الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أهالي الفجيرة يؤدون صلاة الغائب على روح الشهيد خالد الشحي

أهالي الفجيرة يؤدون صلاة الغائب على روح الشهيد خالد الشحي
28 سبتمبر 2017 01:54
السيد حسن (الفجيرة) أدى أهالي الفجيرة، أمس، صلاة الغائب على روح الشهيد الطيار خالد محمد علي يديد الشحي في مسجد الشهداء بمنطقة مربح، وسط حضورٍ كبيرٍ من المواطنين والمقيمين في مربح وقدفع وقراط وبقية مناطق الإمارة. وشهد صلاة الغائب، القائد العام لشرطة الفجيرة اللواء محمد أحمد بن غانم الكعبي، وعدد من القادة في القوات الجوية بالقوات المسلحة ومديري أفرع وإدارات الشرطة في الفجيرة. وعقب انتهاء الصلاة، قام المسؤولون والأهالي بتقديم واجب العزاء لوالد الشهيد وأشقائه وأعمامه داخل المسجد، ومن ثمّ توجهوا إلى خيمة العزاء بقدفع لاستكمال تلقي العزاء من المواطنين. وقال والد الشهيد خالد الشحي: «ابني الشهيد انضم إلى قائمة الشرف، حيث ترقى إلى منزلة الشهداء، وهذه درجة كبيرة لا يبلغها أي شخص، وهي درجة من درجات رضا الله عن العبد.. ابني الشهيد أفاخر به القاصي والداني، إنها منزلة كبيرة للغاية أن يختم الشخص دنياه بالشهادة على الحق والواجب الوطني، رحمك الله يا خالد رحمة واسعة، فقد أثرت فينا بكل تأكيد، وتركت فراغاً داخلنا لن يسده أحد مهما كان». ولفت والد الشهيد إلى أن الأوطان تزهو بأبنائها، وتفتخر بهم في ميادين السلم والحرب، وإذا ترجلوا شهداء فتلك منزلة عظيمة نفخر بها، وهكذا نحن نفخر بخالد، وبمثله ممن أدى واجبه بكل عزة وإباء، في ملحمة يراد منها إعادة الحق لأصحابه في اليمن الشقيق. وأكد والد الشهيد الطيار خالد الشحي، أن الحقوق حين تنتزع بقوة من بين أيدي الغاصبين، لا بد أن تقع خسائر في الأرواح والممتلكات، وحربنا في اليمن حرب حق على باطل، حرب ضد القوم الظالمين المستبدين والخارجين على الشرعية، وحينما يشارك أولادنا تحت راية الوطن العظيم، فلا بد أن تحصد الأرواح، فهي حرب وليست نزهة، وكلنا مؤمنون بهذا المبدأ الراسخ؛ لذا كل أرواحنا نهديها طواعية للوطن، وهذا أبسط ما يمكن تقديمه لهم كرد للجميل، وانطلاقاً من وطنية حقيقية راسخة في العقول والنفوس. وقال حمود علي يديد الشحي عم الشهيد: «الوطن يحتاج إلى رجال حقيقيين للذود عنه في كل ميادين العمل والقتال، ونحن على استعداد تام للدفاع عن الوطن وقيادته بأرواحنا وأولادنا وبكل غالٍ ونفيس؛ لأن الوطن هو الكيان، وهو الهوية، وهو الروح، ومن دون نحن لا شيء في الوجود». وأضاف: «ابن أخي استشهد، وهذا مصدر فخر لنا، نحن أسرة الشهيد، إخوانه وأعمامه وأخواله، جميعنا يشعر بالحزن لفراقه؛ ولأن الفراق صعب، وفي الوقت ذاته نشعر بالفخر والسعادة أن جعل الله منا شهيداً ليشفع لسبعين من أهله لدخول الجنة. وسنواصل المسيرة، ونعاهد الوطن وحكامه على المضي قدوماً من أجل حسم معركة اليمن لنا وللسعودية الشقيقة، ولا بد بديل لدينا، إنه المطلب الوحيد لجميع الإماراتيين، إعادة الحق لأصحابه مهما كان الثمن». من جانبه، قال جديد علي الشحي عم الشهيد: «كلنا الشهيد خالد، كلنا الإمارات، كلنا على قلب رجل واحد، نصطف لندافع عن الحق المسلوب، نقف ضد الظلم بكل أشكاله وألوانه، نضحي بأرواحنا في ساحات القتال، خالد ورفاقه ممن استشهدوا، لسنا بأغلى منهم ولا أفضل، ولكن هم الآن أفضل منا دون جدال، فقد اختارهم الله إلى جواره شهداء أحياء يرزقون، فنعم المنزلة ونعم الجزاء والثواب من عند الله». ودعا جديد الشحي عم الشهيد جميع شباب الوطن إلى بذل الأنفس والأرواح في لحظة تاريخية قد لا تعود من أجل إثبات بسالة وصلابة الإماراتيين في ساحات القتال. الشهيد قضى الشهيد خالد الشحي أكثر من 10 سنوات ونيف في القوات المسلحة، ترسخت في ذهنه منذ صغره قيم الوطنية وحب الوطن وحب قادته، وتشرب من بيئته شديدة الخصوصية، معاني راقية في التضحيات من أجل الآخرين، وتلون وجدانه بلون الثرى وصخور الجبال المحيطة به، فاستمد من الجبال صلابتها وتحملها قسوة الحياة في الأودية السحيقة، وما إن التحق بالقوات المسلحة، وتحديداً في سلاح الجو، حتى تجلت في صدره وتمركزت المعاني العظيمة كافة التي أكسبته إياها بيئته الأولى، وحياة العسكرية التي تصقل الرجال وتعمق داخل حب الوطن قولاً وفعلاً. كان آخر لقاء جمعه بأسرته ليس بالبعيد، وأكد الجميع كم الحب والطيبة والحنان الذي يكنه قلبه تجاه أسرته ومجتمعه، وقد كان إيجابياً أكثر ما تكون الإيجابية، وكان ودوداً رحيماً مع أهله وأولاده وزوجته. وحينما يأتي وقت الوداع، يلملم حاجاته في حقيبته، ثم يطبع قبلاته على جبين أولاده الثلاثة زايد وموزة وسلامة، ثم يعاود طريقه من جديد، ويحاول قدر الإمكان نسيان الأهل، والتركيز في مهمته العسكرية كطيار في ساحات الوغى هناك في اليمن السعيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©