الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المراقبون يعودون من القبير بـ «رائحة لحم محترق»

المراقبون يعودون من القبير بـ «رائحة لحم محترق»
10 يونيو 2012
أكدت الأمم المتحدة أن المراقبين الذين توجهوا إلى موقع مجزرة قرية مزرعة القبير بريف حماة التي وقعت الأربعاء الماضي، اشتموا “رائحة قوية للحم آدمي محترق”، وشاهدوا علامات على أن القوات الحكومية كانت موجودة هناك وآثار المذبحة في بعض المنازل، لكنهم ليسوا قادرين على تأكيد عدد القتلى. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى سقوط 55 قتيلاً على الأقل، الأربعاء الماضي بقصف للقوات السورية على القبير ورصاص مباشر وسكاكين. لكن الحكومة السورية نفت حصول مجزرة وتحدثت عن سقوط 9 قتلى بيد “مجموعات إرهابية”. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي في بيان الليلة قبل الماضية، إن المراقبين رأوا آثار آليات مصفحة ومنازل متضررة بشكل كبير نتيجة قصف بصواريخ وقذائف يدوية وأسلحة أخرى. ولا يملك أحد مركبات مدرعة وأسلحة ثقيلة سوى الجيش السوري فقط. وأضاف المتحدث خلال عرضه لنتائج زيارة مراقبي الأمم المتحدة إلى موقع المجزرة “في بعض المنازل، كانت هناك دماء على الجدران والأرض، وكانت هناك نيران ما زالت مشتعلة خارج بعض المباني، وانتشرت في الهواء رائحة قوية للحم آدمي محترق”. وذكر مسؤولون في الأمم المتحدة أنهم يعتقدون أن القوات الحكومية تقف وراء الهجوم الذي وقع في قرية تسكنها غالبية سنية محاطة بتجمعات علوية موالية للرئيس بشار الأسد. وصرح نيسيركي في بيان بأن أكثر من 20 مراقباً سمح لهم بدخول القبير أمس الأول، بعدما تعرضوا لإطلاق نار ومنعوا من دخول القرية الخميس الماضي. وأوضح أن القرية كانت خالية من سكانها عندما دخلها المراقبون؛ لذلك لم يتمكنوا من التحدث إلى أي شهود على الهجوم الذي أثار استياءً دولياً شديداً وأدى إلى تصعيد الدعوات إلى التحرك ضد نظام الأسد. وأشار نيسيركي إلى أن سكاناً من القرية المجاورة توجهوا للقاء مراقبين و”أخبروهم بما سمعوه وتحدثوا عن أقارب فقدوهم”. وتابع الناطق نفسه أن “آثار آليات مدرعة واضحة في الموقع. بعض المنازل تضررت بصواريخ أطلقت من آليات وقنابل وأسلحة من عيارات متنوعة”. وأضاف أن “الظروف المحيطة بهذا الهجوم ما زالت غير واضحة وهوية وعدد الأشخاص القتلى ما زالت غير مؤكدة”، موضحاً أن “المراقبين يواصلون العمل للتحقق من بعض الوقائع”. وأكد أن حواجز الجيش السوري “أوقفت” المراقبين و”في بعض الحالات طلبت منهم العودة أدراجهم”، خلال “محاولاتهم العديدة” للوصول إلى القبير الخميس الماضي. وتابع أن “مدنيين أوقفوا بعض سيارات المراقبين في المنطقة” وهناك مراقبون أبلغوا من قبل سكان أنهم “سيتعرضون للخطر” إذا دخلوا القرية. وكان بول داناهار مراسل “بي. بي. سي الذي رافق المراقبين في جولتهم، قال إنه شاهد أبنية متضررة بالقصف، لكنه لم ير أي إشارة تدل على حياة أو أي جثث. وكتب على حسابه على تويتر “أمامي كانت أشلاء من دماغ وفي الزاوية دم جاف”. ونقل عن ناشطين قولهم، إن القوات الحكومية نقلت الجثث الخميس الماضي، بينما كان المراقبون الدوليون يحاولون التوجه إلى القرية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبلغ جلسة مغلقة لمجلس الأمن ليل الخميس الماضي، أن قوات حكومية طوقت القبير بينما دخل مسلحون إلى القرية وقتلوا مدنيين “بوحشية”، كما نقل عنه دبلوماسيون. إلا أن مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، قال إن “20 إرهابياً مسلحاً” كانوا يحاولون قتل سكان في قرية القبير، موضحاً أن قوات حفظ النظام تحركت لمنعهم “واشتبكت مع الإرهابيين وسقط قتيل من قوات حفظ النظام وقتل عدد من الإرهابيين”. وأشار الجعفري إلى أن صور المجزرة التي بثتها الفضائيات هي لأشخاص قتلوا منذ وقت طويل، وأن وسائل الإعلام السورية ستبث قريباً الصور الحقيقية. ذكر بان كي مون أن أسلحة ثقيلة ورصاصاً خارقاً وطائرات دون طيار استخدمت مرات عدة لإرغام المراقبين على الانسحاب من المناطق التي تتهم القوات السورية بشن هجمات عليها. وأعلن كي مون أيضاً أمام مجلس الأمن أن المراقبين شاهدوا قوافل عسكرية سورية تقترب من القرى، وحاولوا منعها من شن هجمات ضد المناطق المأهولة، لكن تم تجاهلهم.
المصدر: نيويورك (الأمم المتحدة)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©