السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله بن زايد: الإمارات وروسيا الاتحادية ترتبطان بعلاقات تاريخية متميزة

عبدالله بن زايد: الإمارات وروسيا الاتحادية ترتبطان بعلاقات تاريخية متميزة
11 نوفمبر 2016 00:05
موسكو (وام) ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أمس الأول أعمال الاجتماع السادس للجنة المشتركة بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية في العاصمة موسكو، وتم خلالها بحث سبل توطيد علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الجانبين. حضر الاجتماع عمر سيف غباش سفير الدولة لدى روسيا الاتحادية ومحمد شرف الهاشمي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن هذا الاجتماع يؤكد الحرص والاهتمام في السعي نحو تحقيق طموحات وتطلعات قيادة وشعبي البلدين لبلوغ آفاق جديدة على مستوى التعاون بما يخدم المصالح والأهداف المشتركة. وأعرب سموه عن شكره وتقديره لدينس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة والحكومة الروسية على استضافة أعمال الاجتماع والذي يعتبر خطوة كبيرة لاستكمال مسيرة تطوير العلاقات الثنائية الاستراتيجية المتميزة بين البلدين الصديقين في المجالات كافة، من خلال تبادل وجهات النظر وبحث أوجه التعاون في مختلف القضايا التي تهم البلدين. وأوضح سموه أن انعقاد هذا الاجتماع يعد دليلاً على النجاح الذي حققته الاجتماعات السابقة للجنة المشتركة بين البلدين والتي تعتبر فرصة لتقديم الاقتراحات والحلول العملية للتغلب على العقبات التي تعيق تطوير هذه العلاقات. مشيراً إلى أنه تم إنجاز الكثير من الأهداف في العلاقات الثنائية بين البلدين، ومشيداً سموه بمخرجات اللجنة السابقة التي عقدت في دولة الإمارات خلال شهر نوفمبر من العام الماضي مما يؤكد إصرار الجانبين على التواصل بشكل أكبر لتحقيق المزيد من الأهداف التي تخدم البلدين. وأضاف سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «دولة الإمارات وروسيا الاتحادية ترتبطان بعلاقات تاريخية متميزة حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفييتي في عام 1971 وفي عام 1991 استكملتها روسيا الاتحادية، ونحن نحتفل اليوم بمرور 45 عاماً على هذه العلاقة التي اتسمت بطابع الصداقة والودية والاستقرار مبنية على روح التفاهم والاحترام المتبادل لذلك شهدت تطوراً هائلاً في مختلف المجالات توجت بتبادل زيارات رفيعة المستوى بين البلدين وتوقيع عدد كبير من الاتفاقات». وحث سموه على مضاعفة الجهود لتدارس ما تم تحقيقه من إنجازات في إطار العلاقات الثنائية، وذلك لوضع خطط مستقبلية تدفع نحو تحقيق الرغبة المشتركة للبلدين في تعزيز العلاقات والارتقاء بها وزيادة التنسيق والتوفيق في المواقف السياسية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادل الدعم في المحافل الدولية. وأشاد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بالزيارات عالية المستوى بين البلدين، مشيراً إلى أن هذا العام شهد عدداً من الزيارات رفيعة المستوى من كلا الجانبين، ومن أهمها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولقاؤه فخامة الرئيس فلاديمير بوتين خلال مارس 2016، إضافة إلى الزيارة التي قامت بها معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي إلى روسيا الاتحادية خلال يونيو من العام الجاري. وأوضح سموه أن دولة الإمارات شهدت عدداً من الزيارات من الجانب الروسي وأهمها زيارة دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة الروسي في أبريل الماضي، وزيارة سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي للدولة في فبراير من العام الجاري، داعياً سموه، في هذا السياق، إلى تبادل الزيارات على الصعد كافة لبحث سبل التعاون المشترك وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات. الدبلوماسية الاقتصادية وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أهمية الدبلوماسية الاقتصادية في رسم خريطة السياسة الخارجية في الدولة، مشيداً بدور اجتماع اللجنة المشتركة في مد جسور التواصل الاقتصادي بين البلدين وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات. وأضاف: على الرغم مما تشير إليه الإحصاءات الأولية من ارتفاع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بنحو 16.6%، فإن هذا الارتفاع لا يزال غير كافٍ لتعويض التراجع الملحوظ الذي شهده التبادل التجاري غير النفطي ما بين العامين 2014 و2015، حيث انخفض من 2.73 مليار دولار عام 2014 إلى 1.76 مليار دولار عام 2015، وبما لا يتناسب مع المستوى المتقدم للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. ولفت سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى أن هذه الإحصاءات تدعونا إلى إيجاد المزيد من الطرق والوسائل للتركيز على أهمية ودور القطاع الخاص في تطوير هذه العلاقات. وأكد سموه، أن دولة الإمارات لديها البنية التحتية الجاهزة القادرة على المنافسة العالمية باعتبارها مركزاً عالمياً للنقل الجوي والموانئ البحرية للتصدير ولإعادة التصدير، داعياً الجانب الروسي إلى الاستفادة من خبرة دولة الإمارات في هذا المجال وجميع رجال الأعمال والمؤسسات الموجودة من الجانبين في هذا الاجتماع لاستغلال هذه الفرصة للتعرف إلى الفرص المتاحة والإمكانات في كلا البلدين وبحث سبل التعاون المشترك التي ستساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية. وذكر سموه أنه وفقاً للإحصاءات هناك نحو 300 شركة روسية عاملة في دولة الإمارات، مرحباً بالاستثمارات الروسية في الدولة، ومشيداً بمذكرات التفاهم الاقتصادية والاستثمارية التي وقعت سابقاً والتي تؤكد مدى حرص وجدية الجانبين في التعاون، معرباً عن تطلعه إلى توقيع مزيد من مذكرات التفاهم التي تعكس حرص قيادة البلدين على تعزيز التعاون بمختلف القطاعات. ونوه سمو وزير الخارجية والتعاون الدولي إلى الوثائق القانونية التي سيتم توقيعها خلال أعمال الدورة السادسة للجنة المشتركة،مؤكداً ضرورة استمرار عمل اللجنة المشتركة ومتابعة تنفيذ توصياتها. وأثنى سموه على تعاطي الجانب الروسي بشكل إيجابي لحل مشكلة «شركة ليميتلس» التي يأمل الانتهاء منها في القريب العاجل وذلك ترجمة لمدى سعي الجانبين لتذليل العقبات أمام المستثمرين من البلدين. لافتاً إلى أن حل مسألة شركة «دراجون أويل» يمثل إضافة إيجابية إلى تشجيع الاستثمار بين البلدين. وأشاد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بالشراكة بين شركة «مبادلة» والصندوق السيادي الروسي، والتي نشأت عام 2013 وتهدف إلى التعاون الاستثماري بين الجانبين على المدى الطويل، مشيراً إلى أن الفريق المشترك قام بالعمل على مشاريع في مختلف القطاعات منها الصناعة والتعدين والبنية التحتية والاتصالات والطاقة واللوجستية وتبلغ قاعدة الاستثمارات التي تتولى مبادلة إداراتها 6 مليارات دولار. وقال سموه : إن عدد الرحلات الجوية الأسبوعية بين البلدين بلغت 55 رحلة تسيرها ناقلاتنا الوطنية ما يدل على اهتمام الدولة بزيادة التعاون، داعياً إلى ضرورة تعاون الجهات المختصة من الجانبين للوصول إلى الحرية الخامسة وزيادة عدد الرحلات الجوية التي تسهم في رفع حركة السياحة والتجارة بين البلدين. وأوضح سموه أن فرق العمل الموجودة حالياً في إطار اللجنة المشتركة الإماراتية - الروسية تعمل بجد لتفعيل العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ومنها فرق العمل المعنية بالتعاون الإقليمي والاستثماري وبالصناعة والابتكار وبالتعاون في مجال الألمنيوم إضافة إلى فريق العمل المعني بالتعاون بالأمور البنكية والمالية. التبادل التجاري وأشاد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بمخرجات الاجتماع الثاني لفريق العمل المعني بالتعاون الإقليمي والاستثماري برئاسة معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والكسندر تسيبولسكي نائب وزير التنمية الاقتصادية من الجانب الروسي والذي عقد خلال مارس الماضي في مدينة سانت بيطرسبرغ. وأعرب سموه عن شكره رؤساء وأعضاء اللجنة التحضيرية على ما بذلوه من جهد لإنجاح أعمال هذا الاجتماع، معرباً عن أمله للالتقاء مجدداً خلال اجتماع اللجنة المشتركة القادم في دولة الإمارات. من جانبه، أعرب دينس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة الروسي عن أمله في أن تسهم اجتماعات اللجنة المشتركة في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين قدماً. وقال: إن الإحصاءات في روسيا تشير إلى زيادة تصل إلى 16 في المئة في حجم التبادل التجاري بين روسيا ودولة الإمارات بقيمة تجاوزت 890 مليون دولار أميركي خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، الأمر الذي يعتبر جيداً إلا أنه لا يتناسب مع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين والفرص المتاحة للقطاعات الحكومية والخاصة. وأكد معالي مانتوروف على التعاون القائم مع دولة الإمارات في عدد من المجالات الحيوية، معرباً عن تطلعه إلى زيادة مجالات العمل الثنائي والتبادل التجاري ليشمل مجالات أخرى كالزراعة والتكنولوجيا الحديثة. وعلى صعيد متصل، بحث سمو الشيخ عـبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومانتوروف، خلال لقاء جمعهما، العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إلى جانب بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأشاد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اللقاء بالعلاقات التي تربط الشعبين الصديقين خاصة في المجالات التجارية والصناعية والاقتصادية والاستثمارية والطاقة. من جانبه، أكد الوزير الروسي حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع دولة الإمارات وتطلعها نحو دفع آليات التعاون المشترك بينهما في شتى المجالات انطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تربط البلدين والسمعة الطيبة التي تحظى بها دولة الإمارات على الصعيد الدولي ولما تلعبه من دور حيوي على الصعيد الاقتصادي والتجاري والسياحي في المنطقة. ووقع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ومعالي دينس مانتوروف على محضر الاجتماع السادس للجنة المشتركة الإماراتية - الروسية. كما شهد سموه ودينس مانتوروف، التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال إضفاء الصبغة القانونية على متحصلات جريمة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب بين وحدة مواجهة غسيل الأموال والحالات المشبوهة في دولة الإمارات والمصرف المركزي الروسي، واتفاقية التعاون الفني في مجالات التقييس والمترولوجيا وتقييم المطابقة بين هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس والوكالة الاتحادية للتنظيم والمقاييس الروسية. وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي قد نظمت بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة الروسية اجتماعات لأعضاء الوفد الإماراتي المشارك في اللجنة مع نظرائهم في القطاعات المختلفة. وشاركت وزارة الاقتصاد واتحاد غرف التجارة الإماراتية في اجتماعات مع وزارة الصناعة والتجارة الروسية.. وتم خلالها مناقشة فرص وإمكانات التعاون والاستثمار وتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي وتشجيع المشاركة في المعارض التجارية التي تقام في كلا البلدين. كما تم عقد اجتماع بين مصرف الإمارات المركزي والمصرف المركزي الروسي جرى خلاله توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال مكافحة الجرائم المرتبطة بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب. وفي مجال السياحة، عقد اجتماع بين وزارة الاقتصاد وممثلين عن القطاع السياحي بروسيا تم خلالها مناقشة وبحث فرص التعاون في المجال السياحي. كما بحث المجلس التنفيذي لحكومة الشارقة فرص التعاون مع الشركات السياحية الروسية لجذب السياح الروسيين إلى الإمارة. وبحثت وزارة التغير المناخي والبيئة في الدولة ووزارة الزراعة الروسية التعاون في مجالات الصحة النباتية والأمن الغذائي وتبادل المعلومات بشأن اللوائح والإجراءات والمعايير المطبقة على استيراد وتصدير المنتجات الزراعية والغذائية. وفي مجال الطاقة النووية، بحثت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في الإمارات فرص التعاون في مجالات البحث والتطوير والتدريب في قطاعات الطاقة النووية السلمية وتطوير البنية التحتية وتشغيل وصيانة المحطات النووية السلمية. كما عقد اجتماع بين هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس والوكالة الاتحادية للتنظيم والمقاييس الروسية.. وتم خلاله التوقيع على مشروع اتفاقية التعاون الفني في مجالات التقييس والمترولوجيا وتقييم المطابقة. وبحث ممثلو وزارة الطاقة وشركات «مبادلة» للتنمية والاستثمارات البترولية الدولية «آيبيك» وبترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» والظفرة العالمية للزيوت «ادلوف» ونفط الهلال في الدولة مع وزارة الطاقة الروسية فرص التعاون في مجالات الطاقة والنفط. كما شاركت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وشركة «تو فور فيفتي فور» ومؤسسة الإمارات للفضاء وشركة العربية للطيران ومجلس أبوظبي للتعليم في اجتماعات مختلفة لمناقشة وبحث فرص التعاون في مجالات الثقافة والفضاء والنقل الجوي والتعليم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©