وجه رئيس جنوب السودان سيلفا كير أمس دعوة إلى السلام بين بلاده والسودان، مؤكدا أنه سيلجأ إلى وسطاء الاتحاد الأفريقي لحل الخلافات. وقال كير للصحفيين “على شعب جنوب السودان أن يبقى هادئا وصبورا فيما نعمل مع الاتحاد الأفريقي على تجاوز هذا المأزق مع السودان”، مع تنديده بـ”الموقف العدائي” للخرطوم. وأضاف أن “الرئيس (السوداني عمر) البشير أعلن الجهاد ويستعد للحرب، أكرر التزامي أمامكم وأمام العالم أجمع أنني لن أجر شعب جنوب السودان مجددا إلى الحرب”.
من جانب آخر، صرح مسؤول عسكري في جنوب السودان بأن تهديد السودان بوقف صادرات النفط من جنوب السودان، على خلفية دعمه المزعوم للمتمردين في السودان، لن يشعل شرارة العودة إلى العداء المسلح، طالما احترم السودان اتفاق الأمن الذي أبرم في وقت سابق من العام الجاري. وقال المتحدث باسم الجيش في جنوب السودان، العقيد فيليب أجوير، أمس، إن أي انتهاك للاتفاق الذي أبرم بوساطة الاتحاد الأفريقي في مارس «قد يرقى إلى إعلان حرب». وأضاف أجوير، أن السودان لم يبدأ بعد في تنفيذ قرار الرئيس عمر البشير بإغلاق خطوط الأنابيب التي تنقل صادرات النفط من جنوب السودان.
من جانب آخر، قال وزير الإعلام في دولة جنوب السودان بارنابا ماريال بنيامين أمس إن قوات سودانية توغلت في أراضي بلاده، ما يعد خرقاً للاتفاقيات الموقعة بين الدولتين. وقال الوزير الجنوبي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «توغلت قوات مسلحة من السودان لمسافة عشرة كيلومترات داخل أراضينا». وأوضح أن قوات شمالية دخلت إلى منطقة كانت قوات جنوبية انسحبت منها في الآونة الأخيرة لتشكيل منطقة منزوعة السلاح بين الجانبين لتدعيم الاتفاقيات الأمنية الهشّة. وقال بنيامين: «الخرطوم لا تحترم اتفاقياتها»، متهما السودان بـ «نكص» العهود، وقال: «إنهم دائماً ينتهكون الاتفاقيات، خاصة عندما تكون مع جنوب السودان».
من ناحيته، قال وزير النفط في جنوب السودان أمس إن بلاده تواصل ضخ الخام إلى السودان بالرغم من تهديد الخرطوم بوقف تدفق النفط عبر الحدود. وأبلغ الوزير ستيفن ديو داو الصحفيين أن دولة جنوب السودان - التي ليس لها منفذ على البحر وتحتاج لاستخدام منشآت التصدير السودانية - ضخت نحو 7 ملايين برميل من النفط إلى جارتها منذ استئناف الإنتاج في أبريل الماضي. وقال «هذا يتزايد كل يوم. هذا ليس الرقم النهائي لأن الإنتاج مازال جاريا. لم نتلق أي اتصال رسمي ونواصل الإنتاج».
عدد اليوم
