خورشيد حرفوش:
أكدت السيدة برناديت شيراك عقيلة الرئيس الفرنسي جاك شيراك، أن الانجاز المرموق لمدرسة الليسيه جورج بومبيدو في دبي، يندرج تحت راية الصداقة والمشاركة التي تكنها فرنسا لدولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة إمارة دبي حيث يتواجد أكثر من 4400 فرنسي يقيمون فيها، وما لمسته من تطور مدهش ينسج مع أهلها روابط مبنية على المحبة، أما المشاركة فهي للقيم التي تحملها اللغة والمنظومة التربوية الفرنسية ضمن احترام الهوية والحوار بين الثقافات، ومن خلال هذه المؤسسة التي سيستمد منها الشباب الفرنسيون والناطقون بالفرنسية على حد سواء العلم والمعرفة، واننا نعبر عن نظرة واحدة للعالم، ورؤية واحدة للمستقبل متجاوزين المسافات·
وأعربت السيدة شيراك عن عظيم امتنانها لدولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وقالت: 'إنه كان أول من آمن باقامة هذا المشروع المشترك، ولقد أمدنا بالامكانات من خلال اهدائه للأرض التي أقيمة عليها المؤسسة· وقالت أيضاً: 'كيف لنا أن نعرب عن شكرنا الجزيل لكافة الذين سعوا من أجل إنشاء مؤسسة مدرسية جديدة بمستوى روابط الصداقة القائمة بين فرنسا ودولة الإمارات وإمارة دبي، مؤسسة تلبي الطلب المتزايد باستمرار على الدراسة الفرنسية في مجتمع يشهد نموا كل عام، بل إنها مؤسسة تسهم في اشراق فرنسا والفرانكفونية في منطقة الخليج، هذه المنطقة الواعدة والمتطلعة إلى المستقبل، والأساسية جداً لاستقرار عالمنا·
جاء ذلك في الكلمة الاحتفالية التي ألقتها السيدة برناديت شيراك بمناسبة قيامها بافتتاح مدرسة الليسيه جورج بومبيدو في دبي صباح أمس، ترافقها سمو الأميرة هيا بنت الحسين قرينة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والسيدة نازك الحريري عقيلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري والسفير الفرنسي لدى الدولة والقنصل الفرنسي في إمارة دبي وبحضور جمع كبير من رجال الصحافة والإعلام وأولياء أمور الطلاب· وقالت السيدة شيراك: 'إن هذا الليسيه هو تجسيد لروح المبادرة والاقدام التي ارتبط بها اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد· كما أنه يشهد على عزم فرنسا على مواكبة اتحاد الإمارات ودبي في خيارهما المتمثل بالتطوير الاقتصادي القائم على العلم والمعرفة·
وبهذا الصدد، لعل الدليل على ذلك هو إنشاء، إلى جانب الليسيه الفرنسي، مؤسستين إماراتيتين للتعليم العالي، ستلحقها قريباً جامعات ومدارس أخرى، إماراتية وأجنبية، لاقامة هذه 'المدينة الأكاديمية' التي تمثل المكان المتميز لاختلاط الحضارات وللمبادلات المثمرة·
وأضافت: 'إن هذا الليسيه، الذي يحمل اسم الرئيس جورج بومبيدو، رجل كان يتمتع بثقافة واسعة ويثمن عالياً أهمية اللغة والتربية، سوف يمثل صرحاً متميزاً يساهم في اشراق الفرانكوفونية والنموذج التربوي الفرنسي·
ولعلّ طلابها في المرحلة الثانوية البالغ عددهم 650 طالباً هم خير دلالة على الطابع الشمولي لعالمنا·
فبانتمائهم الى ثلاثين جنسية مختلفة، سوف يعيشون تجربة الاختلاف التي ربما لم يواجهها جميعهم قبل ذلك· كما سيكتشفون أن كل ثقافة تحمل القيم الكونية ذاتها، حتى لو طبعها كل شعب من شعوب العالم بطابعه الخاص·
عدد اليوم
