الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البشتختة» من جهاز موسيقي إلى قطعة ديكور تزين أركان المنازل

«البشتختة» من جهاز موسيقي إلى قطعة ديكور تزين أركان المنازل
11 يونيو 2012
هناء الحمادي (أبوظبي) - البشتختة جهاز تشغيل اسطوانات قديم، أصبح قطعة ديكور يقتنيه عشاق التحف، ويندر من يشتريه الآن، إلا من يعشق ويحب ألحان الطرب، بعد أن كان يستهوي الكثير من المستمعين، ويطرب آذان رواد المقاهي الشعبية قديماً. وقال متخصصون إن البعض كان يسمونه «الجراما فون» أو بشتختة، إلا أن التسمية الأخيرة هي المتداولة عند عامة الناس، لكن مهما اختلفت تسمياتها، إلا أنها تبقى الآلة الوحيدة الموجودة آنذاك في الماضي، خاصة في المقاهي الشعبية، حيث يوجد بداخل البشتختة آلة صغيرة تسمى (كوك) تدور لدفع القرص الدائري، فتدور الأسطوانة التي فوقه وتحدث الصوت باحتكاك الإبرة بها. أشكال البشتختة وقال الباحث الاجتماعي سلطان غفان إن هذا الجهاز الموسيقي وصل مع الحرب العالمية الثانية من أوروبا وأميركا إلى إحدى الدول الخليجية أولاً، ومن بعد ذلك كان يوزع على بقية دول الخليج العربي، وكان يتوافر في بعض المقاهي الشعبية، حيث يجتمع معظم أهالي الفريج ويقضون الفترة من صلاة العصر حتى أذان العشاء في سماع الأغنيات المعروفة، وكان يرافق تلك الجلسة تناول الشاي، مع ضحكات وحكايات ومناقشات الأهل مع بعضهم البعض عن الصيد ومحصول الزراعة، ثم ينتهي هذا التجمع بعد صلاة العشاء ليعود كل شخص إلى بيته وعائلته حتى صباح يوم جديد. للبشتختة أشكال وأحجام، يقول عنها سلطان بن غفان: “البعض منها كان يشغل يدوياً، والآخر بالشحن من خلال البطاريات أو عن طريق الكهرباء، خاصة الذي لديه كهرباء في بيته، ومعظم تلك الأنواع كانت صناعة بريطانية أو ألمانية أو أميركية، وكان الشكل المتداول حين ذاك «أبوبرغام» أو «بدون برغام»، وهذا مثلما أجمع على تسميتها من كان يتعامل معها والذين كانوا لا يعرفون الفرق بين النوعية الجيدة التي تعمر لفترة طويلة دون أن تتلف وبين النوع الرديء، بينما كانت الماركات المتداولة في تلك الفترة أديسون وسيرة وماسترفويس”. ملحقات الآلة وأوضح أن البشتختة عبارة عن صندوق فيه أسطوانات غنائية توجد بها آلة صغيرة تسمى «كوك»، تدور لدفع القرص الدائري، فتدور الأسطوانة التي فوقه وتحدث الصوت باحتكاك الإبرة بها، بينما كان البوق الذي يوجد فوق الصندوق يوزع الصوت، وكانت من ملحقاته أيضاً حقيبة لحمله والحفاظ عليه، بجانب «هندل» وهو لشحن البكم وسماعة وهو يمثل في الوقت الحاضر اللاقط، إضافة إلى وجود إبرة لرفع الصوت وخفضه. وأضاف: البشتختة كانت تتوافر إما في عدد من المقاهي أو من بين مئة بيت كان يتمتع شخص واحد بسماع أغنياتها، وحين تُشغل الأغاني السائدة آنذاك كان من يملكها يدعو رجال الفريج من أقاربه وجيرانه إلى الاستماع لتلك الأغاني الجميلة، يحفظون كلماتها ليرددونها وقت انشغالهم بالعمل في الزراعة أو صيد السمك كنوع من التسلية وتفريج الهم، أما النساء فلا يستمعن للأغاني إلا في المناسبات أو أثناء زيارة إحدى النساء جارتها التي استطاع زوجها شراء وإدخال البشتختة إلى بيته، ونظراً لارتفاع سعرها لم يكن بمقدور أحد جلبها إلا الميسورون من أهالي الفريج. تراث قديم في المقابل، يقول سالم عبيد الذي يملك هذا الجهاز الموسيقي الذي يزين ركناً من مجلس بيته: مهما وصلت جميع الآلات الموسيقية من تطور، تبقى هذه الآلة القديمة هي من روح الماضي، وكنت أسمع عنها قديماً وعن استخداماتها كوسيلة تسلية قديمة في استماع الأغاني والأشعار وغيرها. وأضاف: الاحتفاظ بهذه الأشياء القديمة الأثرية هي تعريف بكل ما كان يستخدمه آباؤنا وأجدادنا من أدوات قديمة أثرية، مؤكداً أن هذه الآلات كانت تجلب من الخارج، وتتم إضافة بعض الأشياء عليها لتطويرها وللحفاظ عليها حتى تكون من الآثار القديمة التي يجب أن نحافظ عليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©