برلين (أ ف ب) - تواصلت الجهود أمس لمكافحة فيضانات تاريخية في ألمانيا حيث اضطرت السلطات لإجلاء مئات الأشخاص من أربع قرى بعد انهيار سد على ضفاف نهر ايلبي، بينما تجنبت المجر الأسوأ وبدأ منسوب نهر الدانوب صباح أمس بالتراجع بعد أن سجل مستوى قياسيا تاريخيا.
وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن سايبرت إن “مكافحة الفيضانات تمثل أكبر تدخل قام به الجيش الألماني حتى الآن”. فقد تمت تعبئة حوالى عشرين ألف جندي لمساعدة آلاف المتطوعين في المناطق المنكوبة بينهم 12 ألفا ينشطون ميدانيا.
وارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات التي تجتاح منذ أسبوع مناطق باكملها في وسط أوروبا، بعد العثور في النمسا على جثة شخص فقد قبل أكثر من أسبوع وجرفه انزلاق للتربة. وبذلك يرتفع الى 19 عدد القتلى الذين تم إحصاؤهم بينهم 5 في النمسا و10 في تشيكيا حيث ما زال ستة أشخاص آخرين مفقودين. أما الأضرار المادية فما زال يصعب تقدير قيمتها لكنها ستبلغ مليارات اليورو. وفي ألمانيا كشف انهيار سد في فيشبيك (شمال) أن الوضع ما زال صعبا. وتسبب ضغط المياه بتصدع بنحو عشرة أمتار في أحد السدود قرب القرية.
ومع اتساع الصدع إلى خمسين مترا، اضطرت السلطات لإجلاء سكان القرية البالغ عددهم بين 400 و500 شخص وسكان ثلاث قرى مجاورة. واجبر تصدع السد السلطات على إغلاق جسر للسكك الحديد مما اضطر القطارات التي تربط برلين بكولونيا او فرانكفورت على سلوك طريق آخر.
جنوبا في ماجديبورج عاصمة ولاية “ساكس-انهالت” تراجع منسوب المياه في نهر ايلبي ووصل الى 7,30 مترا بعد 7,48 متر أمس الأول هي أعلى نسبة له. وعادة ما يتراوح منسوب النهر حول المترين في هذه المنطقة. وأمرت السلطات أمس الأول بإجلاء نحو 23,500 شخصا في ماجديبورج والمناطق المجاورة. ولم يسمح للاهالي بعد بالعودة.
أما مقاطعتا براندنبورجي وسكسونيا السفلى فتوقعتا أن تبلغ السيول ذروتها. وفي فيتنبرج في مقاطعة براندنبورج، بلغ منسوب المياه في نهر ايلبي 7,85 متر، بزيادة 50 سنتم عن فيضانه القياسي الأخير الذي سجل في 2002. وفي هذه المنطقة الريفية المكتظة بالسكان، بلغ مستوى المياه ثمانية أمتار أمس ويتوقع أن يبلغ 8,20 اليوم الثلاثاء.
وفي المجر بدأ منسوب المياه في الدانوب تراجعه بينما صمدت السدود. وقال رئيس بلدية بودابست ايستفان تارلوس صباح أمس “ليس لدينا تقارير عن أي وضع كارثي، الوضع يعود إلى طبيعته”. والوضع هو ذاته في أماكن أخرى من المجر حيث لم يسجل سقوط ضحايا أو إصابات بالغة في الفيضانات التي وصفت بأنها الأسوأ في أوروبا منذ عقد من الزمن.
وقال اوربان “ستكون بودابست خارج نطاق الخطر بحلول (اليوم الأربعاء) وتأمل الخروج بسجل نظيف.. لا قتلى أو جرحى”. وأضاف أن تركيز جهود الدفاع تحول إلى المواقع الأكثر عرضة للخطر في جنوب البلاد.
وقال اوربان إن المواطنين الذين تم اجلاؤهم من قرى في شمال غرب المجر كتدبير احتياطي يمكنهم البدء بالعودة اعتبارا من اليوم الثلاثاء.
عدد اليوم
