الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشباب يعيدون ترتيب أوراقهم في «رمضان»

الشباب يعيدون ترتيب أوراقهم في «رمضان»
11 يونيو 2015 22:00
أحمد السعداوي (أبوظبي) يأتي شهر رمضان حاملاً معه بشائر الخير والبركات، التي تؤثر في كل أمور حياتنا، ويتأهب الشباب لاستقبال هذا الضيف الكريم، عبر إعادة ترتيب أولوياتهم، بما يوفر لهم الاستفادة القصوى من أجوائه، وتحصيل عظيم الأجر والثواب، من خلال تغيير نمط حياتهم اليومية، الذي يأخذ سمات خاصة وتحتل فيه الشعائر الدينية وممارسة الرياضة مكانة خاصة، كما يتخذها البعض فرصة للابتعاد عن التدخين وغيرها من السلوكات الضارة بالروح والجسد، التي يمارسها البعض في غير أيام شهر رمضان. فرصة التغيير يقول سلطان العلي، مسؤول العلاقات العامة بشركة القدرة، إن «شهر رمضان فرصة لتغيير كثير من العادات السلوكية السلبية كالتدخين، الذي أقلل منه بشكل كبير أثناء رمضان، ما ينعكس إيجاباً على صحتي، ويدفعني لممارسة الرياضة مثل المشي وأحياناً لعب كرة القدم، كما لا أشاهد أي أفلام في السينما أو التليفزيون، وأتابع فقط بعض البرامج الكوميدية أو الاجتماعية الهادفة، كون شهر رمضان للعبادة وذكر الله، وليس للتسلية». ويتابع «أهم طقوسي الرمضانية، الإقبال على قراءة القرآن الكريم، والحفاظ على قضاء الصلوات الخمس في وقتها جماعة في المسجد، وهو ما قد أّكسل عنه في أوقات أخرى من السنة، ولا أخرج كثيراً بعيد عن المنزل والجلوس إلى أبنائي، حيث يعتبر شهر رمضان فرصة للبقاء معهم وقت أكثر وأيضاً التزاور مع الأهل وهو ما قد تشغلني عنه ظروف العمل باقي أوقات العام». وفيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، يوضح «تقل الأوقات التي اقضيها في استعمال وسائل التواصل، ويقل اهتمامي بالتصوير ومشاركة أصدقائي مواقف حياتي اليومية عبر مواقع التواصل، وتنحصر الأوقات القليلة التي أجلس فيها إلى تلك المواقع على إرسال الأدعية والمواعظ الدينية والتشجيع على الصلاة في وقتها في المسجد وحضور المحاضرات الدينية». استعداد مبكر صديقه خلفان سالم المنصوري، يشرح أن استقباله شهر رمضان يكون يبدأ بالاستعداد مبكراً من خلال مشاعر الفرح والسعادة التي يعيشها هو وكل أهل الإمارات في ليلة النصف من شعبان وممارسة طقوس «حق الليلة»، التي تعتبر إيذاناً بقرب قدوم الشهر الفضيل، ويتابع «أعمل على تصفية أي خلافات أو توترات بسيطة في محيط الأصدقاء أو العمل، حتى أعيش الأجواء الإيمانية لهذا الشهر وأنا في حالة صفاء ذهني وروحي عالية، تكون عوناً لي في تسيير كافة أمور حياتي باقي العام». ويضيف «أما الخروج مع الأصدقاء فيقل، حيث ألتقي مع بعضهم للعب كرة القدم في أوقات المساء، بعد الانتهاء من قضاء صلاة التراويح وغيرها من الصلوات، مع الابتعاد عن كثير من الأشياء التي قد تبطل الصيام أو تقلل من حسناتي، والانشغال قدر الإمكان بقراءة القرآن الذي أخصص له ساعة يومياً قبل موعد أذان المغرب، وهي أكثر الأوقات التي أشعر فيها بالهدوء النفسي، وفيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة المواقع الإخبارية التي أهتم بها طوال العام، ينحسر هذا الاهتمام ليصبح أقل من ساعة يومياً بعدما كان عدد ساعات انشغالي بوسائل التواصل يصل إلى ما بين ثلاث إلى أربع ساعات يوميا، وهو وقت كبير يمكن الإفادة منه بشكل أفضل في زيادة حصيلتي من القرآن الكريم، سواء بالقراءة أو الحفظ». ترتيب الأولويات مريم المحيربي الطالبة بجامعة زايد، تورد أنها تعيد ترتيب أولويات حياتها مع اقتراب شهر رمضان كل سنة، حيث يزداد اهتمامها الأمور المنزلية ومساعدة الأم في تجهيز مؤونة البيت وتفصيل ملابس ملائمة بهذا الشهر المبارك وغالباً ما تكون الملابس الإماراتية التقليدية، التي يعتبر شهر رمضان أفضل فرصة لارتدائها واسترجاع شيء من نمط حياة جداتنا خاصة فيما يتعلق بالتزاور العائلي، وتبادل بعض أطباق الأطعمة مع الجيران، وهي من الطقوس الجميلة التي تشعرنا بعظمة هذا الشهر في تحقيق التواصل بين الجميع الذي نفتقده طوال العام تقريباً. وتشير إلى أنها تتخلى أثناء شهر رمضان عن كثير من العادات التي تؤدي لتضيع الوقت، وتستبدلها بسماع وقراءة القرآن وحضور المحاضرات الدينية والغاية منه كسب الأجر، واغتنام فرصة الشهر الفضيل في التهذيب السلوكي وزيادة الوعي الديني أما عن علاقتها بصديقاتها، فتزداد قوة، وتقول: «نشجع بعضنا على القيام بالأعمال التطوعية والمنافسة على ختم القرآن وتكثر جمعاتنا في هذا الشهر المبارك، حيث تكون الأولوية في شهر رمضان للصلاة والعبادة وما تبقى من الوقت للدراسة والأهل والأصدقاء، وهذا لا يمنعني من زيادة مشاركاتي في برامج التواصل الاجتماعي في رمضان لأطلع الناس على أنشطتي الرمضانية والاستفادة من مشاركات الآخرين المتعلقة بشهر رمضان». طقوس محببة زميلتها حصة القبيسي، الطالبة في ذات الجامعة، توضح أن الاستعداد لرمضان يبدأ من خلال شراء الملابس وغيرها من مستلزمات الشهر الفضيل، وتتخلى عن بعض الأمور واستبدالها بممارسة كل ما هو مفيد، مثل الاستغناء عن سماع الأغاني والإكثار من الاستماع إلى القرآن الكريم وقراءة آياته بهدوء وتدبر. ومن طقوس المحببة إليها في هذا الشهر، المشاركة مع الأهل في تجهيز الفطور وعمل بعض أصناف الحلوى لتناولها بعد الإفطار، والحرص على تخصيص وقت لتأدية صلاة قيام الليل. وبالنسبة للعلاقة بأصدقائها، تقول «تقوى أكثر أثناء رمضان، ومن أمتع الأوقات التجمع والإفطار سوياً في مثل هذا الشهر المبارك واحتساب الأجر من نواحي عدة منها صلاة التراويح». وحول ترتيب الأولويات في شهر رمضان الكريم، تذكر أن «كل شيء في الحياة له حقه والحمد لله الوقت مرتب بين العائلة والأصدقاء والعبادة والدراسة، مبينة أنه من الصعب الانقطاع عن شيء أصبح من الروتين ولكن فقط التقليل منه إذا كان غير مفيد بالنسبة للشخص، ويعتبره باباً للتنفيس عن ضغوط الدراسة وأعبائها، مثل التردد على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يقل الدخول إليها في رمضان سوى لمتابعة بعض الأخبار أو تبادل الأحاديث والأذكار والأوردة المشجعة على زيادة الالتزام الديني في رمضان، والسير على نهج السنة النبوية الشريفة». تلاوة القرآن والصلاة في المسجد سلوكات إيجابية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©