الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فعاليات صيفية تساهم في صقل مهارات ذوي اضطراب التوحد

فعاليات صيفية تساهم في صقل مهارات ذوي اضطراب التوحد
11 يونيو 2013 20:32
بين ألعاب رياضية وزيارات خارجية وأنشطة منزلية تتنوع البرامج الصيفية لدى العديد من المراكز المهتمة بالتعامل مع ذوي اضطراب التوحد، ضمن الخطط المستمرة على مدار العام لتأهيل أصحاب هذا النوع من الاضطراب ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، وتعزيز قدراتهم في الاعتماد على أنفسهم وفقاً لحالاتهم الفردية وقدرات كل شخص منهم. (أبوظبي) - ضمن هذه الجهود الهادفة لدعم ذوي اضطراب التوحد وذويهم، يقدم مركز الخليج للتوحد جملة من الفعاليات والأنشطة، يسعى من خلالها لاستغلال العطلة الصيفية على الوجه الأكمل، بما يحافظ على المهارات التي اكتسبها الطلاب خلال العام الفائت، وتطوير ما لديهم من قدرات حتى يصبحوا أكثر سهولة في التواصل مع مفردات العالم المحيط بهم. بداية مبكرة وفعاليات البرنامج الصيفي، على حد قول المشرف الإداري والفني بمركز الخليج للتوحد فدوى الخطيب، قد بدأت مبكراً بالموازاة مع انطلاق الفصل الدراسي الثالث في أبريل الماضي، من خلال إقامة يوم رياضي في نادي الجزيرة، شارك فيه 10 مراكز لذوي الاحتياجات من أنحاء أبوظبي، ونحو 150 طالباً، بخلاف 43 طالباً من منتسبي مركز الخليج، إلى جانب جهات ومؤسسات حكومية ومجتمعية عديدة، والجديد الذي قام به المركز هذا العام هو فتح باب الزيارة لمؤسسات المجتمع بطريقة جديدة، عبر تنظيم يوم مفتوح ينخرط فيه موظفو ومنتسبو المؤسسات مع طلاب المركز، وهذا في حد ذاته يحمل نواحي إيجابية كثيرة في خطة علاج أطفال التوحد. وبخلاف الأنشطة التي تمارس في هذا اليوم، يتعرف مسؤولو هذه المؤسسات إلى احتياجات المركز والطلاب، ويعملون على توفيرها بقدر المستطاع. وتتابع الخطيب: من أهم الأنشطة الصيفية التي يقوم بها الطلاب الزيارات الخارجية، ومنها رحلة قاموا بها الأسبوع الماضي إلى حديقة “وايلد وادي” المائية في مدينة دبي، وحققت الرحلة الكثير من الأهداف التعليمية والترفيهية للطلاب، وزاد من نجاح الرحلة المعاملة الكريمة التي تلقاها منتسبو المركز من قبل إدارة الحديقة، حيث احتضنوا الأولاد وعاملوهم بشكل مميز، ما يعكس تطور النظرة نحو أطفال التوحد في المجتمع، والحرص على توجيه أوجه الدعم والمساندة كافة لهم. تقدم العلاج وعن كيفية الحفاظ على ما اكتسبه الطلاب من مهارات وخبرات خلال العام الدراسي بما يساعد على التقدم في عمليات العلاج والتوجيه، تشير الخطيب إلى أهمية دور الأسرة في هذا الاتجاه، وهو ما يدعمه مركز الخليج للتوحد عبر برامج يضم أنشطة منزلية يقوم بها منتسبو المركز وذووهم خلال العطلة الصيفية، وهناك برامج منزلية موجهة لأسر أطفال التوحد للعمل معهم خلال فترة الإجازة الصيفية، إيماناً من المركز بأهمية دور الأهل في عمليات توجيه وعلاج المتوحدين. وأوردت الخطيب أن البرامج المنزلية تشتمل تحقيق أهداف مختلفة بحسب تقييم كل حالة، ويتم تنفيذ التوصيات بعد تقديم عمل ورقة توصيات للأهل لاستكمال الأهداف التي لم يتم تحقيقها خلال الموسم الدراسي، وتثبيت ما تحقق منها، ومن هذه البرامج تيتش، لوفاس، برنامج مهارة تنمية القدرات، وبرنامج الرعاية الذاتية والسلوكيات. وبالنسبة لبرنامج “تيتش” يتضمن مجموعة من المهارات التي من الممكن أن يكتسبها الطفل خلال الإجازة الصيفية بالتعاون مع الأهل، ومن هذه المهارات التقليد، ويوضح التقليد قدرة الطفل على إعادة ما يقوم به شخص آخر “ولي الأمر”، سواء كان سلوكاً فعلياً أو سلوكاً لغوياً، والهدف من خلال التدريب إنجاز العديد من المهارات والقدرات الخاصة بعملية التقليد لولي الأمر مثل تقليد لمس أجزاء الجسم، وهذا يساعد على تنمية وزيادة الانتباه البصري لأفعال شخص آخر، وتنمية مهارة تآزر العين واليد مع القدرة على التحكم في حركات اليد، وزيادة وتنمية المهارات المعرفية، واكتساب وتعلم مشاهدة شخص وتقليد أفعاله، واكتساب مهارة لمس أجزاء الجسم. وتضيف الخطيب: كذلك تقليد الألعاب الموسيقية باليد، بما يؤدي إلى زيادة وتنمية الانتباه البصري والسمعي لأفعال شخص آخر، وتنمية مهارات تآزر العين واليد مع القدرة على التحكم في حركات العين واليد، واكتساب وتعلم مشاهدة شخص وتقليد أفعاله، واكتساب مهارة تقليد حركات اليد وأوضاعها بمصاحبة الأغاني الموسيقية، وتنمية مهارات اللغة الاستيعابية “افتح - سَكِّر - أعطي تصفيقة”، واكتساب تقليد مهارة فتح وغلق قبضة اليد، وتنمية مهارات الإدراك لاكتساب فهم الخطوات اللازمة لأداء عمل معين. أما مهارات الإدراك الحسي فهي متضمنة هي الأخرى في برنامج تيتش، وفق الخطيب، ويوضح هذا المجال قدرة الطفل على إدراك الأحجام والألوان والتتابع الحسي البصري والتفاعل مع الأصوات، وخلال فترة التدريب المنزلي يمكن للطفل تحقيق أهداف عدة، منها القدرة على تمييز الألوان، وهذا يساعد في تنمية مهارات الإدراك البصري لتمييز وتعميم الألوان، تطوير مهارات الحركة الدقيقة في استخدام الأصابع للقبض على الأشياء، الارتقاء بمهارة المسح البصري لتحديد مكان شيء، تحسين المهارات المعرفية العملية لمهارة الفرز والمماثلة، تنمية الانتباه والتركيز لدى الطالب، وتعزيز مهارة تآزر العين واليد. وفي عالم الألوان هناك تدريبات مماثلة الألوان، عبر مماثلة مكعبات ذات ألوان مختلفة ومكعبات ذات ألوان متشابهة بأشكال ذات ألوان وأحجام متنوعة، وهذا التدريب يحسن مهارة الإدراك والانتباه البصري، وينمي مهارة الانتباه والتركيز، ويعمل على تحسين تمييز الألوان، وتنمية الذاكرة البصرية والمسح البصري لدى الطفل. مضاهاة الأشياء ومن المهارات المهمة التي ذكرتها الخطيب، وجاءت في برنامج “تيتش”، ويمكن للأهل المساعدة في تنميتها خلال الإجازة الصيفية، مهارات الحركة الصغرى، التي تبين قدرات الطفل واستعداده في استخدام قبضة اليد والأصابع بصورة جيدة في التقاط وفك وتركيب ومضاهاة وفرز الأشياء، ومن هذه المهارات، فك وربط الصواميل، وتهدف إلى تنمية مهارات الحركة الدقيقة لاستعمال اليدين في تناسق، وتنمية مهارات الحركة الدقيقة للأصابع في القبض على الأشياء، وتنمية وزيادة الانتباه والتركيز، وتنمية مهارات الإدراك البصري في تمييز الأحجام، وتنمية وتحسين المهارات المعرفية العملية في المحاكاة في تقليد أفعال المعلمة، وتنمية مهارات تآزر العين واليد. وكذلك مهارة استخدام دبابيس تثبيت الورق، وتساعد على تنمية مهارات الحركة الدقيقة والسيطرة لاستعمال الأيدي والأصابع في القبض على الأشياء، وتنمية وتحسين التقليد الحركي، وتنمية مهارات تآزر العين واليد، وتنمية مهارات الإدراك البصري، وزيادة وتنمية الانتباه والتركيز لدى الطالب. قصور اجتماعي لفهم اضطراب التوحد عمليات الدمج التي تتم عبر زيارات منتسبي المركز للمجتمع الخارجي أو الزيارات التي يقوم بها الآخرون للمركز ساهمت في كسر الصورة النمطية عن التوحديين بأنهم حالات منغلقة على ذاتها، وهي صورة سلبية ناجمة عن قصور اجتماعي للفهم الحقيقي لاضطراب التوحد، وصار هذا الفهم يتزايد نتيجة نمو الوعي بحقيقة التوحد. ومن الأنشطة التي تمارس خلال فصل الصيف أيضاً إقامة يوم رياضي مفتوح كل ثلاثاء بنادي ضباط القوات المسلحة، ويومين سباحة في الأسبوع بنادي الجزيرة، حيث تحمل الرياضة أهمية قصوى بالنسبة لحالات التوحد، ومن ذلك تقوية وتنمية الحركة الكبرى لديهم، ويقصد بها حركات اليدين والقدمين والصدر، وزيادة الانتباه والتركيز، وتعلم الطالب تنفيذ أوامر المدرب وولي الأمر، وتوظيف حركاتهم بطريقة صحيحة، والتقليل من الحركة غير الهادفة، وتعديل كثير من السلوكيات. تجربة مبتكرة نوَّهت فدوى الخطيب إلى أن نشاط المركز خلال الصيف يشمل برامج تعليمية متنوعة تقدم للتوحديين مثل البرنامج الفردي، والرياضة والتخاطب التي تقدَّم إلى المرحلة العمرية من 3 إلى 18 سنة. وضمن الأنشطة الصيفية المهمة اصطحاب طلاب المركز إلى الجمعيات التعاونية بهدف تعليمهم كيفية الاعتماد على الذات والتدريب على الاندماج في المجتمع من خلال الشراء، الاختيار، الدفع، الالتزام بالدور، تنفيذ أوامر المشرفين، والانضباط. مؤكدة أن هذه التجربة التي ابتكرها مركز الخليج للتوحد كانت متعبة في البداية، ولكن تدريجياً أخذ الطلاب في التعود عليها وصاروا أكثر التزاماً بمبادئ السلوك السليم خلال تعاملهم في الجمعية. زيارات خارجية في سياق الحديث عن الأنشطة الصيفية، لفتت الخطيب إلى أن الأسبوع المقبل سيشتمل على رحلة سيقوم بها طلاب المركز ضمن عدد من طلاب مركز ذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي إلى أحد الأماكن السياحية في أبوظبي، بعد أن زاروا فيراري وورلد ووتر أبوظبي بداية هذا الأسبوع. وستشتمل خطة الزيارات الخارجية هذا الصيف على مجموعة من أبرز المعالم الحضارية والسياحية في العاصمة، منها مجلة ماجد التي يعشقها كثير من الأطفال، وجامع الشيخ زايد الكبير، وجزيرة السمالية التابعة لنادي تراث الإمارات، وبعض الهيئات الحكومية كالدفاع المدني. وأكدت المشرف الإداري والفني، أن أهمية هذه الزيارات الخارجية لأطفال التوحد تتمثل في زيادة الانتباه والتركيز لديهم، وإضفاء الفرح على قلوبهم، وقالت: لدينا حالات من الأطفال أثبتت نتيجة مبهرة لهذه الزيارات، حيث كانوا يعودون ويحكون لرفاقهم ومشرفيهم ما شاهدوه خلال الزيارة، وهذا يعتبر إنجازاً بالنسبة لأطفال التوحد الذين تعتبر مشكلتهم الأولى رفض المجتمع الخارجي، وبالتالي تعتبر الزيارات الخارجية التي تتم خلال الإجازة الصيفية جزءاً مهماً ومكملاً للخطة العلاجية المتبعة للمركز طوال العام، وليس فقط خلال موسم الدراسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©