الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«التواصل الاجتماعي».. مصيدة للنيل من العلماء

«التواصل الاجتماعي».. مصيدة للنيل من العلماء
29 سبتمبر 2017 14:45
حسام محمد (القاهرة) المسلم مطالب بالتزام الأدب وهو يتحدث إلى العلماء أو عنهم، ولكن للأسف تزايدت في الفترة الأخيرة حدة الهجوم على علماء الدين خاصة، واستخدمت مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي لشن هجوم شرس ضدهم، وأصبح التعامل مع العلماء بالحدة وتصيد الأخطاء والهفوات والعثرات للنيل منهم بشكل لم يشهده العالم الإسلامي، رغم أن السلف كانوا يحترمونهم لما شرفهم الله به من حفظ للعلم وما خصهم به من الفضل. تطاول مرفوض الدكتور حامد أبو طالب أستاذ الشريعة وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر قال: عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سَهَّل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لَتضعُ أجنحتَها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم لَيستغفرُ له مَن في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتانُ في الماء، وفضلُ العالم على العابد كفضلِ القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثةُ الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورَّثوا العلم، فمن أخذه، أخذ بحظٍّ وافر»، وهو ما يعني أن قيمة العالم تشبه إلى حد كبير مقام الأنبياء، ولهذا وجب الاحترام والتوقير لكل العلماء، وحرص السلف الصالح على توقيرهم وتقديم أصحاب العلم بوصفهم أهل الفضل. وأشار إلى قول السيدة عائشة رضي الله عنها: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم»، فللعلم فضل عظيم على الناس، ومن دونه سيتوه الناس ويرتكبون الآثام والذنوب ويعم الجهل، ومن هنا جاءت أهمية العلماء، ومن هنا أيضاً تأتي خطورة تصيد الأخطاء أو التطاول على أهل العلم لأن هذا الأمر يجعل العالم الحق يتوارى خشية النيل من مقامه وقيمته، وبهذا يختفي العلم ويواجه الناس الجهل. ويضيف د. أبو طالب: فضل الله سبحانه وتعالى آدم بأن علمه وجعله أعلم من كل الخلق، ولهذا فإن التطاول على العلماء أو تصيد أخطائهم مرفوض وتنبذه الشريعة الإسلامية. وقال ابن عساكر في كتابه الشهير: «تبيين كذب المفترى» قولته الشهيرة «لحوم العلماء مسمومة»، بمعنى أن الكلام في أهل العلم جرح في العلماء وجرح فيما يحملونه من الشريعة، لأن الناس لن يثقوا بهم إذا كثر القول والخوض فيهم، ولهذا يجب عند كثرة الكلام وخوض الناس في أمر من الأمور أن يحرص الإنسان على كف لسانه عن العلماء حفاظاً على لُحمة الأمة من ناحية وحفاظاً على هيبة العلم من ناحية أخرى. وقار وإجلال الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أوضح أن قيمة العلم والعلماء عظيمة بلا شك ولكن للأسف فإن عوام الناس اليوم أصبحوا يتصيدون لهم عثراتهم وذلاتهم وينتقدونهم بشكل فج دون أن يعي كل منتقد أنه بذلك يخالف أحكام الدين الحنيف، لأن انتقاد العلماء لا يعني أبداً التطاول عليهم، ومراجعتهم في الخطأ لها أصول وقواعد يجب أن تُحترم، ولا بد أن يعلم كل مسلم قيمة العلم والعلماء، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: أيهما أكثر أخذاً للقرآن، فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، ولقد حث الإسلام على توقير العلماء وإجلالهم، ففي سنن أبي داود عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه. وقال: إن أكثر ما يؤكد أهمية العلماء هو الحديث الشريف الذي يوضح ماذا يحدث عندما يموت العالم، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِماً اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوساً جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»، ولهذا فإن التطاول سيجعل العلماء يتوارون خوفاً من التهجم عليهم، وهو ما يعني ذهاب علمهم ووقوع الناس في الجهل والضلال، لهذا فعلى كل مسلم احترام أهل العلم وعلى الدولة التشجيع على طلب العلم والحث عليه والتأكيد على أهمية أن يكون تعلم العلم ونشره لوجه الله ولنشر الخير وهداية الناس إلى طريق الرشاد.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©