دبي ـ بسام عبدالسميع:
تعد تجربة طيران الامارات نموذجاً متميزاً لتوظيف المواطنين بعد تأهيلهم ببرامج علمية وتدريبية في الداخل والخارج، طبقاً لاحتياجات قطاع الطيران ورغبات وقدرات طالبي التوظيف·
وأوضح عبدالعزيز آل علي نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الامارات، ان العام القادم سيشهد زيادة في التوطين تصل 40 بالمئة من المناصب الإدارية العليا، واكثر من 22 بالمئة من مناصب الإدارة المتوسطة، وانه سيتم تعيين 550 مواطناً خلال العام الحالي، مما يعد أعلى نسبة يتم توطينها في أي مؤسسة خلال عام·
وأضاف ان الشركة استوعبت اكثر من 1200 إماراتي في الفترة الماضية وتم إلحاق ميزانية التدريب على الميزانية المركزية، ووضعت الشركة خطة لتوطين 300 مواطن كل عام·
وكشف ان المجموعة استطاعت تحقيق تقدم بارز في هذه الخطة، وان الاماراتيين يشكلون ثالث اكبر جنسية عاملة بعد الهنود والباكستانين·
وأضاف انه باستثناء الوظائف الدنيا والشحن والضيافة يزداد اقبال المواطنين على الإدارة والوظائف العليا كالطيارين والمهندسين، وان المجموعة بها 152 طياراً إماراتياً، ويتلقى 30 طياراً تدريباتهم حالياً في استراليا مع شركة بي اي إي سيستمز لتدريب الطيارين، كما ان هناك 58 طياراً في كلية التدريب التابعة لطيران الامارات بدبي·
كما تم إعداد مجموعة برامج تدريبية كجزء من مبادرات المجموعة لاجتذاب المواطنين وتشجيعهم على الاستمرار في العمل وتشمل برنامج تدريب الخريجين وبرنامج توظيف الطيارين المتدربين، وبرنامج التدريب الميكانيكي للطائرات، وتعمل لدى الشركة أول اماراتية متخصصة في ميكانيكا الطائرات، وبرنامج تدريب ضيافة الطيران ويعمل به 30 موظفا ثم برنامج تدريب المواطنين من حملة الثانوية العامة بتطوير لغتهم الانجليزية للعمل في الخدمات الارضية والمبيعات والشحن والحجوزات·
وأضاف ان مديري مكاتب الشركة بالشرق الاوسط وبنجلاديش وباكستان وبريطانيا من المواطنين·
برامج تأهيلية
وقد أشاد عدد ممن شملهم برنامج التوطين بطيران الامارات، وأكدوا على ضرورة توافر برنامج تأهيلي وتدريبي عام على مستوى الدولة لتأهيل المواطنين في مختلف قطاعات العمل حتى تصبح عملية التوطين نتيجة طبيعية لحاجات سوق العمل·
في البداية تقول حنان المرزوقي والحاصلة على بكالوريوس الحاسب الآلي، انها عقب تخرجها تشاورت في محيط اسرتها عن أفضل اماكن العمل وكان الاختيار لطيران الامارات وعقب تقديم أوراقها واجتياز الاختبارات التحقت بقسم الحاسب الآلي·
وأضافت ان الفتاة الاماراتية لديها طموحات كبيرة، إلا أن هناك بعض الوظائف بقطاع الطيران من الصعب العمل فيها نظراً للتقاليد والثقافة المجتمعية والعادات، مثل مهنة الضيافة على خطوط الطيران بشكل عام، لذا لا تقبل الاماراتية عليها·
اختبارات نفسية للترقيات
أما فاطمة محمد والتي عملت سابقاً اخصائية نفسية باحدى المدارس، فتشيرإلى أن حلم العمل بقطاع الطيران يراودها منذ صغرها وحينما علمت بإتاحة الفرصة للمواطنات في العمل بقطاع الطيران طالما لديها الرغبة والمؤهلات العامة، أجرت اتصالاً بالشركة واجتازت المقابلة وتم إلحاقها بقسم الاختبارات النفسية·
وأشارت إلى ان نظام التوظيف والعمل بالشركة من أفضل النظم العالمية، فالاختبارات النفسية تجرى للمتقدمين للعمل من أجل تحديد الوظيفة المناسبة طبقاً للرغبة والمهارات المتوفرة لدى المتقدم·
وأوضحت ان هناك أفراداً كثيرين لديهم مؤهلات علمية كبيرة لكن الاختبار النفسي يكشف عدم قدرتهم على العمل في مجالات معينة بالطيران، وبالتالي يتم اختيار وظيفة اخرى مناسبة للحالة النفسية والمؤهلات العلمية· مشيرة إلى أنه لا توجد شركة بمنطقة الشرق الاوسط تضع هذا النظام في تعيين موظفيها، بل أن عملية الترقيات تخضع للاختبارات النفسية لتحديد القدرة على صلاحية الشخص للموقع المراد ترقيته إليه·
استقبال المواطنين يومياً
من جهة اخرى، أكدت أمل عبدالله والتي تعمل بوحدة توظيف المواطنين بعد إلحاقها ببرنامج تدريب وتوظيف المواطنين، ان الشركة لديها برامج متنوعة لكل الوظائف في قطاع الطيران·
وأضافت أن استقبال المواطنين من أجل توظيفهم يتم بشكل يومي ولا ترفض الشركة أي شخص، ويتم تحديد عمله طبقاً لمؤهلاته العلمية ورغباته واجتيازه الاختبارات وإذا لم يكن مؤهلاً يلحق ببرنامج التأهيل·
وعن عقبات التوظيف بالشركة، قالت ان جزءا من المشكلة يكمن في المتقدمين للوظيفة فبعضهم يرفضون العمل بمكاتبنا الخارجية أو التدريب في استراليا في حين أن الشركة بحاجة إلى توظيفهم في المكاتب الخارجية·
عدد اليوم
