الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات العالمية تتسابق على صفقات الاستحواذ في السوق البرازيلية

5 سبتمبر 2010 23:38
حين قرأ أحد مديري الإعلانات التنفيذيين البرازيليين مؤخراً أن ببليسيس أوف فرانس ثالث أكبر شركة إعلانات في العالم تعتزم الاستحواذ على حصة في وكالة “تالنت” البرازيلية مقابل 350 مليون ريال برازيلي (199 مليون دولار) ما لبث أن قال لزوجته: “أعتقد أننا أصبحنا أثرياء”. قد يقول العديد من الناس إن مديراً تنفيذياً في البرازيل يفترض أن يكون ثرياً، غير أن السعر الكبير الذي قدرت شركة “تالنت” البرازيلية به يشكل صفقة رابحة جداً للجانب البرازيلي، ويشير إلى استمرار تسابق كبريات الشركات الدولية الى اقتناص حصص في السوق البرازيلية. وتكثر الشائعات في أوساط قطاع الإعلانات بالبرازيل التي تقول إن هناك صفقات منتظرة أخرى، في ذلك يقول مارسيو أوليفييرا نائب رئيس ليو لارا - تي بي دبليو إيه” لشؤون العمليات:”لم يتبق سوى القليل من الوكالات المملوكة محلياً بنسبة 100 في المئة وتكثر مساعي شراء هذه الوكالات من قبل شركات عالمية كبرى مثل “أومنيكوم” و”هافاس” و”دبليو بي بي” و”ببليسيس”، يذكر أن وكالة “ليو لارا- تي بي دبليو إيه” كانت فيما سبق تسمى “ليو لارا” ولكنها غيرت اسمها بعد أن اشترتها منذ ثلاث سنوات مضت تي بي دبليو إيه الشركة التابعة لمجموعة “أومنيكوم”. هذه ليست المرة الأولى التي تجتاح فيها حمى الاستحواذ قطاع الإعلان في البرازيل والذي يشتهر بأنه من ضمن أكثر قطاعات الإعلان نشاطاً وابتكاراً في العالم، وفي أوائل تسعينيات القرن الماضي دفعت شركات دولية مبالغ طائلة لخوض السوق البرازيلية والتي كانت حتى آنذاك إحدى الأسواق النامية الواعدة القليلة. ويقول فرناندا رومانو البرازيلي الذي يعمل مدير ابتكار الإعلانات الرقمية والتجريبية في وكالة إعلانات “ورو آر إس جي” في لندن: “إن البرازيل تجتذب شركات دولية كبرى نظراً لنشاطها ونموها المطرد”، وتشير صفقة “تالنت” الى تزايد عمليات الاندماج والاستحواذ في البرازيل، فسوف يقام كل من كأس العالم 2014 في كرة القدم وأولمبياد 2016 في البرازيل ويجذبان أعداداً هائلة من المتفرجين. والأمر الذي يعزز اقتصاد البرازيل الراسخ الذي ينمو 7 في المئة هذا العام هو الاستهلاك المحلي نظراً لتحول ملايين البرازيليين من الفقر الى طبقات المستهلكين. وبينما تواجه العديد من الأسواق المتقدمة في العالم شبح الركود تبدو البرازيل بكل وضوح سوقاً مرشحة للنمو والتوسع، وأفاد خبراء بأن هناك عاملاً مهماً آخر وراء صفقات شراء حصص في شركات برازيلية هو التوسعات التي حققتها شركات برازيلية خارج البرازيل. يذكر أن عدداً كبيراً من كبريات الشركات عقدت مؤخراً صفقات استحواذ من ضمنها شركات معالجة أغذية مثل “برازيل فودز” و”جي بي إس فريبوي”، وبنوك مثل “ايتاو يونيبنكو” و”بنكو دو برازيل” وشركات مواد أولية مثل “فال” في مجال التعدين وجيردو في الحديد وفوتو رانتيم في الإسمنت. إذ يقول خبراء إن الأسماء التجارية البرازيلية تنتشر دولياً وإن “تالنت” ستخدم عملاءها في الأسواق الخارجية. ويقول لورد بيل رئيس تشايم كوميونيكيشنز، شركة تسويق الألعاب الرياضية والعلاقات العامة المتمركزة في المملكة المتحدة إنه يبحث عن شركاء في البرازيل قبل كأس العالم والأولمبياد، ويضيف أن الشركات البرازيلية ستشارك في الفعاليات وستصبح شركات دولية نظراً لانفتاحها على العالم. ويقول مارسيو سانتورو نائب رئيس وكالة “اجينسيا أفريكا” :”من المفيد استحواذ الشركات البرازيلية من قبل شركات كبرى أجنبية نظراً لاستخدامها شبكات تعززها”، ويذكر أن وكالة “أجينسيا أفريكا” تملكها “جروبو إيه بي سي” إحدى شركات الإعلان القليلة التي لا تزال مملوكة كلياً لمجموعات إعلان برازيلية وإحدى الشركات القليلة التي تنشر الأسماء التجارية البرازيلية خارج البرازيل دون دعم خارجي. ويقول أوليفيرا أحد المسؤولين في “ليو لارا- تي بي دبليو إيه” إن شركته تقوم بحملة “فيزا” العالمية لرعايتها فعاليات اتحاد الكرة العالمي “فيفا” في البرازيل المتضمنة كأس العالم والتي سيتم تصديرها للخارج، ويضيف أنه منذ سنتين أو ثلاث سنوات ما كان من الممكن أن تكون هناك شركات تعتبر البرازيل مركزاً عالمياً. هذا التوجه يعمل على زيادة الإنفاق على الإعلانات في البرازيل، فحسب وكالة كارات للخدمات الإعلامية سيزيد الإنفاق في البرازيل بنسبة 12,7% عام 2010 وبنسبة 14,4% عام 2011 ولا ينافسها في ذلك غير الصين وروسيا ضمن الأسواق الكبرى. غير أن السيدة رومانو، إحدى المسؤولات في “يورو آر إس سي جي” تقول إن الأرقام لا تشكل كل الأهمية وتضيف أنه من الصعب مزاولة الأعمال في كل من الصين والهند وروسيا من الناحية الثقافية، وإن البرازيليين أكثر سهولة ويسرا وإن ثقافة الإعلان في البرازيل أشبه ما تكون بمثيلتها في الولايات المتحدة.. وتجعل من البرازيل مركزاً شديد الأهمية. نقلاً عن فاينانشيال تايمز ترجمة: عماد الدين زكي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©