الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جمال عبدالرحيم يعرض الأبعاد الفلسفية والفنية للنص الصوفي

جمال عبدالرحيم يعرض الأبعاد الفلسفية والفنية للنص الصوفي
12 يونيو 2011 22:30
منذ سنوات، يعمل الفنان البحريني جمال عبد الرحيم في منطقة فريدة من الفن التشكيلي العربي، منطقة الحرف والتشكيل، من دون أن يحصر نفسه في تيارات الحروفية العربية، إنه يستخدم الحرف بصورة حديثة تخدم التكوينات الجمالية التي يبحث عنها ويسعى إليها في عمله، هذا إضافة إلى استفادته من النصوص الشعرية والنثرية واستخدامها في خلفية اللوحة، ومؤخراً اهتم الفنان بنصوص المتصوفة ومنهم الحلاج والنفري، ومن الشعراء اختار قصائد للمتنبي بصورة أساسية. في معرضه الذي يقام حالياً في جاليري مجلس بدبي، ويستمر حتى السابع من يوليو المقبل، يقدم الفنان البحريني مجموعة كبيرة متنوعة من أعمال الطباعة على الورق ومواد مختلفة، أعمال تشتغل على نصوص من كتاب “المواقف والمخاطبات” للشيخ الصوفي المعروف محمد بن عبد الجبار بن الحسن بن أحمد النفَّري، تظهر توهج النص الروحي في ألوان وتكوينات باهرة. فهو في هذه التجربة ينطلق من منطلقات جمالية فنية وموضوعية تنتمي إلى رؤية حديثة إلى النص الصوفي والتراثي عموماً، ويستخدم النص والحرف في أعماله ليوظفه بمعانيه الأدبية والفكرية، وبرؤية لا تبحث عن القواعد الكلاسيكية، بل عن الأبعاد الفلسفية الفنية فيه. ويستمد الفنان مواده المشكلة لمخيلته الفنية الخصبة من نسيج الحضارة العربية بما فيها من ثراء في اللغة والأديان والتراث الأسطوري العريق. كما يؤمن بأن إلهام الفنان يمكن أن يتولد من أي شيء وفي أي مكان. تأخذنا أعمال عبد الرحيم في رحلة مع التجريد لتكويناته، فيقف المشاهد متأملاً في تكوين الكلمة وأسلوب تشكيل حروفها وحجمها، في محاولة لإظهار النص في صورة تختلف عن المألوف، ما يمنحها معاني ودلالات مفتوحة على الغامض واللانهائي. وفي خلق التوازنات اللونية والخطية، تتخلق موسيقى شاعرية ذات إشعاعات متميزة. وانطلاقاً من دراسته الأكاديمية ربما، تعلق في لوحة عبد الرحيم آثار فن الليثوغراف “الحفر على أنواع من المعدن” التي تعطي عمله نكهة الأعمال التي تجمع الحفر والطباعة مع الحروفية. لوحات عبد الرحيم ذات أحجام متعددة، لكن اللافت هو تلك اللوحات التي تتخذ شكل شريط في طول متر وعرض سبعة عشر سنتمتراً، وتقوم على فكرة تركيز ثقل اللوحة في طرفيها الأعلى والأسفل، ففي الأعلى بقعة لونية بارزة، وفي الأسفل خطوط مجردة بألوان باهتة، وهذا الشكل من اللوحات يعتمد التوازن بين طرفي اللوحة، وألوانها وتكويناتها. وفيها يمكن للحرف والشعر أن يحضرا، ولكن بخط رفيع جداً ومرسوم بالطريقة الحديثة في التعامل مع الخط. في المعرض أيضاً لوحات جرافيك مطبوعة بيد الفنان على ورق أرش بأحجام مختلفة، إضافة إلى لوحات مخطوطة باللغة العربية بخط الثلث من بعض النصوص المختارة من كتاب “المواقف”، وفي هذه الأعمال يقوم الفنان باستخدام تقنيات الحفر جنباً إلى جنب من نصوص النفري الأصلية التي كتبت بيد الفنان الخطاط البحريني عبد الإله العرب. الفنان جمال عبد الرحيم المولود في مدينة المحرق، البحرين عام 1965، قدم خمسة عشر معرضاً شخصياً في البحرين، ومثلها في الدول العربية والأجنبية. كما شارك في ستة وعشرين معرضاً مشتركاً متضمناً البيناليات والتريناليات الدولية. حصل على ثلاثة عشر جائزة محلية ودولية. وله خمسة وعشرين كتاباً يدوياً ومجموعات فنية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©