغ وحلول ترضي الكاتب والمخرج والممثل، وهي ترى أن التفاهم بين عناصر العمل الفني أمر ضروري، وتعتبر أن أي سيناريو يخضع لبعض الإضافات من قبل المخرج، وأنه يجب أن يكون هناك توافق وتناغم بين الكاتب والمخرج لمصلحة العمل. وعلى سبيل المثال، فإنها عندما شاركت في كتابة العمل كانت ترشح نفسها لشخصية معينة، لكنها أدت شخصية أخرى فيه، وذلك بعد النقاش مع زوجها ماهر صليبي مخرج العمل، وبالتفاهم معه. هاوية رغم الاحتراف بدأت يارا ظهورها على الشاشة الصغيرة، وهي لا تزال طفلة في المسلسل الشهير (افتح يا سمسم)، وقد رأى والداها الفنانان سليم صبري وثناء دبسي أن يكون الفن هواية لها وألا تحترف العمل فيه، لكن ظهور موهبتها وقدراتها الفنية وتطور العمل في الدراما السورية تجاوز هذا الموقف، وجعلها تنخرط في العمل الفني كممثلة متميزة وقديرة وذات رسالة اجتماعية واضحة. وربما لهذا السبب، فإن يارا لا تكترث كثيراً بعدد الأدوار التي تلعبها كل موسم، لأن ما يعنيها دائماً هو جدية العمل، ومدى مناسبة أي دور لها، وما هي المقولة التي يطرحها. وتشترط في أي عمل فني تشارك به أن يكون مهماً واجتماعياً، وأن يحترم عقول الجمهور، وأن يكون دورها مناسباً فيه. وترى يارا أن الدراما التلفزيونية العربية يجب أن تعكس حياة الناس في البلاد العربية، وأن تكون صورة عن مجتمعها، وأن تنتزع حرية أكبر وأوسع في التعبير، وهي تنتقد الجرأة السطحية التي تُناقش بها قضايا المرأة العربية بأسلوب عبثي وعشوائي، وتدعو إلى أن يكون أي عمل عن مشكلات المرأة وحياتها مدروساً وعميقاً. ولا تمانع يارا أن يقوم الممثل بتقديم برنامج إذا وجد أنه يمكن أن يقدم خدمة اجتماعية وذات قيمة تقدم أموراً مفيدة للجمهور، لكنها ترفض أن يشارك الفنان في الإعلانات التجارية الاستهلاكية، وتقبل بذلك إذا كان الإعلان ذا صفة اجتماعية ويقدم التوعية، وعندئذ يكون من واجب الفنان أن يقدم مثل هذا الإعلان، لأنه شخصية عامة يجب أن يشارك الناس حياتهم وهمومهم. ومن هذا المنطلق فقد أطلقت (يارا) على موقعها الإلكتروني حملة للنظافة تحت عنوان (خليها نظيفة مثل الفل)، وقد لاقت الحملة ترحيباً وتبنتها وزارة البيئة السورية، ودعيت يارا لإطلاق هذه الحملة وافتتاحها في جميع المحافظات السورية. هي وزوجها وأولادها تعتبر يارا أن زوجها المخرج ماهر صليبي شخص يحمل مواصفات القيادة في العمل الفني، وهو هادئ وحساس وصاحب قرار، وهي لا تمانع أن يعمل ولداها (كرم ورام) في التمثيل، مشيرة إلى أن رام يشارك في (قيود الروح)، وهو محب للتمثيل. كما أن كرم حدد طريق مستقبله منذ الآن، وهو يمرّ بالانتساب إلى المعهد العالي للفنون المسرحية. وتحلم يارا أن يحقق ولداها النجاح في أهدافهما التي يطمحان إلى تحقيقها، أما على صعيدها الفني فهي تحلم ـ بما تعمل له دائماً ـ وهو أن تقدم فناً حقيقياً. وعلى الصعيد الشخصي فإن حلمها أن تقضي شيخوختها عندما تحين بصحبة ماهر في جولة حول العالم.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©