دعا عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمس الشعب إلى الوقوف كـ”رجل واحد” في مواجهة الإرهاب، وذلك بعد يوم من الإعلان عن تفكيك شبكة سرية إرهابية تضم 24 شخصاً بينهم 8 قياديين بتهمة السعي للإطاحة بالحكومة واستهداف أمن واستقرار المملكة.
وشدد عاهل البحرين في كلمة وجهها إلى الشعب مساء أمس بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان على التشبث بمبادئ الأخوة والوحدة والتضامن والتآزر والتعاون والتراحم، والسلم الاجتماعي والأمن الجماعي والابتعاد عن الفتن ما ظهر منها وما بطن، وترك ما يؤدي إلى الفتنة من الشقاق والتنازع والاختلاف. وقال “إن الأحداث الأليمة التي شهدتها مملكتنا الآمنة المطمئنة في الفترة الأخيرة هي نوع من الخروج عن الجماعة والفتنة والعدوان والإرهاب وهي أمور محرمة شرعا وغريبة عن شعب البحرين”.
وأضاف “إن الذين حرضوا لم يقرأوا عواقب ما يؤدي إليه التحريض من تلك الأحداث، ولم يضعوا في حسبانهم أنهم من حيث لا يشعرون أساءوا لأنفسهم بدلا من أن يحسنوا إلى وطنهم وآبائهم وأمهاتهم بالعمل والرزق الحلال”. وقال “كنا نراقب هذه الأعمال ونتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد مرتكبيها، ولم تخل مراقبتنا من عفو على أمل أن يعودوا إلى رشدهم ويتجهوا لصالح الأعمال كغالبية هذا الشعب الكريم، لكنهم اعتبروا أن العفو عما عملوا من مخالفات وتجاوزات دليل على أنهم فوق القانون، فواصلوا حتى التدريب على كل أنواع التخريب، وما يحزننا أنهم مخطئون واجتنبوا طريق الصواب”.
ودعا عاهل البحرين إلى أن يقف جميع طوائف الشعب كرجل واحد في وجه الإرهاب والعنف بجميع أشكاله والتشبث بتعاليم الدين الإسلامي. وقال “إننا في الوقت نفسه سوف نواصل مسيرة البناء والنماء، ومخططات الإصلاح، ودعم أسس دولة الحق والقانون والديمقراطية، وحقوق الإنسان والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي”.
وأضاف “لذلك صح عزمنا على توجيه السلطة الحكومية المسؤولة عن الشؤون الدينية إلى إيلاء مزيد من العناية لمنابرنا الدينية، والحرص على أن لا يعتليها إلا من تتوافر فيه الكفاءة العلمية اللازمة والمواطنة الصالحة، والخلق الحسن، ولزوم الجماعة، والتشبع بالوسطية والاعتدال ونبذ العنف”. مؤكدا أن الجهات المعنية في المملكة كانت وما زالت متيقظة ومنتبهة إلى كل ما يهدد أمن واطمئنان البحرين وشعبها، وتسهر على ضمان الاستقرار والازدهار.
ودعا عاهل البحرين رجال الفكر والعلم والثقافة والفنون والآداب، ومنظمات المجتمع المدني إلى أن يتناولوا قضايا المجتمع ذات الأبعاد الدينية، بما يفتح للشباب آفاق الفهم السليم، ويقرب الشقة بين المذاهب الإسلامية، ويمد الجسور بين الحضارة الإسلامية، والحضارات الأخرى في بوتقة الحضارة الإنسانية الجامعة. وقال “إن على رجال الفكر والثقافة أن يعملوا على التنظيم لمنظومة تربوية جديدة قائمة على تفاعل المذاهب، وتعاونها وتقاربها، وعلى مبادئ السلم والمحبة والاعتراف بالآخر”، مؤكدا أن من شأن هذه المعالجة الشمولية للموضوع أن تحقق نتائج محمودة إذا شارك فيها الجميع بإخلاص، وحسن نية.
وأضاف أن المملكة استطاعت أن تبني صروحا شامخة من الإنجازات في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي مجال حقوق الإنسان وبناء دولة الحق والقانون، وأن هذه المكاسب التي تحققت بفضل تعاون وتضامن الجميع ستستفيد منها الأجيال القادمة من أبناء البحرين جميعاً دون تمييز من حيث الانتماءات الأسرية أو القبلية أو الدينية.
الى ذلك أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، اتصالا هاتفيا بوزير خارجية مملكة البحرين الشـــيخ خالد بن أحمد آل خليفة، قدم خلاله تهانيه للمملكة ملكا وحكومة وشعبا على النجاح الكبير الذي حققته الأجهزة الأمــنية البحرينية المعنية بكشف المجمـوعة الإرهـــابية التي كانت تخـــطط لضــرب الأمن والاستقـــرار في المملكــة.
وأعرب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي خلال الاتصال عن «تضامن دولة الكويت ووقوفها الكامل مع الشقيقة البحرين في مسعاها الخير لتعزيز الأمن والأمان والاستقرار في ربوعها، مؤكدا في هذا السياق أن ما يضر البحرين يضر الكويت وأن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحمة واحدة تتكاتف وتتعاون معا من أجل أمان وخير ونماء شعوبها».
من جانبه، أكد وزير خارجية مملكة البحرين على أن «هذه البادرة غير مستغربة على الكويت وأن البلدين وشعبيهما الكريمين كانا على الدوام محل تعاضد وتعاون، مدللا على ذلك بما يجمع الأسرتين الحاكمتين الكريمتين من علاقات تاريخية وثيقة».
عدد اليوم
