تعارك نائبان بارزان منتميان إلى كتلتي رئيس الوزراء نوري المالكي منافسه الأبرز اياد علاوي البرلمانيتين داخل مبنى مجلس النواب العراقي أمس، فيما يتصاعد الخلاف السياسي بين الطرفين. وبعد ذلك، انسحبت “القائمة العراقية” بزعامة علاوي من جلسة المجلس احتجاجا على الانتهاكات المتمثلة في اشتباك أنصار المالكي مع ناشطيها في “ساحة التحرير” وسط بغداد يوم الجمعة الماضي، وإبقاء الوزارات الأمنية في الحكومة العراقية شاغرة حتى الآن، واعتداء القيادي في “حزب الدعوة الإسلامية” بزعامة المالكي النائب كمال الساعدي على المتحدث باسم كتلتها البرلمانية النائب حيدر الملا.
وقد تبادل الساعدي والملا الشتائم أثناء التقائهما في باحة مبنى مجلس النواب صباحاً ثم اشتبكا بالأيدي حين رفع الأول عصا كان يحملها على الثاني وتوعده، قبل أن يتدخل نواب آخرون استطاعوا فض الاشتباك. وقال مصدر برلماني عراقي لوكالة “فرانس برس” إن مشادة كلامية بينهما في صالة الاستراحة بمبنى مجلس النواب تطورت إلى “مواجهة جسدية مباشرة”.
وأضاف أن الساعدي اتهم الملا بدعم الإرهاب، ثم ضربه بعكاز كان يستخدمها، وحين حاول الملا الرد عليه تدخل نواب آخرون وفصلوا بينهما. وأوضح أن العراك كان بسبب نعت الملا للساعدي بأنه “كذاب”، خلال مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول.
وقال الساعدي للوكالة ذاتها “إن الملا أساء لي في الإعلام واتهمني بالكذاب وطلبت منه الاعتذار ولم يعتذر”. لكنه نفى قيامه بضرب الملا، موضحاً “أن العصا التي أحملها معي هي للاتكاء عليها”.
وقالت المتحدثة باسم “القائمة العراقية” ميسون الدملوجي الوكالة ذاتها “إن القائمة انسحبت من جلسة البرلمان، احتجاجاً على كل الانتهاكات، وتقف أسرة متماسكة ورجلاً واحداً مع إياد علاوي وتعتبر استهدافه استهدافا لها وللمشروع الوطني”.
في المقابل، أعلنت عضو مجلس النواب سميرة الموسوي المنتمية إلى “ائتلاف دولة القانون” بزعامة المالكي أن “حزب الدعوة الإسلامية” رفع دعوى قضائية ضد علاوي شخصياً، وليس ضد قائمته، بتهمة التهجم على قيادات الحزب و”الكذب”. وأكد قيادي الحزب النائب عباس البياتي أيضاً رفع دعوى ضد علاوي بتهمة “القدح والذم”.
وتعليقاً على ذلك، قال المحلل السياسي العراقي إحسان الشمري للوكالة ذاتها “إن التصعيد بين الجانبين كبير وقد بلغ مرحلة تأزم قد تدفع البلاد (العراق) نحو مرحلة الأزمة المطولة من جديد”. ورأى أن الخلاف الحالي قد يدفع المالكي نحو تشكيل حكومة تقوم على الأغلبية البرلمانية وليست الشراكة السياسية.
وأجمعت الصحف العراقية في افتتاحياتها أمس على خطورة خلاف المالكي وعلاوي. وتحت عنوان “سجالات واتهامات تخيم على المشهد السياسي”، قالت صحيفة “العدالة” التابعة لحزب “المجلس الأعلى الإسلامي العراقي” بزعامة عمار الحكيم “إن هذا الخلاف هو الأقوى منذ شهور بين أكبر كتلتين في الحكومة”. وأضافت أنه يأتي فيما كان من المقرر أن تجد أبرز القضايا الخلافية بين الطرفين طريقها نحو الحل.
وقالت صحيفة “الدستور” المستقلة “إن خلافات علاوي والمالكي بلغت ذروتها وسط تحذيرات من تفجير أزمة في البلاد”. وحذرت صحيفة “الصباح الجديد” المستقلة من “تطورات التصعيد الخطير”، قائلة “إن ردود الفعل في الأوساط الشعبية أجمعت على خطورة النتائج التي قد تنتج عن هذا التصعيد في وقت لا يزال فيه الوضع الأمني في البلاد هشاً وقابلاً للتدهور”. وتحت عنوان “خطاب علاوي يذكرنا بخطابات صدام”، نقلت صحيفة “البيان” التابعة لحزب المالكي عن نواب قولهم “إن علاوي هو الانقلابي رقم واحد”.
عدد اليوم
