الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نعمة الوطن ووطن النعم

11 يونيو 2015 22:04
تمر السنوات سريعا بكل ما تحمل من أفراح وأتراح، نتعلم منها دروس الحب والعطاء، ولا نستطيع أن نستوعب فيها دروس الكراهية والإساءة، نعيش حياتنا بين أهلينا ونحن في نعمة كبيرة ربما لا نستشعرها بقوة، فكم هو رائع أن تستيقظ صباحاً، وترى وجه أمك وأبيك وإخوتك وهم مجتمعون حول مائدة الطعام في بيت كبير، يأكلون، ويتحدثون، ويتضاحكون، ويرسمون آمالًا لك ولمستقبلك البهي، هل تأملت لحظة ما تحمله هذه الصورة من جمال وروعة؟ وما تترجمه من مشاعر الحب والأمان الذي يفقده كثير من الناس في أصقاع الدنيا. نعيش هذه الأيام، ونرى من حولنا من يتجرع ويلات الحروب التي دمرت عقول الملايين وقلوبهم، تتزاحم القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لنقل وقائع القصص الأليمة، واللحظات المريرة التي تحكي مآسي القتل، وفواجع التنكيل والتهجير والضياع في ساحات الحرب المظلمة، نشاهد الظلم والعدوان، ونتابع أنباء القهر والدمار، ولسان حالنا يقول: الحمد لله على السلام والأمان وعزة الأوطان. هذا الوطن العظيم الذي جعل بناء الإنسان غايته الأولى وأولويته الأسمى، وحرص على توفير سبل الحياة الكريمة التي تضمن العيش الرغيد، والحياة الهانئة، فلا يعرف قيمة الوطن إلا من ضيع وطناً. فكيف لنا أن نرد جميلك يا وطني؟ حبك يا وطني ليس نشيداً كل صباح نردِّدُهُ، أو شعاراً على صدورنا نُعلِّقُهُ، بذل وعطاء، إخلاص ووفاء؛ لأننا مهما قدمنا من تضحيات عظيمة لهذا الوطن فلن نفيه، ونرد جميله، نحن مطالبون اليوم كباراً وصغاراً وفي جميع الميادين بأن نعيد التفكير في حقيقة رد الجميل للوطن. فالمثابرة على الدراسة، والحرص على العلم والتَّعلم ردٌّ للجميل. والإخلاص في العمل والتفاني فيه، واستشعار المسؤولية الوطنية رد للجميل. والمحافظة على ثروات الوطن وموارده، وعدم الإسراف فيها رد للجميل. وتربية الأبناء وتنشئتهم على قيم الولاء والانتماء، وبناء الأسرة الصالحة المساهمة في بناء المجتمع هو رد للجميل. وعندما تتنوع صور التآخي والتسامح مع الآخرين، وتتعدد مظاهر التعاون والتكافل هو رد للجميل. قد تطول قائمة الأفعال التي ترسم طريق رد الجميل للوطن، ولكن الأهم منها هو الإيمان بأهميتها، وإدراك سبل تنفيذها بوعي واقتدار، والمضي فيها بعزيمة وإصرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©