الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطفرة اليابانية والصينية والكورية

11 يونيو 2012
أتذكر قبل عشرين سنة وأكثر، عندما كنت أذهب بصحبة والدي إلى «السوقين المركزيين القديم والجديد»، كما كان يطلق عليهما في تلك الفترة الزمنية،واللذي كان يربطهما جسر معلق، كان يربط «القديم» الذي امتاز بمحاله القديمة بناءً، والمتخصصة في بيع كل ما يحتاجه الإنسان منا من متطلبات، لا أذكر منها إلا القليل القليل، لأنها في وقتها كانت لا تعنيني ولا تهمني ولا تلفت انتباهي، بذلك الجديد الذي امتاز في وقتها بمحاله الجديدة بناءً، والمتخصصة في بيع الأجهزة والأدوات والمعدات التكنولوجية والتقنية، تلك المحال التجارية الصغيرة في أحجامها، والكبيرة «في نظري» بمحتوياتها وما تبيعه من أجهزة ومعدات إلكترونية، كانت تأسرني في كل مرة نسير أنا ووالدي من أمامها، وكانت تسلب عقلي في كل مرة أراها أو أسأل أحد الباعة عنها أو عن أثمانها. كنت في كل مرة أذهب مع والدي إلى هذا السوق المركزي «الجديد» في وقتها، لشراء جهاز تكنولوجي أو أداة تقنية معينة، ألاحظ السؤال الأول والأخير، الذي يسأله والدي في بداية حديثه مع البائع، حول جهاز تقني معين، بعد عقد العزم على شرائه لهذا المنتج، وبعد الانتهاء من التفاوض حول السعر، هذا السؤال الذي لم أدرك معناه في وقتها، ولم يوقفني مغزاه قبل عشرات السنوات الماضية، والذي لم أستوعب مفرداته، ولم يدرك عقلي معنى كلماته، إلا بعد مرور العديد من السنوات عليه، وانقضائه بالتقادم. هذا السؤال «التأكيدي» الذي يجب أن يكون جوابه «تأكيدياً» أيضاً وإلا لن تتم «البيعة» ولن يشتري والدي هذا المنتج، هو «هل هذا المنتج صناعة اليابان؟» أتذكر أيضاً أن آخر مرة رأيت بها منتج مصنع 100 بالمائة في اليابان كان قبل حوالي 12 سنة، وبعدها بسنوات قليلة لم أعد أرى هذه المنتجات، ولم نعد نسمع عن أشخاص يطالبون بها، ويشترطون تصنيع اليابان لهذه المنتجات، حتى يوافقوا على شرائها واقتنائها، وبدأنا في العشر سنوات الماضية أيضاً نسمع عن المنتجات «الصينية»، والتي كان «محرماً» على والدي وغيره الآلاف من الزبائن، شراؤها أو اقتناؤها أو حتى قبول فكرة سماع البائع وهو يتحدث عن مواصفاتها وميزاتها. «صنع في الصين»، هذه العلامة التي تعودنا على رؤيتها خلال السنوات الماضية محفورة على معظم، إن لم يكن الأجهزة التكنولوجية والتقنية الحديثة كافة، والتي تأتي جنباً إلى جنب العلامات التجارية العالمية للشركات المنتجة لهذه الأجهزة. واليوم وقبل سنة أو أكثر، بدأنا نشاهد ونرى ونسمع عن منتجات تمزج ما بين الياباني والصيني، منتجات تأتينا اليوم بتقنيات وتكنولوجيا لم نرها في السابق، وبأسعار وأثمان لم نتوقع في يومٍ من الأيام أنها ستصل إليها أو أن تصل أيدينا وأيدي غالبية المستهلكين إليها. بدأنا وخلال السنة الماضية نسمع عن الأجهزة التكنولوجية الكورية، التي تأتينا اليوم من العديد من الشركات العالمية التي باتت بعض منتجاتها، الخيار الأول والمفضل بين عشرات المنتجات التكنولوجية المنافسة. هذه المنتجات الكورية التي تمكنت وفي وقت قياسي جداً من أن تقنع المستهلك في بقاع الأرض كافة، بأنها إن لم تكن اليوم هي الأفضل، فمن المؤكد أنها ستواصل مسيرتها لتصبح في يومٍ من الأيام الأفضل. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©