الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مربي الجمال عين كاشفة لأنواع النوق ومهاراتها

مربي الجمال عين كاشفة لأنواع النوق ومهاراتها
13 يونيو 2011 19:50
ارتبط الإماراتيون بحبهم للإبل منذ قديم الزمان ،حيث كانت مصدر رزقهم يعتاشون من بيعها ويأكلون من لحمها ويشربون حليبها، ويصنعون ملابسهم وفرشهم من وبرها، وعلى الرغم من تطور الحياة وازدهارها وتغير طبيعتها، إلا أن مكانة الإبل لا تزال محافظة على قيمتها عبر انتقالها جيلًا بعد جيل من قلوب الأجداد والآباء إلى قلوب الأبناء والأحفاد، فتجدهم يربونها ويستفيدون منها ويتاجرون بها، ويشاركون بها في سباقات الهجن. من سوق العين المركزي، ومن بين تجار الجمال القدماء بالتحديد اخترنا لكم ضيف زاوية مهنتي لهذا الأسبوع (بابكر محمد الدايش 54 سنة ) وهو تاجر جمال سوداني عاش حياته في تربية الجمال وتدريبها على السباقات وبيعها للناس، وتميز بمعاصرته لأسواق الجمال والمواشي القديمة والحديثة في مدينة العين. يعود بابكر الدايش بذاكرته إلى الوراء، ويروي لنا قصته القديمة مع الإبل ويقول:” نشأت وترعرعت وسط أسرة وعشيرة تعشق تربية الجمال والاستفادة منها، وتحرص على التسابق على متنها معتبرة ذلك كله جزءاً من تراثها وعاداتها وتقاليدها، فأحببت الجمال، وأدركت كيفية تربيتها في سن مبكرة تأسياً بمن حولي، ومن ثم أتيت إلى الإمارات، وبالتحديد إلى مدينة العين عام 1995لأعمل بها “كمضمر ركاب” أي مدرب للإبل على سباقات الهجن، وبعد عدة سنوات تشاركت مع أحد المواطنين في بيع الجمال ومازلت على ذلك منذ 10 سنوات “. تغير الأٍسواق يشير بابكر إلى أن بداياته كتاجر جمال كانت في السوق القديم المعروف بسوق دوار المربعة، والذي تم نقله بعدها إلى الهيلي وسمي بسوق العين للجمال، ومن ثم نقل مرة ثالثة، واستقر به المقام في سوق العين المركزي على طريق مزيد في مدينة العين. وبما أن بابكر عاصر هذه المراحل مجتمعة يحدثنا عن الفروقات بينها ويقول:” تميز السوق الأول المعروف بدوار المربعة بأنه كان سوقاً مفتوحاً في وسط المدينة يأتيه المشتري والبائع من كل حدب وصوب يتوافدون عليه من مختلف إمارات الدولة، وكانت مساحته صغيرة جداً، لكنها تشهد حركة وإقبالًا كبيراً في كل وقت وحين إذ تجد الجمال تباع حتى ساعات متأخرة تصل مثلًا إلى 12 ليلًا ولا تربط تجار الجمال مواعيد محددة للتجارة بها، وكنا كثيراً ما نتعرض للسرقات لأن عملية دخول السوق والخروج منه عشوائية وغير منظمة ولا رقابة عليها، على عكس السوق الجديد وهو سوق العين المركزي الذي يشعرنا كتجار بالأمان والراحة، وذلك عبر تحديد مساحة من الأرض لكل واحد منا محددة بشيك حديدي نسميها حظائر. وتم وضع لكل جمل علامة، أو رقم خلف أذنه نثبت ملكيته لصاحبه فلا يتجاوز على جمال غيره، ويدعي كذباً ملكيتها ولا يستطيع أي كان أن يخرج جملاً من السوق، قبل أن يرى رجال الأمن ما يثبت ملكيته بين البائع والمشتري، وهذا يعني أن السوق صار على درجة عالية جداً من النظام والترتيب وحفظ الحقوق ومنع السرقات، وصار فيه نوع من الخصوصية بوجود الحظائر المخصصة لأصحابها، والتي يتم استئجارها بمبلغ 24 ألف سنوياً وهذا هو العيب الوحيد لأن هذه التكلفة مرتفعة، كما أن عملية البيع والشراء مسموحة حتى صلاة المغرب فقط، على خلاف سوق العين للجمال الذي كان في منطقة الهيلي، حيث كان يؤجر بسعر رمزي ومناسب لا يتجاوز ألفي درهم في السنة، ويتسم بمساحته الشاسعة لكنه في الحقيقة لم يصل إلى هذا المستوى من التنظيم والمساحة كما هو حالياً في سوق العين المركزي طريق مزيد في مدينة العين، بالإضافة إلى الشروط المتعلقة بصحة الجمال المسموح ببيعها والتشديد على أخذ اللقاحات وما شابه ذلك، مما يحفظ صحة وسلامة الجميع “. مميزات تاجر حتى تكون تاجر جمال ناجحاً، يجب أن يكون لديك بحسب ما أفاد بابكر رأس مال كاف لا يقل عن 100 ألف درهم، لأن أسعار الجمال مرتفعة ومتفاوتة وسوقها يخضع للعرض والطلب أيضاً، وكما أن لها أنواعاً كثيرة فتباع لأغراض مختلفة، فهناك إبل التربية والحليب، أو ابل السباقات، أو إبل الذبح والأكل، وما يحدد ذلك النوع والجنس والسلالة وإمكانية الحمل والولادة، لأنه يوجد من بين النوق من هي عاقر فيتيم ذبحها للأكل، أما الذكور فهي قابلة للذبح أكثر بكثير من الإناث إذا لم يكونوا من السلالات الجيدة وأعمارهم تتناسب مع تدريبهم للسباقات، فالجمل عندما يكبر يهرم ويزداد وزنه ولا يستطيع أن يركض كالجمل الصغير الذي أتم 5 سنوات من عمره. ويسرد تاجر الجمال بابكر الدايش تسميات مختلفة الابل أو الركاب وتغيرها بحسب عمرها، حيث يسمى الجمل حتى عمر السنة “حوار” وفي عمر سنتين “مفرود” لعزله عن والدته، وفي عمر 3 سنوات “باللقي” وبعدها بعام “بالثني” لتكسر أسنانه اللبنية واستبدالها بدائمة، ولأنه بدل 4 أسنان في السنة السادسة فيسمى” رباع”. ويذكر الدايش أن تلقيح الناقة يبدأ من عمر 3 سنوات علماً أن فترة حملها تبلغ13 شهراً، ويستفيد بذلك صاحبها من مولودها والذي بسببه تدر الحليب فتكون أطول عمراً من غيرها لعدم لجوء صاحبها إلى ذبحها، وبالتالي يزداد سعرها، وقد يستغرب البعض عند معرفته بأن الإناث ليس فقط تلد وتدر حليباً، بل إنها أفضل في السباقات إذا تم عزلها لمنع تلقيحها وتخصيصها للسباقات حيث اكتشف أنها أسرع فهي قادرة على اجتياز 8 كم خلال 12 دقيقة و35 ثانية، أما الذكر فيجتاز نفس المسافة بمدة زمنية أطول تصل إلى 14 دقيقة ونصف الدقيقة. ومن جانب آخر يبين بابكر الدايش أن جماله وجمال التجار الآخرين تستورد من داخل الدولة وخارجها، مثل السعودية والسودان والباكستان وسلطنة عمان، أما الإبل السودانية فهي بيضاء اللون وتعتبر من أجود وأغلى الأنواع لما تتميز به من سرعة في السباقات، وأجود أنواع النوق للحليب تسمى الحزامي (مجاهيم ) وهي نوق سوداء اللون تجلب من السعودية والمنطقة الغربية في الدولة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©