الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الظلم «آفة» تهدد المجتمع

28 سبتمبر 2017 21:39
أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء الدين على خطورة الظلم بكل صوره وأشكاله، ووصفوه بأنه «آفة خطيرة» حذر منها الإسلام، ووضع العديد من الآليات التي تعمل على القضاء عليها، مؤكدين أن الظلم يؤدي إلى دمار مقدرات الأفراد والمجتمعات، ويعزز من انتشار الجشع والاحتكار، ويكرس ثقافة الخوف والكذب والتدليس. عواقب وخيمة وعرف د. أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الظلم بأنه وضع الأمور فى غير موضعها، ومجاوزة الحد، ويحرم على الإنسان تعاطي الظلم، فأهل الإيمان وأتباع الإسلام لا يظلمون أنفسهم ولا غيرهم، وقد ورد العديد من الآيات القرآنية التي تدعو إلى تجنب الظلم، وتشدد على أن الظلم عواقبه وخيمة مثل قوله تعالى: «ألا لعنة الله على الظالمين»، وقوله: «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون»، وقوله: «ومن يظلم منكم نذقه عذاباً كبيراً»، وكذلك قوله عز وجل: «وما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع». وأضاف د. كريمة: ومن بين النصوص الإسلامية التي حثت على تجنب الظلم، الحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل، وقال فيه: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا»، وهذا يعني أن الله حرم الظلم، ونفاه عن نفسه، ففي هذا الحديث نداء من الله تعالى لعموم الخلق، بأن الحق جل شأنه منع الظلم على ذاته المقدسة لأن الظلم نقص وعيب والله تعالى منزه عنهما. وعن عواقب الظلم، قال د. كريمة: الظلم الذي هو نقيض العدل له عواقب وخيمة، منها: الهلاك لقوله تعالى: «وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا»، وقوله جل شأنه: «فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين، ومن عواقب الظلم أيضا اللعنة من الله تعالى، وفي هذا الشأن قال تعالى:«فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين»، كذلك الحرمان من الهداية:«والله لا يهدي القوم الظالمين»، وعدم الفلاح في الدنيا والآخرة«إنه لا يفلح الظالمون»، والتخبط في الظلمات يوم البعث والنشور، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة»، وسوء العذاب يوم القيامة«فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم». رسالة العدل أما د. إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، فقالت: احتلت الدعوة إلى تجنب الظلم والبعد عنه حيزاً كبيراً في مصادر التشريع الإسلامي، سواء القرآن الكريم أو السنة النبوية، وهذا يدل على درجة الاهتمام العظيمة التي حظي بها هذا الموضوع، فالظلم بكل صوره وأشكاله يتعارض مع رسالة الإسلام التي هي رسالة العدل، فهو يتناقض مع المعروف الذي أمر به الشرع الحنيف، وينسجم مع المنكر الذي نهى عنه، وبالتالي فهو والإسلام على نقيض. وأشارت د. إلهام إلى أن حكمة تحريم الظلم تكمن في مدى خطورته على كل أشكال الحياة، وعلى كل الكائنات من بشر وحيوانات ونباتات. كما أن الظلم يؤدي إلى خراب ودمار مقدرات الأفراد والمجتمعات، ويعزز من انتشار الجشع والاحتكار، ويعمل على انتشار قيم اللصوصية وشريعة الغاب، ويكرس ثقافة الخوف والكذب والتدليس. وبرؤية أخرى تؤكد الباحثة الإسلامية، د. خديجة النبراوي، أن الظلم آفة خطيرة حذر منها الإسلام، ووضع العديد من الآليات التي تعمل على القضاء عليه، وأهمها التأكيد على التزام العدل في كل قول أو فعل، باعتباره مفتاح الخير وجامع الكلمة، والمؤلف بين القلوب، لأن من أقوى أسباب الاختلاف بين الـعـباد هو الظـلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©