مصحف «القيام» يساعد القارئ على التلاوة الصحيحة للقرآن

أيام رمضان الغالية أزفت على الرحيل، وصارت لياليه عابقة بروعة الاجتهاد في العبادة من قيام وقراءة القرآن، بل إن مساجد الدولة صارت تزدحم ازدحاما بالراغبين في التهجد وقيام الليل خلال الليالي العشر الأواخر المباركة من الشهر الكريم. وعلى اختــلاف السنــــوات والعصــــور، عني المسلمـون عنايـــة خاصــة بالقرآن الكريم، فهذا الكتاب المقدس وجد من الرعاية والاهتمام ما يليق به كونه كلام الله عز وجل الذي أنزله على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وخلال السنوات الماضية صار المصحف يطل علينا بأشكال تتناسب وتتلاءم مع إنسان العصر الحديث، فهو تارة نراه الكترونيا ومرة أخرى برنامجاً يعمل على «الموبايل»، كما أنه وجد بحروف ملونة تسهيلا للتلاوة، وهو أيضا بحجم الجيب، أو منير بشاشة توضع أمام المصلي وتعمل بالريموت. وهذه الأشكال المختلفة تعين الراغبين على العبادة، موفرة لهم الجهد، وتبعدهم عن التعب كي يجتهدوا في الصلاة والقيام دون تعب أو ملل. من أبرز المصاحف التي ظهرت مؤخرا، ما يعرف بمصحف «القيام» وهو مصحف مقسم ملون، يباع في المكتبات الدينية بـ 60 درهما، وهناك اقبال منقطع النظير علي شرائه. ويقول عبدالهادي صاحب إحدى المكتبات في أبوظبي: هذا المصحف عملت على فكرته وطباعته إحدى دور النشر السورية، وهو مطبوع على ورق خفيف مضغوط، وبطول 35 سم وعرض 24 سم، ليكون سهل الحمل خفيفا يمكن للمصلي حمله في صلاة التراويح والقيام، والقراءة فيه لوقت طويل دون أن تتعب يداه من حمل المصحف، ما يسمح له بالاستمرار بالقراءة لوقت طويل، كما أن وجود حوالي 30 آية في الصفحة الواحدة، تعينه على الصلاة دون الحركة الكثيرة التي تضيع رهبة الصلاة وخشوعها، كما أن انشغال القارئ سيتركز في القراءة لا في معرفة عدد الصفحات التي قرأها. ويتابع عبدالهادي: تقسيم المصحف بهذه الطريقة، يجعل الجزء الواحد من القرآن في أربع صفحات فقط، مكتوبة بخط الخطاط عثمان طه وهو واحد من أشهر خطاطي القرآن الكريم في العصر الحديث، كما أنه مقسم وملون بحسب التفسير الموضوعي لآيات القرآن الكريم حيث لونت الآيات بلون يناسب موضوعها الذي تتناوله، مع شرح بسيط له في أسفل الصفحة، ما يساعد القارئ على ربط التلاوة بالمعنى وبالتالي يحصل فهم أعمق للآية الكريمة. ويشرح عبدالهادي ألوان التقسيم فيقول: هناك سبعة ألوان مختلفة للتقسيم الذي اعتمد في الآيات، فاللون الأزرق وضع لتمييز الآيات التي تتحدث عن عظمة الله تعالى وروعة إبداعه في الكون ، بينما يتحدث اللون الأخضر عن الجنة ونعيمها، وصفات الرسول صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين المتقين، واللون الأحمر يعكس الآيات التي تتحدث عن جهنم والحساب والقيامة والحشر، بينما اللون الرمادي فهو عن مقدمات قيام الساعة والموت والقبر وإنكار البعث والقيامة. من الألوان الأخرى الموجودة في المصحف، اللون الأصفر ويميز قصص الانبياء وحال الأمم السابقة وغزوات النبي (صلى الله على وسلم) ومعجزاته، أما اللون البنفسجي فمواضيعه تتركز حول آيات الأحكام، وأخيرا اللون البرتقالي الذي يخص الآيات التي لم تدخل تحت أي بند من بنود التقسيم الستة الأولى، مثل بيان مكانة القرآن الكريم، أو صفات الإنسان، أو رد مزاعم المشركين وغيرها.