الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتعاش السياحة الداخلية يرتبط بالعروض الصيفية الجاذبة

انتعاش السياحة الداخلية يرتبط بالعروض الصيفية الجاذبة
12 يونيو 2013 09:50
نسرين درزي (أبوظبي) - مع بداية العد التنازلي للإجازة المدرسية التي تعتبر فرصة أساسية تبني عليها العائلات آمالاً لقضاء صيف مميز فيه ما يطمحون إليه من الراحة والترفيه والاستجمام، تكثر الوجهات المقترحة داخل البلاد فيما يصعب الانتقاء وتحمل الأسعار، ولاسيما للذين اختاروا الاستفادة من عروض السياحة الداخلية، إذ يجدون أن غالبيتها لا تتناسب مع ميزانياتهم التي منعتهم أساساً من السفر. حجوزات تشجيعية ولسان حال الناس هذه الأيام من مختلف الفئات الاجتماعية، هي برامج العطلة الصيفية. ولأسباب كثيرة تتعلق بالظروف غير المستقرة التي تسيطر على عدد من الدول السياحية القريبة، قررت شريحة كبيرة من العائلات المواطنة والمقيمة إلغاء فكرة السفر، والاستعاضة عنها برحلات داخلية على منتجعات وفنادق الدولة التي تنعم بباقة من الخدمات الراقية التي تجذب إليها السياح من أصقاع الأرض، لكن المعضلة الأساس تكمن في الاصطدام بواقع أسعار الغرف والأجنحة المرغوبة من الأسر الكبيرة، والتي بنظرهم ليست منصفة بحق النزلاء من القاطنين داخل البلاد، وذلك مقارنة بالحجوزات التشجيعية التي تطرح أمام السياح الأجانب والعرب القادمين إلى الدولة عبر مطاراتها ومنافذها البرية والبحرية. عبارات طاردة ويؤكد كثيرون ممن يبحثون حالياً عن حجوزات بأسعار مناسبة، أن المعاملة تختلف ما بين النزلاء لجهة تحديد أسعار الإقامة، إذ إن السياح يحظون بباقات مخفضة تشمل الكثير من العروض التشجيعية المزدوجة، في حين أن السكان غالبا ما يصطدمون بواقع وعبارات طاردة، إما لجهة الكلفة المبالغ فيها بحسب قولهم أو لجهة الإجابات السلبية عبر الاستفسارات الهاتفية، والتي بمجرد العلم بأن السائل من داخل الدولة حتى يأتي الرد بأن حجوزات الغرف مكتملة، وكأن المقصود كما يعتقد البعض بأن النزلاء الأجانب هم أكثر تفضيلا بالنسبة للمنشآت السياحية من القاطنين في الداخل سواء من المواطنين أو المقيمين، والسبب برأيهم قد يكون لجهة الاستفادة من النفقات الإضافية التي يدفعها السائح على العروض المصاحبة للإقامة، في حين أن السكان لا يكترسون لها ولا حتى للوجبات داخل المنتجع أو الفندق، إذ يفضلون عادة تناول الطعام في ردهات المراكز التجارية المعتادين عليها، والتي يعرفون أنها أرخص ثمناً. وهذا ما يجعل فاتورة إقامتهم تكون أقل من الأجانب. نفقات مبالغ فيها ويقول حسن التميمي الذي يحاول منذ أيام أن يجد حجزا مناسبا له ولأسرته لقضاء أسبوع في منتجع ما نهاية يونيو الجاري بقصد التغيير، إنه فوجئ بالأسعار على الرغم من أن موسم الصيف يتطلب عروضا تشجيعية. ويذكر أنه من غير المعقول أن يكون التوجه العام هو جذب سكان الإمارات إلى السياحة الداخلية، في حين عدم المبالاة بتقديم حسومات خاصة، ولاسيما بالنسبة للأسر التي لديها 3 أولاد أو أكثر، والتي تتطلب إقامتها أكثر من غرفة أو جناح عائلي. ولا يستغرب التميمي أن الكثير من العائلات الإماراتية تفضل السفر خلال الإجازة لأنها على الرغم من تكاليف تذاكر الطيران، تلقى باقات مناسبة لكامل أفراد الأسرة على عكس منتجعات الدولة. ويؤكد أنه لابد من إعادة النظر في أولويات الاهتمام بالسياحة الداخلية خصوصاً أن السنوات المقبلة ستشهد اهتماما متزايدا بقضاء الإجازة داخل البلاد. باقات مناسبة الرأي نفسه يسجله عادل عبدالمولى، الذي يرى أنه مع حلول شهر رمضان منتصف الصيف سيكون من الصعب على فئة من العائلات السفر، حيث ستفضل البقاء داخل الدولة. الأمر الذي يستدعي لفتة من قبل المنشآت الفندقية بتخصيص باقات مناسبة للسكان ممن يختارون قضاء الإجازة متنقلين بين منتجعات الدولة وما أكثرها. ويشير عبد المولى، إلى أن أوضاعه المالية لا تسمح له بتكبد نفقات الفنادق التي يعلم جيدا أنها لا تقتصر على سعر الغرفة، لذلك سيواظب البيت خلال الإجازة، ويقول إن زوجته وضعت برنامجا مناسبا للترفيه عن ولدهما، وذلك بزيارة المهرجانات الصيفية التي تسعدهم في أبوظبي ودبي ومدينة العين، حيث يمكن قضاء اليوم كاملا بالتنقل من مكان لآخر من دون الحاجة إلى المبيت خارجا. وعلى الرغم من ذلك يؤكد أنه يفضل طبعا لو كان باستطاعته حجز ولو ليلتين في منتجع ما، غير أن الإقامة والوجبات وتبعاتها ستتطلب منه ما يزيد على 5000 درهم. وهو مبلغ ضخم بالنسبة له يفضل أن يضيف إليه ألفين أو 3 آلاف درهم ليسافر مع أسرته في وقت لاحق ويقضي 6 ليالٍ في الخارج. وفود وشركات في المقابل يدافع مديرو المنشآت السياحية عن الفاتورة التي توضع للسائح المحلي، معتبرين أن العرض والطلب يحدد السعر بعيدا عن أي تمييز. حيث يؤكد نائل الواري مدير عام فندق “سوفيتل” أبوظبي الذي تم افتتاحه قبل عام، أن الاهتمام الأكبر ينصب على النزلاء من سكان الدولة، وهذا ما لا يقتصر على أسعار الغرف وإنما يشمل كذلك خدمات المطاعم والنادي الرياضي وسواها، ويقول إن الأولوية لدى “سوفيتيل” هي للعائلات التي ترغب في قضاء أوقات مريحة داخل الفندق سواء خلال إجازة الصيف أو خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويشير الواري إلى أن قطاع السياحي في الإمارات آخذ في التنامي بما يلفت الأنظار، ويضاعف حجم الطلب من السياح الأجانب. وهذا ما يتطلب العمل على جذب شركات السياحة والسفر بطرح عروض تشجيعية، غير أن الأمر لا يعني إهمال قطاع السياحة الداخلية، والتي برأيه يجب التركيز عليها هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى. من جهته، يذكر وائل سويد مدير عام منتجع “قصر السراب” في المنطقة الغربية أنه من الخطأ التعميم بأن الأسعار التي تعطى للمقيم هي أكثر بكثير من تلك التي تعطى للقادمين من الخارج، ويقول إن السائح الذي يأتي عن طريق الشركات السياحية يحظى بسعر مخفض لكونه من ضمن مجموعة سياحية وليس بمفرده. ويوضح أنه بحسب الاتفاقيات التي يتم إبرامها مع مكاتب الرحلات الخارجية، فإن الفندق يقدم عروضاً استثنائية للوفود الكبيرة. ويؤكد وائل سويد أن أسعار الغرف والأجنحة هي نفسها بالنسبة للحجوزات الأخرى سواء كانت من داخل الدولة أو خارجها. ويشير إلى أن إدارة “قصر السراب” لا تغفل السائح المحلي عبر العروض التخفيضية التي يقدمها المنتجع على مدار السنة، والتي لا يميز فيها بين زائر وآخر ولا حتى بين وسيلة حجز وأخرى. عروض جاذبة ويورد ماكس فيغرينك، مدير منتجع “سانت ريجيس” - جزيرة السعديات، أنه مع تزايد الطلب من الخارج على زيارة الإمارة، كان لابد من تنظيم باقات عروض جاذبة للوفود السياحية. لكن برأيه هذا لم يؤثر سلبا على السياحة الداخلية التي تقتصر غالبا على مناسبات معينة مثل الأعياد وعطل نهاية الأسبوع. ويوضح أن “سانت ريجيس” يولي اهتماما بنزلائه من داخل الدولة عبر تخصيص أكثر من خدمة تتناسب مع رغباتهم. ولاسيما الأجنحة الفسيحة المطلة على الشاطئ، والتي تشهد على مدار السنة حركة دائمة تشغلها العائلات المواطنة والمقيمة. إضافة إلى الخدمات الشاطئية الأخرى والحفلات الضخمة التي تقام في قاعة “ريجال” للحفلات، والتي تعتبر من أكبر القاعات الفندقية للمناسبات المميزة في أبوظبي، والتي يترتب عليها إقامة عشرات العائلات خلال كل مناسبة تنظم فيها، ولاسيما الأعراس وحفلات التكريم. ترويج إلكتروني مع دخول فصل الصيف وأشهر الإجازة تواصل “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة” تحديث موقعها الرسمي www.visitab dhabi.ae. والذي تدعمه قائمة واسعة من قنوات التواصل الاجتماعي ويتميز بتصميم يلبي متطلبات الزائر ليكتشف من خلاله أبوظبي، وذلك عبر الاطلاع على معلومات وافية عن المعالم السياحية في الإمارة والأنشطة الترفيهية والزيارات الثقافية والتراثية فيها، وهذه المعلومات متوافرة بأكثر من 8 لغات، العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الروسية، اليابانية والصينية. ويقدم الموقع وظيفة جديدة للبحث عن فنادق الدولة، مما يوفر قائمة عن العروض والغرف المتاحة مما يزيد على 50 محرك حجز فندقي. تصاعد الأسعار تتراوح أسعار الإقامة خلال الصيف ما بين 700 درهم للغرفة الفندقية الواحدة و2200 درهم بالنسبة لمنشآت الخمس نجوم. فيما تبدأ من 3000 درهم لليلة الواحدة للأجنحة الصغيرة، فيما يتصاعد الرقم كلما كانت الوجهة المقصودة مطلوبة لقربها من المدينة أو للخدمات الاستثنائية التي تقدمها. وتقتصر العروض الترويجية التي تدمج بين سعر الإقامة والفعاليات الترفيهية في المرافق المحيطة بالمنتجع أو الفندق، على السياح القادمين من الخارج. انتعاش المنشآت تتحدث سامية بوفاضل عن أسعار الفنادق موضحة أنها خلال فترات الذروة تتجاوز الحد المنطقي بالنسبة للأسر المقيمة داخل الدولة. وتعبر عن استيائها من التمييز الحاصل لجهة السياح القادمين من الخارج والذين بمجرد تقديم حجوزاتهم عبر الانترنت أو عبر الشركات السياحية ينعمون بتخفيضات هائلة. وتقول سامية إن ما يثير حفيظتها توفير باقات عروض تشجيعية خاصة بالأجانب، تتضمن مقابل تذاكر السفر الإقامة المجانية لعدد من الأيام مع الاستفادة من المدن الترفيهية والحدائق المائية وسواها، في حين أن الأسر المقيمة لا تجد مثل هذا الاهتمام ولو بشكل نسبي. وتذكر ندى الظاهري أنها تأسف للغلاء المتزايد على أسعار الأجنحة التي من المفترض أن تكون مخصصة للعائلات المقيمة، وترى أن النزلاء السياح وإن كانوا يشكلون دخلا جيدا للبلاد، غير أنها ليست أكثر من أرقام موسمية، معتبرة أن الجذب السياحي يجب أن يوجه كذلك إلى الداخل. وتقول ندى إن العائلة الإماراتية الواحدة عندما تجد أسعارا مقبولة، تدعو إلى المنتجع نفسه أكثر من عائلة، حيث جرت العادة أن تتجمع الأسر مع بعضها خلال الإجازات. وهذا يكفي لانتعاش أي منشأة سياحية داخل الدولة التي من الأولى أن ينعم بجمالياتها المواطنين والمقيمين على حد سواء. وتقول شيخة عبدالله إن زوجها قرر عدم السفر إلى الخارج هذه السنة لأكثر من سبب، فما كان منها إلا أجرت اتصالات عدة على عدد من المنتجعات داخل الدولة، ولم تصدق حجم الأسعار التي تضاهي ميزانية السفر بقصد قضاء الإجازة، وتعتبر أن ثمة إجحافاً في حق السياحة الداخلية التي لا تلقى اهتماما إلا بالمهرجانات الترفيهية، مشيرة إلى أن المواطن والمقيم من حقهما الاستمتاع كذلك بالإقامة الفندقية. وهذا برأي شيخة ما لا يمكن توفيره مع وجود أكثر من ولد في العائلة، لأن التكلفة ستتجاوز الحد المقدور عليه. أفضل الباقات ترتفع هذه الأيام وتيرة البحث عن وجهات سياحية مناسبة لأفراد الأسرة، ومع كل العروض الترويجية التي تتنافس عليها منشآت الضيافة المحلية، تدور في الأوساط أحاديث تنتقد الأسعار التي تقدمها الفنادق إلى السائح المواطن والمقيم، الأمر الذي يطرح التساؤلات عن صحة ما يشاع بأن النزلاء القادمين من خارج الدولة يدفعون أقل. وتأتي المحصلة بأن العرض والطلب يحكم لغة قطاع الفندقة الذي يقدم أفضل الباقات للوفود السياحية الكبيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©