السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القروض·· هموم تهدد الاستقرار الاسري

25 ابريل 2006

الشارقة - تحرير الأمير:
جدد معنيون ومهتمون في الشأن الأسري رغبتهم في الحد والتقليل من ظاهرة القروض لما لها من تأثير كبير على تماسك العائلة وبنائها مؤكدين في الوقت نفسه وجود أزمة وفوضى مالية تنتهي بمقدرات وثروات الفرد إلى الهاوية
وأوضحوا أن النمو المستمر في حجم القروض الشخصية يعكس التوسع الكبير الذي يشهده قطاع البنوك بعد أن بات يحتل صدارة الاهتمام في القروض الممنوحة للأفراد مقرين أن الديون تؤرق عددا كبيرا من الأسر الأمارتية والوافدة على حد سواء
ودعا هؤلاء لمواجهة هذه الظاهرة من خلال وجود سياسات ائتمانية من قبل الدولة وفرض رقابة من المصرف المركزي عليها ، وكذلك توطين القيادات الإدارية العليا في المصارف الوطنية ، مع ضرورة عدم التوسع في منح القروض الشخصية فضلا عن توعية أفراد المجتمع بالعواقب الوخيمة والانعكاسات السلبية للقروض الشخصية بمشاركة المؤسسات الاعلامية والاجتماعية والإصلاحية
' الاتحاد ' استقت آراء مجموعة من المشاركين في فعاليات الملتقى الأسري السادس الذي نظمته إدارة مراكز التنمية الأسرية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة تحت شعار أسرة بلا ديون أسرة بلا قيود، خلال الأيام القليلة الماضية في قصر الثقافة بالشارقة·
اسأل عن الدافع
ترى د·فاطمة الشامسي وكيلة كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الإمارات العربية المتحدة أن القروض ليست حدثاً طارئاً على حياة الأسرة في الإمارات،وهي لا ترتبط بالحياة العصرية بعد فورة النفط، فجذورها تمتد، وكذلك همومها، إلى عدة أجيال، ولكن ما تغير هو الدوافع للحصول على القروض، كذلك المخاطر التي يتعرض لها صاحب القرض إن عجز عن التسديد، موضحة أن هذه القروض كانت ومازالت تشكل جزءاً هاماً من ميزانية الأسرة، ومن دونها تعجز عن تحمل أعباء الحياة، سواء في الماضي أو في الحاضر· لا فرق في ذلك بين دول الخليج النفطية وبين مجتمعات الدول الصناعية· ولكن ما يصنع الفرق هو الدافع لهذا القرض، وهذا الدافع هو ما يحدد إذا كان القرض هو ادخار و استثمار ، لضمان المستقبل، أم أنه هدر و إنفاق يهدد هذا المستقبل بالذات·
واشارت الى ان الديون تعاظمت وزاد عدد المدينين واصبح لدى الافراد أكثر ميلا للاقتراض وأقل رغبة في الادخار والاستثمار· فالأقساط الشهرية تكاد تلتهم معظم دخل الأسرة، والقروض هي القاسم المشترك الأعظم بين الناس، وما يميز بينهم هو أن بعضهم يحاول تسديد القرض بشيكات مرتجعة فيدخل السجن أو يعيش على الكفاف، والقليل منهم من يحول الاقتراض إلى ادخار واستثمار·
تلبية الحاجات
وتقول : د· آمنة خليفة مدير عام مؤسسة حميد بن راشد النعيمي للتطوير والتنمية البشرية إن الحديث عن الديون التي تقع فيها بعض الأسر والنتائج التي تترتب عليها، يتطلب العودة إلى مدى الوعي والثقافة التي تتمتع بها تلك الأسرة والممارسات التي تتبعها في تنشئة أبنائها والقيم التي تبثها فيهم والاتجاهات التي يحملونها حول قيمة المال وأهميته ومفهوم إدارة الدخل وخطوات استثماره·
ولفتت الى أنه رغم ما تشير إليه التقارير الدولية الصادرة من منظمات اقتصادية دولية ووفقا لتقارير مصرف الامارات المركزي بأن دخل الفرد في الامارات يعتبر من أعلى الدخول في العالم، إلا أن ارتفاع هذا الدخل يقابله ارتفاعا في معدلات الاستهلاك·
وأشارت إلى انه حين يصبح استهلاك الفرد يفوق دخله ولاسيما لدى شريحة محدودي الدخل أو من ذوي الدخل الثابت وهم من موظفي الدولة فإنه من الطبيعي أن يلجأ إلى الاقتراض من المصارف للمحافظة على مستوى استهلاكه ومجاراة الآخرين وقد يلجأ البعض إلى الاقتراض لتلبية حاجات الأسرة ·
وأكدت ان الاقتراض يؤدي الى مشكلات على الفرد والأسرة ومؤسسات المجتمع من الجوانب القانونية والأمنية والاجتماعية ·
ظاهرة خطيرة
فيما اعتبر نجيب الشامسي - مدير دائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة - القروض الشخصية ظاهرة خطيرة تهدد الفرد والأسرة والمجتمع، تؤكدها إحصاءات وزارة الداخلية من حيث عدد المساجين الذين تغص بهم السجون، وعدد الشيكات المرتجعة التي تهز المجتمع المصرفي والتجاري والاقتصادي في الإمارات ، وعدد القضايا التي يتعرض لها الجهاز القضائي ·
وحول دوافع الفرد للاقتراض من المصارف التجارية ، يقول الشامسي: تنقسم الدوافع الشخصية لدى الفرد للاقتراض إلى قسمين ، القسم الأول يتعلق بالإنفاق الاستهلاكي الضروري كبناء منزل أو زواج أو شراء سيارة أو توفير متطلبات أسرية ضرورية ، أما القسم الآخر فهو الإنفاق الاستهلاكي على الكماليات والتقليد والمحاكاة والبذخ ·
غياب التوعية
ومن جهته قال صلاح الحليان إن الديون تختلف في نوعيتها فبعضها ضروري مثل قرض المنزل، الذي يعتبر من أكبر الاستثمارات ، وبعضها الآخر غير ضروري أوالاستهلاكي وهو خارج عن المقدرة المالية، موضحا أن المشكلة تكمن في غياب التوعية المالية وأجهزة وقوانين حماية المستهلك التي تضع الضوابط اللازمة لمنع البسطاء من الوقوع في شراك وشباك المؤسسات المالية غير الملتزمة
وشدد الحليان على أهمية التخطيط المالي وإدارة الديون من اجل الوصول إلى الاستقلال والنجاح والأمن المالي ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©