الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثوار سوريا... مزيد من القوة على الأرض

11 يونيو 2012
في الأسابيع الأخيرة كسبت قوات التمرد السورية التي تزداد فعالية على الدوام المزيد من الأرض كما كثفت هجماتها على قوات الحكومة في الوقت الذي كانت فيه أنظار العالم مركزة على الضغط على الرئيس السوري لدفعه نحو تطبيق قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار وإيقاف المذابح ضد المدنيين. ففي الوقت الراهن يقر الجيش السوري الحر المنظم بشكل فضفاض أنه هو أيضاً لم يعد يلتزم بالهدنة على الرغم من أن الثوار يصرون على أنهم لا يقومون بشن هجمات إلا من أجل الدفاع عن المدنيين. يقول المتمردون أيضاً إنهم قد باتوا قادرين على الحصول على الذخيرة والأموال اللتين كانوا يعانون من نقص منها منذ عدة أشهر، وإنهم يقومون في الوقت الراهن بإعادة هيكلة بنيتهم بحيث تغدو قادرة على الحركة السلسلة ولزيادة درجة التنسيق وإنهم يزيدون الأراضي والمناطق الموجودة في الوقت الراهن تحت سيطرتهم بالفعل. والنشاط الزائد يأتي محصلة للجهد الدولي المبذول لمساعدة الجيش السوري الحر والذي بدأ يكتسب زخماً. وعلى الرغم من أن الثوار يصرون على أنهم لا يتلقون مساعدة من قبل الدول الأجنبية، فإنهم يؤكدون في الوقت نفسه قدرة كافية على الحصول على أموال من شخصيات المعارضة السورية والمنظمات الموجودة في الخارج وهي الأموال التي يستخدمونها لشراء الإمدادات والتموينات من السوق السوداء التي تم إحياؤها مجدداً في سوريا. وقد قال المسؤولون الأميركيون وشخصيات المعارضة السورية الشهر الماضي أن وتيرة الجهد المبذول سراً لضخ الأموال والأسلحة للثوار- وهو جهد تساعد الولايات المتحدة في تنسيقه- قد بدأت في التزايد خلال الآونة الأخيرة. والتقدم الواضح الذي حققه المتمردون يؤشر على أن المساعدات التي تقدم لهم قد بدأت تؤتي ثمارها وتدفع بالأمور في سوريا نحو صراع ممتد، مما يمكن أن يزيد الضغط على الحكومة السورية لتقديم تنازلات حتى في الوقت الذي تواصل فيه القوى الدولية استبعاد خيار التدخل العسكري كما يقول المحللون. على الرغم من ذلك، فإن هؤلاء المتمردين المسلحين في الغالب ببنادق كلاشينكوف هجومية، وقواذف صاروخية "آر.بي.جي" وبعض مدافع "الهاون" مازال أمامهم طريق طويل حتى يكونوا قادرين على إنزال الهزيمة بالجيش السوري النظامي الأقوى عدداً وعدة وتسليحاً بكثير. ليس هذا فحسب بل إنه لا يزال أمامهم طريق طويل حتى يتمكنوا من امتلاك قدرات جيش التمرد الليبي، الذي كثيراً ما تتم السخرية منه، والذي نجح في السيطرة بسرعة على مساحات كبيرة من المناطق والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من الجيش الليبي. يوضح "جيفري وايت" المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية والذي يعمل في الوقت الراهن خبيراً لدى"معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، هذه النقطة بقوله"إن الثوار السوريين لن يكونوا قادرين أبداً على الزحف صوب دمشق وطرد النظام منها"، ولكنه يستدرك بالقول:"ومع ذلك فإن تلك القوات، يمكن من خلال تكتيكات الكر والفر على المواقع السورية النائية والقوافل العسكرية أن "تزيد الضغط على النظام، وتستنزف قواه، مما يؤدي بالتالي إلى تزايد حالات الفرار بين جنوده وضباطه". يؤمن الرائد "سامي الكردي" المتحدث باسم مجلس حمص العسكري، وهو واحد من المنظمات العسكرية الجديدة التي تتكون في مختلف أرجاء البلاد على ما يقوله "وايت" بقوله:"مع كل يوم جديد نحصل على المزيد من الأراضي وتزداد فيه حالات الفرار من الجيش النظامي وتكتسب فيه المزيد من القدرات على التنظيم والتنسيق بين قواتنا". ويضيف الكردي:"النظام لا يسيطر في الوقت الراهن سوى على المناطق التي يسيطر عليها بدباباته والدليل على ذلك أن جنوده لا يجرؤون على الخروج خطوة واحدة خارج تلك الدبابات". بيد أن التحقق من هذه الادعاءات أمر صعب لأن الحكومة السورية تمنع دخول الصحفيين. ولكن الخبراء العسكريين الذين يراقبون مجريات الصراع في سوريا يقولون إنهم قد لاحظوا زيادة كبيرة في عدد الهجمات التي تقوم قوات المعارضة بشنها على النظام كما يتبين من البيانات التي يقومون بوضعها على مواقعهم في شبكة الإنترنت. ولكن ذلك لا يحول دون القول إن القوات الحكومية لا تزال لديها القدرة على استخدام قدر هائل من القوة ضد معاقل المتمردين عندما يختارون ذلك ولكن المشكلة التي يعانون منها أنهم لا يستطيعون استغلال تلك القوة الهائلة في جميع المواقع والمناطق التي يتواجد بها متمردون في نفس الوقت" كما يقول عمر العزم أستاذ التاريخ بجامعة شاوني ستيت في أوهايو والذي ينشط في المعارضة السورية في الوقت الراهن. نتيجة ذلك هو أن مساحات كبيرة من الأرض -آخذة في الزيادة- تقع في وسط وشمال سوريا قد باتت الآن تحت السيطرة الفعلية للثوار كما يقول جوزيف هوليداي البحث الذي يتعقب نشاط الجيش السوري الحر لمصلحة "معهد دراسات الحرب الذي يتخذ من واشنطن مركزاً له. وتزايد قوة ونفوذ قوات المعارضة يقلل من احتمالات نجاح وقف إطلاق النار حسب مبادرة الأمم المتحدة والافتراض القابل للتصديق هو أن الصراع سوف يزداد شراسة مع استمرار تلك القوات في الهجوم على قوات الجيش واستمرار الأخيرة في الاستخدام المفرط للقوة وارتكاب المذابح ضد المدنيين مثل مذبحة الحولة ومذبحة القبير. "بما أن المتمردين يحصلون على المزيد من الأسلحة فإنه ليس أمام النظام من خيار سوى التصعيد" هذا ما يقوله وسام طريف الناشط الذي يتخذ من بيروت مقراً له والذي يعمل مع مجموعة أفاز العالمية للدفاع عن حقوق الإنسان. ليز سلاي بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©